تميزت السهرة الثانية في برنامج مهرجان المدينة بالعاصمة بالحضور الجماهيري الكبير لعرض الفنانة آمال المثلوثي. وإذ تمكنت هذه الفنانة منذ بروزها من شد اهتمام الجماهير التونسية والعربية عموما ومن بينها خاصة الجماهير الشابة فإنه يمكن اعتبار هذه الصائفة صائفة آمال المثلوثي بامتياز. ما فتئت هذه المطربة التي تشدو للحرية والكرامة البشرية تحقق النجاح تلو الآخر وكان الحظ حليفها كذلك في مهرجان المدينة بالعاصمة وتحديدا خلال السهرة التي أحيتها بالمسرح البلدي. استقبل الجمهور آمال المثلوثي بحفاوة بالغة وتفاعل مع برنامجها للسهرة الذي كان متنوعا. وبقيادة المايستروزياد الزواري عازف الكمنجة انطلق العرض بأغنية كردية نالت استحسان كل الحاضرين، وبعفوية آمال المثلوثي المعهودة وانتقاء كلمات قريبة من المتلقي وألحان غير معقدة جعلت الجمهور يردد أغلب أغانيها مثل أغنية «ما لقيت» من كلماتها وألحانها، و«حيرت الجراح يا مما» للشيخ العفريت في توزيع جديد ومتفرد.. هذا إلى جانب توظيف لوحة راقصة مع ليتيسيا (راقصة فرنسية) تجسيدا لكلمات «يا تونس يا مسكينة.. في نورك هايمة حزينة» مما أضفى على الأغنية أبعادا جمالية عميقة... إضافة الى أغاني الشيخ العنقة الجزائري والشيخ إمام ومرسال خليفة ليتفاعل معها العشرات من الجاليتين الجزائرية والفلسطينية التي كانت حاضرة خلال السهرة تفاعلا كبيرا... تراوح العرض بين أغان من رصيد المطربة الثري وأغان لفنانين كبار من تونس والبلدان العربية وكانت في مختلف ردهات الحفل كما عهدناها فنانة تتقد حماسا وتنبع منها طاقة هائلة. ومن الواضح أن الثورة الشعبية قد منحت أجنحة لهذه المطربة الشابة التي عرفت النجاح أولا في فرنسا قبل أن يسطع نجمها في تونس. صاحبة «حلمة» تتألق من سهرة إلى أخرى ومن عمل جديد إلى آخر بفضل عدم انسياقها مع التيار وانفتاحها على الثقافات الأخرى. ويتوقع جمهورها أن يكون ألبومها الجديد الذي ستصدره في جانفي 2012 والمنضاف إلى مجموعة ألبوماتها السابقة محل اهتمام نظرا لأسلوبها المتفرد ونجاحاتها المتواصلة...