كمال بن يونس جلست قبل أيام مع ثلة من شباب أحياء برج الوزير والكرم والانطلاقة والزهور فسمعت قصصا غريبة ومثيرة عن ذكرياتهم عن أيام الانتفاضة التي سبقت ثورة 14 جانفي.. شباب يشعر بالإحباط وخيبة الأمل لأنه لا يزال عاطلا عن العمل.. والآفاق مسدودة في وجهه.. شباب تبدو القطيعة كبيرة جدا بينه وبين المضامين "السياسية " التي تروج في التلفزيون والقنوات الإذاعية وفي الصحف.. .. خيبة أمل تزداد وهو يتابع مشاهد الصراعات الهامشية بين بعض "الرموز" السياسية والحزبية حول فصول في القانون وسيناريوهات لبعض البنود في الدستور القادم.. إلى جانب نزاعات إيديولوجية وتبادل للشتائم بين"الزعامات الافتراضية للثورة ".. ومعارك " بيزنطية " حول جنس الملائكة وبعض أجندات السياسيين والمثقفين ومؤلفات ماركس وانجلس وحسن البنا وسيد قطب ومقولات عبد الناصر وصدام والقذافي وأسامة بن لادن والزرقاوي والخميني وحسن نصر الله.. في بعض المقاهي وعلى أرصفة الأحياء الشعبية يتابع البعض(بعد الثورة) ليلا نهارا تمعشهم من المخدرات الخفيفة والثقيلة.. الحقيقية والمغشوشة.. ويتغنى آخرون بما كسبوه خلال المداهمات للفضاءات التجارية قبل الثورة وبعدها.. مستفيدين من الانهيار شبه الكامل للمؤسستين الأمنية والسياسية.. إلى درجة أن بعضهم وفر" جهاز" زفافه أو"جهاز" ابنته وأخته من سرقاته لفضاءات تجارية مختلفة.. أزمة الثقة تتعمق.. والهوة تكبر بين السياسيين والشباب العاطل عن العمل وأبناء الإحياء الفقيرة في تونس الكبرى(حيث اكثر من ثلثا سكان البلاد) وفي مناطق داخلية عديدة.. فحذار.. حذار..خاصة ان عدد العاطلين عن العمل في تزايد في مرحلة ارتفعت فيها الاسعار وتوشك ان تزداد نيرانها التهابا..