إلى حد كتابة هذه الأسطرلم يصدر عن قصر القصبة ولا عن قصر قرطاج بلاغ حول الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان رغم أنه تقليد عريق ويعود تاريخه إلى قرون مضت حيث دأبت الدولة التونسية على الاحتفاء به في جامع الزيتونة منذ أن أمر حسان ابن النعمان ببنائه في القرن الأول للهجرة. وكان هذا الاحتفال محور اهتمام وعناية من الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا على افريقية أو تونس كما تسمى تاريخيا... وكان الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان في جامع الزيتونة والاحتفال بالمولد النبوي بجامع عقبة بالقيروان من التقاليد المعروفة في تونس على مر الحقب والسياسات... وبعد حكم البايات واصل الرئيس بورقيبة هذا التقليد والإشراف على الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان بجامع الزيتونة لكن الرئيس السابق بن علي لم يلتزم بالإحتفال بجامع الزيتونة منذأن بنى جامع العابدين بمرتفعات قرطاج على بعد أمتار من القصر الرئاسي ليصبح الفضاء الجديد للاحتفال بليلة القدر... ويعود تغيير بن علي فضاء الاحتفال بليلة القدر لأسباب أمنية خاصة وأن التحكم في أمنه في قرطاج أسهل بكثيرمن المدينة العتيقة الممتدة والمتشعبة أزقتها وأنهجها والتي تتطلب أسبوعين من الحراسة والتمشيط إلى حين وصوله لجامع الزيتونة. ويذكر أن الرئيس المؤقت فؤاد المبزع بصفته السابقة كعضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل ورئيس مجلس النواب سابقا كان يكلف من طرف بن علي للإشراف على ختم الحديث النبوي ليلة السابع والعشرين من رمضان، لكن هل سيواصل فؤاد المبزع هذا التقليد أم أن الأمور الأمنية المانعة ما تزال قائمة بصفته رئيسا مؤقتا للبلاد وهل يكون للدولة التونسية بعد14 جانفي تصورا آخر لعلاقتها بالمؤسسة الدينية يدعو إلى الفصل والاستقلال بين كل ما هو سياسي وديني ؟