الزنتان مدينة ليبية عريقة وسط جبل نفوسة تبعد عن مدينة تطاوين حوالي 326 كلم وحوالي 200 كلم عن الحدود التونسية الليبية من جهة الجبل الغربي ويقطنها أكثر من سبعة وثلاثين ألف نسمة، اختار أكثر من عشرين ألف منهم اللجوء إلى ولاية تطاوين هربا من الحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ أكثر من 6 أشهر في ليبيا قبل ان يشرعوا في العودة الى موطنهم. ونظرا لتطابق العادات والتقاليد فضلا عن العرق والطباع استقبل مواطنو جهة تطاوين إخوانهم من الزنتان منذ البداية برحابة صدر كبيرة وآووهم واقتسموا معهم المسكن والمأكل وشؤون الحياة العامة والخاصة. وللاطلاع أكثر على ظروف عيش وعن عودة أبناء الزنتان بعد أن عاد الأمن المشوب بالحذر إلى الديار التقيت السيد مصطفى عبدالله المدني رئيس اللجنة التنظيمية لأهالي الزنتان بولاية تطاوين وهو بصدد صرف منح لأهالي الزنتان قبل عودتهم إلى مدينتهم فقال:» ان دورنا كلجنة تنظيمية نهدف إلى منع الفوضى وحماية أهالينا من الاحتياج والمشاكل أردنا حصرناسنا والمشاركة في برامج مساعدة أبناء الزنتان على غرار بقية متساكني المدن الليبية الأخرى ومتابعة أوضاعهم هنا وإننا توجهنا إلى ولاية تطاوين لأنها الأقرب جغرافياالى مدينة الزنتان والى عادات وتقاليد الناس مما جعلنا وكأننا في مدينتنا.نحن نقيم بالمساكن التي وضعت على ذمتنا بكامل الولاية وفي المخيم القطري تعيش حوالي عشرة بالمائة من أسرنا.» احتضان وتضامن وأفاد محدثنا بأن متساكني الزنتان فروا من القصف وجحيم الحرب إلى هنا منذ شهرماي أي بعد شهرين من الحصار فارين من دون أموال ولا ادباش مضيفا: «لان خروجنا كان غير عادي فقد أبقينا أموالنا في المصارف وثرواتنا المتمثلة في الآلاف من رؤوس الماشية وغيرها بقيت هناك ولم يتمكن البعض حتى من جلب جوازسفره وبطاقاته الشخصية وبالتالي التجأنا إلى وطننا الثاني تونس حيث تجلى التعاون التونسي الليبي وحيث لم يبخل عنا إخواننا في تطاوين ولم يقصر معنا أهلنا وأنصارنا في هذه المحنة بالسكن والمأكل والاحتضان الدافئ . محمد هدية
الحامة نقائص تهدد المحطات الاستشفائية وأنت تزور ولاية قابس تجد نفسك مجبرا على الذهاب الى معتمدية الحامة كيف لا وهي المشهورة بمياهها المعدنية الحارة والتي ياتيها سنويا ألاف الزوار التونسيين والأجانب للتمتع بها والاستشفاء في الآن نفسه ما جعل من الحامة وجهة للسياحة الاستشفائية لكن في الآن نفسه ظلت هذه المحطات الاستشفائية والحمامات الطبيعية تشكو من نقائص تهدد وجودها في حد ذاته. نعمة طبيعية تمتاز معتمدية الحامة من ولاية قابس بالمياه المعدنية الجوفية الحارة حتى إن اسمها نسبة الى مياهها الحامية التي حباها بها الله دون غيرها في المناطق المجاورة واستغل سكان المنطقة ذلك منذ الحضارات القديمة حيث شهدت المحطات الاستشفائية والحمامات حول العيون الطبيعية التي تضخ المياه الحارة وتعتبر مناطق بن غيلوف والخبايات من أهم مواقع هذه العيون والتي تتركز بالقرب منها الحمامات والتي أصبحت الآن تقارب العشر ولعل أشهرها حمام سيدي عبد القادروحمام السيدة الشعلية وحمام البركة... وغيرها وتمتازهذه الحمامات بمياهها الحارة والتي تتراوح درجة حرارتها بين 40 و45 درجة وبفضل هذه الحمامات أصبحت معتمدية الحامة وجهة سياحية داخلية وخارجية حيث يزورها سنويا عشرات الآلاف من التونسيين وبضع ألاف من الليبيين والجزائريين