تونس/الصباح: حضور الفنانين التونسيين في حفلات وعروض مهرجانات صائفة 2008 كان حضورا ناجحا أكد من خلاله هؤلاء انهم يمتلكون الصفة والقدرة على تأثيث الحفلات الفنية الجماهيرية وأنهم لا يمثلون بأي حال من الاحوال «عبئا» على المهرجانات التي تستضيفهم. نجاح جماهيري اللافت أن غالبية الفنانين التونسيين الذين شاركوا في احياء حفلات مختلف المهرجانات الصيفية سواء منها الدولية او الوطنية كانت لهم مواعيد خلال هذه الصائفة مع الاقبال الجماهيري على حفلاتهم.. ونحن هنا لا نتحدّث فقط عن «النجوم» من امثال صابر الرباعي ولطيفة العرفاوي ولطفي بوشناق وأمينة فاخت.. بل نتحدث ايضا عن اولئك الذين عادة ما يصعدون على الركح وقلوبهم «وجِلة» من ان يخذلهم الجمهور ولا يقبل على حفلاتهم.. حتى هؤلاء استقبلهم الجمهور التونسي بحفاوة واقبل على حفلاتهم وشجّعهم سواء في قصر العبدلية بالمرسى او في المهرجانات الجهوية. محمد الجبالي.. البداية البداية كانت مع حفل الفنان محمد الجبالي على ركح مسرح قرطاج الاثري بتاريخ الاربعاء 30 جويلية.. فهذا المطرب الشاب الذي اقترح على جمهور مهرجان قرطاج الدولي عرضا غنائيا فنيا بعنوان «اللي في بالي» وجد تجاوبا لدى اعداد محترمة من الجمهور التونسي اقبلت على حفله وتفاعلت مع مقترحاته الغنائية والموسيقية وذلك على الرغم من أنه لا يصنف ضمن قائمة «النجوم» او مطربي «الاثارة».. بعد محمد الجبالي تتالت حفلات الفنانين التونسيين سواء على ركح مسرح قرطاج الاثري: أمينة فاخت، لطيفة العرفاوي، صابر الرباعي، او في مهرجانات دولية اخرى: صفاقس، قابس، سوسة، الحمامات، المنستير.. حيث غنّى كل من لطفي بوشناف والزين الحداد وصوفية صادق.. هذا فضلا عن سهرات قصر العبدلية بالمرسى الغنائية التي احيتها مجموعة من الفنانين نذكر من بينهم: منيرة حمدي وشهرزاد هلال وزهرة الاجنف وهالة المالكي وسليم دمق. كل هؤلاء كانوا ولو بدرجات متفاوتة على موعد مع النجاح الجماهيري لحفلاتهم.. وكأننا بالجمهور التونسي أراد هذه المرة تكذيب مقولة انه «يضي» فقط على «البرّاني»! لمنْ الامتياز؟ ولكن، اذا ما أردنا ان نتجاوز العموميات وان نفصل القول في المسألة وان نطرح سؤال: لمن من الفنانين التونسيين كان الامتياز خلال مهرجانات صائفة 2008 فان الاجابة سوف تكون في صالح ثالوث من الاسماء عرفت حفلاتهم نجاحا فنيا وجماهيريا فاق في الواقع نجاحات باقي الحفلات.. هذا الثالوث هو: صابر الرباعي ولطيفة العرفاوي ولطفي بوشناق. فحفل الفنان صابر الرباعي بقرطاج بتاريخ الخميس 7 أوت مثّل حدثا فنيا كبيرا لا فقط من ناحية الاقبال الجماهيري الكبير بل والمذهل الذي شهده في تلك الليلة مسرح قرطاج الأثري بل وايضا من منظور فني وطربي واحتفالي ان شئنا حيث كان التفاعل والتجاوب كبيرا بين الجمهور وبين صابر الرباعي هذا النجم التونسي والعربي الذي عرف كيف يصنع نجاحه عربيا وكيف يحافظ عليه ايضا ما أهله لان يكون احد الاسماء البارزة في عالم نجوم الاغنية العربية الجديدة والمعاصرة. اما حفل الفنانة لطيفة العرفاوي على ركح مسرح قرطاج الاثري بتاريخ 1 أوت الجاري فقد كان بدوره حفلا من أمتع الحفلات التي شهدها مهرجان قرطاج الدولي في دورته (44) وذلك لا فقط من حيث النجاح الجماهيري ولكن ايضا من حيث الامتاع الفني والطربي. فالفنانة التونسية لطيفة العرفاوي هي ايضا واحدة من اهم نجمات الغناء في العالم العربي راهنا.. وما من شك في أن كل الذين راهنوا» لسبب او لاخر على فشل حفلها بقرطاج لهذه الصائفة وجدوا انفسهم في التسلّل.. فقد اثبتت لهم ولغيرهم من خلال النجاج الكبير الذي عرفه حفلها هذا انها فنانة كبيرة محترفة بكل ما تحمله كلمة الاحتراف من معاني الموهبة والصنعة والذكاء والنبوغ.. اما الفنان لطفي بوشناق، هذا الكروان التونسي الذي لم يكن في حاجة اطلاقا لاي دعاية او دعم «خارجي» لكي يشع نجما في سماء الاغنية العربية فقد كان حفله في افتتاح مهرجان المنستير لهذه الصائفة حدثا فنيا كبيرا اكد من خلاله مرة اخرى انه مطرب كبير يتمتع باحترام وتقدير كبيرين سواء داخل وطنه تونس او خارجه.. طبعا، هذا الامتياز لهذا الثالوث (صابر الرباعي لطيفة العرفاوي ولطفي بوشناق) لا ينفي ولا يجب ان يحجب بالمقابل نجاح حفلات مجموعة اخرى من الفنانين التونسيين الذين أشعّوا بدورهم في مهرجانات صائفة 2008 مثل الشهيرة امينة فاخت وحفلها بقرطاج خاصة بتاريخ 14 أوت والفنانة صوفية صادق وحفلها بمهرجان المهدية والفنان الاصيل زياد غرسة وحفله بمهرجان طبرقة الدولي.