كمال بن يونس تنقلت قبل أيام في تحقيق ميداني واسع مع عدد من الزملاء الصحفيين العرب والاجانب بين مقاهي الاحياء الشعبية في العاصمة من برج الوزير الى حي التضامن ومن الزهروني الى حمام الانف ومن الكرم الغربي الى الوردية فاكتشفنا أن غالبية الشباب قدم لنا أجوبة تؤكد عدم انخراطه في معارك قيادات الاحزاب.. والسياسيين الرسميين "القانونية " و"الدستورية ".. سمعنا اجابات تؤكد لامبالاة شباب مثقف وفتيانا وفتيات ممن انقطعوا عن الدراسة (او طردوا منها) ب"الكلام الكبير" الذي يردده في وسائل الاعلام خبراء القانون والدستوروعلوم السياسة.. سجلت هذا فيما يتواصل الجدل داخل النخب والطبقة السياسية حول "المسار السياسي" الذي من المتوقع أن يؤدي إلى تنظيم انتخابات عامة يوم 24 جويلية القادم تتعمق الاختلافات بين رموز الطبقة السياسية.. تتعمق الخلافات و"الحسابات " بين زعامات "الاحزاب " وتيار عريض من المثقفين والنقابيين والسياسيين الذين اختاروا طوال العقدين الماضيين الاستقلالية ولا يشعرون الى حد الان أن الاحزاب "المتصارعة على الكراسي " في باردو وفي القصبة وفي كواليس " سرية " تمثلهم.. وبصرف النظر عن مآل مشروع الفصلين 15 و16 الذي انتقدته بشدة شخصيات حقوقية وسياسية ونقابية بارزة مثل الدكتور سعدون الزمرلي رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الانسان الاسبق ورئيسها الشرفي منذ 1989 ، برزت رايات حمراء هنا وهناك.. ومهما قيل عن " الصبغة التلقائية " لبعض الاعتصامات والتحركات " الاحتجاجية "من شمال البلاد الى جنوبها ، يبدو أن كثيرا منها يلقى دعما من جهات تتحفظ بقوة على بعض مقررات " الهيئة العليا" التي تمثل "وفاقا" بين ابرز الاحزاب السياسية ولا تعكس بالضرورة الرأي العام الشعبي والغالبية الصامتة التي تؤكد كل الدراسات والتقديرات أنها مستقلة عن كل الاحزاب والحركات السياسية..على غرار تيارعريض من الشباب الذي نزل إلى الشوارع قبل 14 جانفي وبعده.. فلم اختزال " اللعبة الانتخابية القادمة " في الاحزاب بسبب تبني نظام التصويت على القائمات وليس على الافراد؟ وحتى متى يتواصل اقصاء المستقلين.. والغالبية الصامتة ؟