ترتكز الدورة الاقتصادية بولاية قابس اذا ما استثنينا مدينة قابس على الفلاحة بشتى مجالاتها وأنواعها وتاتي في مقدمتها تربية الماشية خاصة بالنسبة للمعتمديات الريفية (الحامة- منزل الحبيب - المطوية - مطماطة ومارث) نظرا لما توفر لها من امكانيات فالمراعي الطبيعية تمسح عشرات الالاف من الهكتارات وبلغت المساحات السقوية حوالي 20 الف هك وتمتد سواحلها على طول اكثر من 60 كلم. ويعد قطيع تربية الماشية 180 الف راس من الاغنام و80 الف راس من الماعز و2000 راس من الابل و8 الاف راس من البقر وكانت هذه الثروة اضعاف هذا العدد قبل 3 عقود من الان . اما عن اسباب التراجع فهي عديدة ومن اهمها تتالي سنوات الجفاف وتفاقم ظاهرة التصحر وزحف الرمال وتقلص المساحات الرعوية الطبيعية وعدم حل مشكل الاراضي الاشتراكية وعزوف الشباب عن الرعي. والمشكل الكبير الذي يعاني منه مربو الماشية هو كيفية الحصول على العلف الرئيسي وهي مادة السداري والتي اصبحت منذ سنوات العملة النادرة ومصدر رزق وثروة للكثيرين بمن فيهم اصحاب رخص بيع هذه المادة والمطالبين باحترام التسعيرة المحددة من طرف وزارة التجارة لان جل الكميات يتم ترويجها بالسوق السوداء وبضعف ثمنها احيانا وعلى بينة من السلط المحلية التي يساهم مسؤولوها في هذه العملية والنتيجة اضطرار العديد من المربين لبيع قسط من قطيعهم لتوفير العلف للبقية او التفريط فيه مرة واحدة وتتواصل هذه التجاوزات حتى بعد الثورة. وللمحافظة على هذه الثروة الثمينة يطالب مربو الماشية بضرورة توفير مادة السداري بكميات تلبي حاجة القطيع باسعار مقبولة ولم لا تكون مدعمة بالنسبة لمتوسطي وصغار المربين مع تشديد المراقبة على المحتكرين والمشتغلين في السوق السوداء.