انطلقت أمس فعاليات المؤتمر التأسيسي الأول لحزب العمال الشيوعي التونسي، بحضور جماهيري ضخم خاصة الفئة الشبابية بقبة المنزه وبإحياء حفل ينتظر أن تكون اقامته ريم البنا المغنية الفلسطينية والبحث الموسيقي بقابس بقيادة نبراس شمام. هذا المؤتمر، والذي يعقد تحت شعار "من أجل استكمال مهام الثورة"، يأتي في غضون وضع انتقالي صعب تمر به البلاد وقراءة واضحة من قبل حزب العمال لطبيعة المرحلة معتبرا أن مهام الثورة لم تكتمل وأن البلاد مازالت تعيش تواجدا كثيفا لبقايا النظام السابق...وأن المهام الأولى المطروحة على الشيوعيين والتقدميين ومختلف القوى الديمقراطية هو إزاحة بقايا الدكتاتورية... من ناحية أخرى يتوقع أن لا يكون لمؤتمر حزب العمال أي تأثير على سياساته ولا برامجه، كما يتوقع أن لا تكون لهذه المحطة في حياة الحزب، أي تغيير في مستوى قيادته المركزية. في نفس السياق، فان حزب العمال حافظ على تبنيه للمرجعية الماركسية اللينينية الستالينية رغم تغير الخارطة السياسية العالمية وزوال المعسكر الشرقي منذ عقدين تقريبا، وإعادة القراءة المتواصلة لأهم منظري الفكر الشيوعي للنظرية. ويعد "هيئة أركان الطبقة العاملة" كما يطلق عليه مناضلوه، من طلائع الأحزاب الثورية التونسية، فقد تأسس في أواسط الثمانينات بعد نقاشات عديدة في الأوساط الشيوعية، ويعتبره المتابعون من ورثة حركة العامل التونسي التي تبنت الماركسية وعملت في الأوساط الشبابية والعمالية في السبعينات. وكان حزب العمال الشيوعي التونسي عانى الحظر وملاحقة مناضليه لسنوات كثيرة، وعمل مناضلوه في السرية، وتعرض حمة الهمامي زعيم الحزب للاعتقال عشرات المرات..