!! النادي الصفاقسي يعمل في صمت.. وباقي الأندية "كل فول لاهي في نوارو"مما لا يختلف فيه عاقلان هو أن الترجي الرياضي والنجم الساحلي كانا الفريقين الوحيدين القادرين على المنافسة على اللقب.. وقد اشتد الصراع بينهما على المرتبة الأولى في الجولات الاخيرة على أن التسابق والتلاحق الذي عرفته مسيرتهما على امتداد الموسم قد تخللته نهاية الموسم تصريحات نارية صادرة خاصة عن المسؤول والناطق الرسمي للنجم شكري العميري الذي فتح النار على جل الفرق والتي كانت في أغلبها موجهة ضد الترجي في المقابل اختار الترجي عدم الرد على عديد الاتهامات بالإضافة الى أنه سلك منهجا آخر تمثل في الرد على الميدان فقد حاول الترجي تفادي كل العراقيل (غيابات وعقوبات واصابات..) وترجع إرادته في الحصول على اللقب على الميدان وخرج في جل مبارياته بالفوز في المقابل تعثر النجم الساحلي في عديد المناسبات وخاصة على ميدانه مما جعله لا يحتفظ بالمرتبة الاولى رغم أن مهاجمه أحمد الكعايشي توج بطلا للهدافين. وبغض النظر عن النتائج ما كان لنهاية الموسم أن تعرف تصريحات نارية بتلك الشاكلة فالنادي الصفاقسي الذي وصلته شظايا تصريحات شكري العميري أصبح يهدد، والترجي كان في كل مرة المقصود، فالتشكيك وصل الى منافسي الترجي في الجولات الاخيرة بالإضافة الى واقعة «بعبورة ومنافق» في قفصة.. تصريحات.. ورغم أن رئيس النادي حامد كمون كان في كل مرة يعتذر لمن أساءت إليهم هذه التصريحات ويحاول كبح اللجام الا أنه (والحق يقال) قد نجح شكري العميري ومن بعده حسين جنيح في بطولة التصريحات و«كأس» التشكيك ايمانا منهما بأن البطولة مازالت تلعب في الكواليس ويمكن للتصريحات أن تغير المشهد الرياضي. إرتجال ولا تتوقف التصريحات النارية عند هذين المسؤولين بل تتعداهما الى آخرين من نظرائهما المسؤولين واللاعبين وهي تصريحات قد أربكت العديد من المواقف وأدخلت الجامعة في نفق مظلم وأثّرت على مواقفها الضعيفة أحيانا والمرتجلة أحيانا أخرى، وكل هذا يعود الى ما اعتبر بالوضع الاستثنائي في البلاد لكن آن الآوان لكي يتحمل كل طرف مسؤولياته واتخاذ مواقف واجراءات رادعة ضد كل هذه الانواع من التصريحات فالكرة لم تعد مرتبطة بالسياسة ولا يمكن للجامعة أن تخشى لومة لائم على المواقف التي تتخذها لتنظيم اللعبة سواء واصل هذا المكتب أو انتقلت مهمة إدارته الى مكتب جديد فحملات التشكيك واثارة الفتن امتدت حتى الى الدور النهائي، إذ رغم الاقرار بأن الحكم كانت بعض قراراته خاطئة وأساء التقدير في بعض اللقطات والأحداث، التي لم تؤثر على النتيجة دون شك.. كما أنه ليس ذنب الترجي أن يسقط دوس سانطوس (لاعب الخبرة الذي بنى عليه المدرب الكبيّر كامل خطته) في خضم الاستفزازات ليقصى منذ الدقيقة 15 من الشوط الاول. معلول يتحدث عن ثنائيين.. ولعل تصريحات التشكيك والانتقادات لا يمكن أن تجلب الا ردود أفعال وتصريحات من نفس العيار الثقيل لذلك لا غرابة في خروج نبيل معلول عن صمته ليرد عقب الدور النهائي على حسين جنيح الذي شكك في الحكم وفي انجازات الترجي إذ اعتبر معلول ان التاريخ يسجّل حصول الترجي على نسر البطولة وكأس الثورة وأما النجم فقد نال ثنائي التصريحات واستطرد بعض الأحداث منها حكاية «بعبورة» في قفصة وتمكين ترجي جرجيس من ثلاث نقاط على مباراة قابس قبل أن يلاقيه النجم في جرجيس. تكوين ومراهنة على الشبان في خضم كل هذه الاحداث لابد من الاشارة الى أنه للترجي امتياز كبير ضمن له النجاح وهو رئيسه حمدي المد ب الذي راهن على الشبان وكون جيلا من اللاعبين الممتازين الذين يعتمد عليهم الترجي على مختلف الواجهات وخاصة أسامة الدراجي ويوسف المساكني وخالد العياري وأفول و«بانانا» والحارس بن شريفية وسامح الدربالي الذي استعاده من موسم اعارة للاولمبي الباجي ومجموعة أخرى من المنتدبين، وكلما لعب منقوصا الا ووجد الحلول بفضل هذه العناصر التي وقف الى جانبها منذ سنوات وصنع منها نجوما حتى أن البعض أصبح يعتبره «غيرو» الترجي فهو مرابط في الحديقة منذ أعوام لتكوين جيل ممتاز من اللاعبين وحقق نتائج باهرة حيث طبعت مسيرته بالألقاب والادوار النهائية مما يقيم الدليل على أن نجاح أي نادلا يتوقف على مدى استعدادات لاعبيه وفروعه وقيمة عمل الاطار الفني فقط بل يرتكز اساسا على حرفية مسؤوليه وادارته وحمدي المدب مثال يحتذى ولا يمكن لأحد ان يشكك في ذلك فالنتائج خير رد وأكبر دليل على العمل الكبير الذي يقوم به الترجي. سنوات الجمر.. والحبل على الغارب في المقابل من حق النجم أن يهدف للنجاح والحصول على الالقاب لكن عليه أولا مراجعة بعض حساباته وكشف مواطن الضعف والنقص وتأطير بعض المسؤولين قبل اللاعبين.. والنسج على منوال فرق أخرى على غرار النادي الافريقي الذي أصبحت لديه قناعة راسخة بأن سنوات الجمر التي قضاها مع مسؤولين سابقين قد أدت الى تدهور الوضع لذلك انصرف الى لملمة جراحه والعمل على مراجعة عديد النقائص وانتداب عناصر قادرة على تقديم الإضافة وتنظيم الادارة والتوزيع الجيد للأدوار. النادي الصفاقسي خرج من دائرة التصريحات النارية وانصرف لاعادة البناء بعد أن تبين له بأن الفريق يحتاج الى اصلاحات جديدة اذ رغم أن مسؤوليه عاقدو العزم على الرحيل فإنهم لم يتركوا الحبل على الغارب بل عملوا على تعزيز الرصيد البشري بانتدابات جديدة ويعملون في صمت... الأمر ذاته بالنسبة الى باقي الأندية التي انطلقت في الاعداد للجلسات العامة والانتدابات استعدادا لموسم جديد يأمل فيه الجميع ان تكون الجامعة قوية ورادعة حتى تؤمّن عودة الجماهير الى الملاعب.. عبد الوهاب الحاج علي