ريم البنا مطربة وملحنة فلسطينية من مواليد الناصرة في الجليل درست في المعهد العالي للموسيقى -Gnesins- في موسكو وتخصصت في الغناء الحديث، أدت عديد الأنماط الغنائية ولكنها تميّزت بأداء التهاليل التراثية الفلسطينية قدمت بفضاء النخبة الزهراء بسيدي بوسعيد ومهرجانات أخرى عرضها الجديد "مرايا الروح" وقبل هذا الموعد كان لنا معها لقاء استهلّته بقولها "لقد كنت من الأسماء الممنوعة في تونس لقد كانت توجه إليّ دعوات لا لأغني بل لأحضر فقط وأكرّم وكنت استغرب من هذا التصرف وأعتبره غير منطقي ولكن فهمت بعد ذلك أن النظام السابق كان يروّج للحرية والديمقراطية بطريقة شيطانية ويسعدني اليوم أني غنّيت للجمهور التونسي في مناطق عديدة من الجمهورية إذ زرت المنستير والقيروان وقابس". الواقع الفلسطيني وعن عرض «مرايا الروح» تشير صاحبة «مواسم البنفسج» «هي مجموعة من الأغاني جاءت في آخر ألبوم لي وتتناول مواضيع تتعلق بالواقع الفلسطيني فأتحدث عن المنفى واللاجئين والشهداء وأذكّر بقيمة التراث الفلسطيني» وامتد الحديث بيننا فسألتها: زرت تونس ولكن ظهورك إعلاميا لم يكن بالحجم الكافي كيف تعلّقين على ذلك؟ تبتسم وتقول «سأروي لك طرفة حدثني عنها بعض الأصدقاء ذات مرة جاءت أوامر إلى التلفزيون مضمونها بالحرف الواحد استجوبوا الجميع إلا ريم البنا، لقد كنتم تعيشون في ظل نظام قمعي يرفض أصوات فنانين يحفّزون الشباب ويسلطون الأضواء على هموم الإنسان العربي، لذلك فأنا اليوم أول فنانة عربية تقف مع الثورة التونسية وتساندها، اليوم مثلا وأنا في النزل سمعت شعارات في الشارع تقول الشعب يريد اسقاط النظام فهببت إلى الخارج بكل جوارحي لأشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية وعلمت أنها كانت تدعو إلى تطهير قطاع القضاء وقد سعدت للوعي الكبير الذي أصبح يتمتّع به التونسي لقد ذكّرني هذا الموقف ببداية الثورة وكنت آنذاك في تونس». لا للمتاجرة بالثورة تواصل الحديث بيننا فقلت لها ظاهرة أغاني الثورة ما رأيك؟ «لا يمكن أن يغني عن الثورة إلا من يحس بها، بعض الأغاني دخلت في ما أسميه بالمتاجرة بالثورة هي أغاني تسويقية لقد كتبت عن ثورة تونس احدى الأغاني ولكن بصراحة شعرت أنها لا ترتقي إلى قيمة الثورة التي لم أعايش كل تفاصيلها لذلك تركتها جانبا»، بادرتها لم نتحدث قليلا عن مفهوم الثورة عند ريم البنا فقالت «الثورة هي التحرّر من كل القيود، هي الديمقراطية والكرامة وكل المبادئ الإنسانية، المهم في الثورات التي يعيشها العالم العربي أنها أصبحت تمثل قلقا وخوفا بالنسبة إلى إسرائيل» ولكن البعض يخشى من فشل هذه الهزات الشعبية «لا... لا أعتقد ذلك من أسقط النظام قادر على تحقيق إرادته المهم أن نبتعد عن تمييع هذه الثورة وهذا هو الخطر الحقيقي عليها» وعن علاقتها بالفن في تونس تقول صاحبة نوار نيسان «تواصلي مع البيئة الفنية التونسية غير كبير أنا أتواصل أكثر مع الشعب التونسي لكن تبقى بعض الأسماء ذات قيمة بالنسبة لي على غرار غالية بن علي وظافر يوسف» وعن مشاريعها القادمة تتحدث ريما بقولها «سأنجز ثلاثة أعمال كبرى الأول في سبتمبر مع فنانين من إيران وأفغانستان وسيكون هذا الإنتاج في النرويج، ثم إنتاج آخر في نوفمبر وسأشتغل على قصائد من شعر ابن عربي والمتنبي، ثم سأسجّل ألبومي الجديد الذي سيظهر في 2012 ويشاركني الفنان العالمي بوقي ويزلتوفت، ويحتوي الألبوم على 11 أغنية وهي مزيج بين عديد الموسيقات".