لا يمكن لاي متابع منصف ان ينكر النجاح الذي حققه برنامج "بدون استئذان" منذ بداية بثه حيث كانت جماهريته تزداد مع كل حلقة قبل ان يتم منعه من قبل النظام البائد بعد كشفه لبعض مظاهر الفقر المخفية ليعود بنسخة معدلة تخضع للمعادلة تحت الضغوطات التي يعلمها القاصي والداني. ولئن استعاد البرنامج مصداقيته اكثر بعد الثورة في طرقه لمختلف الابواب دون حسابات فإن ما أثار بداخلي اكثر من تساؤل هو تركيز كاميرا البرنامج في كل حصة على «قفة « القناة لتكشف ما بداخلها بالتفصيل من مواد غذائية ومشروبات غازية وغيرها لتطل عليك المقرونة وعلب الطماطم وكل ماكان يجب ستره بذلك الشكل الذي يبدو مستفزا وغير مقبول .فما معنى ان تسلط اضواء الكاميرا على «هدية» كان من المفروض التعاطي معها بشكل ارقى مع عدم كشفها اصلا أما ان يتم تحويلها الى «مزية» و»منة» بتضخيم يعكس حجم التهويل ويشعر الطرف الاخر بالاحراج فذلك ما يثير فعلا اكثر من نقطة خاصة ان هذا البرنامج حقق شعبية واسعة وهو ما يعني انه ليس في حاجة الى مثل هذه الاساليب التي ضايقت الكثير من المشاهدين .فهل يمكن ان تعيد القناة النظر في هذه المسألة «المستفزة» للمحافظة على شعبية البرنامج ؟ "نغمة" ..وتناغم مادمت أتحدث عن قناة حنبعل لابد ان اعرج على مسألة اخرى مهمة اثارت طوال الفترة الماضية الكثير من الجدل وهي الاستقبالات اليومية لباعث القناة السيد العربي نصرة للأمناء العامين للاحزاب بتلك الصورة النمطية على اعتبار انها تذكر الجميع بحقبة زمنية مازالت حية و"فرشكة" ولم يمر على صفحتها السوداء سوى اشهر قليلة.واذا كان من حقه ان يستقبل من يشاء فان ما يصدر من ممثلي الاحزاب من تصريحات بعد هذه اللقاءات بدت عباراتها احيانا نسخة متطابقة من المواقف التي كنا نستمع اليها في عهد الرئيس المخلوع .فما رايكم ان يقول امين عام احد الاحزاب استقبله العربي نصرة الجمعة الماضي «كان حوارنا صريحا وافكارنا متطابقة ومتناغمة .... واكتشفت ان السيد العربي نصرة حريص على مستقبل تونس ..ورجل له شخصية رائعة ..وان شاء الله سنعمل في المستقبل اليد في اليد لننهض ببلادنا « .....انها «كليشيات» مللناها في سنوات الجمر وها اننا نتابع اعادة صياغتها باسلوب اخر يعكس ان لاشيء تغير بعقلية اغلب ممثلي احزابنا ليتساءل البعض في حيرة «ان كان يحصل منهم اليوم ما نتابعه مع مجرد باعث قناة فكيف ستتلون مواقفهم غدا مع الرئيس الجديد؟ «...انها مواقف لا تعكس بالتاكيد انتظارات المواطنين من سياسيين كان من الاحرى بهم ان يثبتوا حقيقة مواقفهم بدل ان يكونوا اداة لينة لتلميع الصور وذلك موضوع اخر لا يتسع المجال لاثارته. انشقاقات .. في المسرح لم تكن الانشقاقات التي برزت مؤخرا بين المسرحيين جديدة على القطاع المسرحي على اعتبار ان الانقسامات ازدادت اكثر بعد الثورة لكن ما يثير المخاوف هو الاتهامات التي وجهت الى اللجنة الاستشارية بشأن توزيعها للعروض وفقا للمحاباة والصداقات مع تواصل سياسة التهميش والاقصاء التي رسخها النظام البائد مما افضى الى تصدع هذه بعد استقالة عبد الوهاب الجملي .ومهما كان مدى صحة وصدقية ما اثاره بعض المسرحيين من اتهامات فان المسرحيين مطالبون اليوم بطي صفحة الخلافات والتطاحن على العروض والدعم من اجل راب الصدع والعمل على ما فيه مصلحة المسرح التونسي الذي مازالت انتاجاته بعيدة عن روح الثورة بل ان الامر هو عدم وجود مؤشرات حقيقية على رغبة في النهوض والتطوير. لا ..يا قناة نسمة مع اذان المغرب ليوم الثلاثاء الماضي تنقلت بسرعة بين مختلف فضائياتنا من حنبعل ونسمة الى الوطنية الاولى والثانية لكني اكتشفت فجاة تاخر بث الاذان بقناة نسمة وخلت ان الامر يتعلق بسهو لبعض الثواني فقط لكن امتد الوقت لاكثر من دقيقة كاملة ليتم بعدها تلافي الامر وبث الاذان .وكان يجب تلافي الوقوع في هذا السهو لان توقيت اذان المغرب مقدس ويعد توقيته بالثواني فمابالك باكثر ام ان نسمة عدلت توقيت الاذان على مدينة اخرى بعيدة على اقليمتونس الكبرى؟؟؟