خاصة وأقيم لذلك مهرجان سنوي لمزيد إضفاء الأجواء الاحتفالية وإدخال الحركية على مختلف مناطق الحامة. نقائص تهدد القطاع رغم المزايا الصحية والحركية الاقتصادية التي رافقت تواجد حمامات المياه الساخنة بمعتمدية الحامة فإن هذا القطاع لا يخلو من نقائص ويواجه مشاكل متعددة قد تهدد استمراريتها على المدى البعيد. واولى هذا المشاكل تضرر المائدة المائية بالجهة وتحدث البعض عن بداية خاصة وأن الحامة بها محطة لضخ المياه تمتدعلى مناطق شاسعة من ولاية قابس إضافة الى المجمع الكيميائي بقابس هو الآخر مرتبط بهذه المحطة ما قد يهدد الطبقة المائية الساخنة بصفة جدية فالمحطة الاستشفائية الواحدة تستهلك يوميا ألاف اللترات من المياه. اما المشكل الثاني الذي يعاني منه أصحاب هذه الحمامات هو رخص ثمن الاستحمام الذي يتراوح بين 250 مليم و500 مليم للشخص الواحد في الحالات العادية ويرتفع نوعا ما في حالات اخرى وأما ارتفاع مصاريف الأداءات والصيانة فإن بعض اصحاب هذه الحمامات قد يجدون انفسهم مضطرين لإغلاقها مع مرور الوقت. خطر آخر يهدد المحطات الاستشفائية والحمامات الساخنة بالحامة وهو مدى توفر شروط حفظ الصحة بها؛ فكلنا يعلم ان هذه الحمامات تحتوي على أحواض جماعية يستحم داخلها الجميع الا في بعضها التي تحتوي احواضا صغيرة من أخطار في صورة ما كان أحد الأشخاص مصاب بمرض جلدي معد لقدر الله لذا وجب توفير حد أدنى من حفظ الصحة داخلها. أصهار المخلوع على الخط خطر آخر كان جاثما على قلوب أهالي الحامة وظل كذلك لمدة طويلة وهو أصهار الرئيس المخلوع؛ لكن للقارئ ان يتساءل ما علاقة الطرابلسية بالحامة ؟ وبقطاع المياه المعدنية الساخنة؟ وهنا نجيب انه في السنوات الماضية اراد مستثمر نمساوي اقامة محطة استشفائية سياحية في آن واحد بمنطقة «الخبايات» من معتمدة الحامة وهو مشروع ضخم لو أنجز لكان سيغير الكثير من واقع المنطقة خاصة على المستوى الاجتماعي وبالتحديد الحد من البطالة لكن أصهار المخلوع تدخلوا وفرضوا على هذا المستثمر شروطهم المتمثلة في أخذ نصيب من الأرباح وهو ما رفضه ليبطل المشروع ويموت في المهد. ياسين بوعبد الله
تطاوين تواصل مسلسل الاعتداءات على المؤسسات مباشرة بعد الثورة يتواجد يوميا وبالعشرات مواطنون جلهم شباب بمكاتب التشغيل و إدارة الشؤون الاجتماعية حتى أصبحت «الحشيشة» عند البعض؛ في ظل غياب موجب في أغلب الأوقات لتواجدهم . هذا الاحتكاك اليومي مع ضبابية التسيير لدى السلط الجهوية والمحلية ولّد العديد من الاعتداءات لعل آخرها ما تعرض له مدير مكتب التشغيل بتطاوين الخميس الماضي من اعتداء لفظي بالسب والشتم و استعمال لألفاظ سوقية مهينة على مرأى ومسمع من كان حاضرا بالمركز والذين تدخلوا لحمايته من التعنيف . هذا وتعتبر الحادثة تواصلا لحالة الانفلات الأمني بالولاية والاعتداءات على المؤسسات والاشخاص بعد محاولة شابين حرق مكتب رئيس قسم النهوض الإجتماعي مؤخرا بما يحويه من خلال سكب كمية من البنزين فيه ، إثر نهب مستودع التضامن الاجتماعي بالكامل منذ أيام وعلى فترتين، ثم نهب مستودع الإغاثة بمدينة الصمار مما دعا العاملين بجل الادارات الجهوية للشؤون الاجتماعية تنظيم وقفة احتجاجية تضامنية الأربعاء الماضي من الساعة10 إلى منصف النهار.
قبلي بورصة الأسماء للتأسيسي تحولت السهرات الرمضانية التي كانت مخصصة فقط للشيشة و(ضرب )عفوا اللعب بالحجر أو اللعب بالأوراق إلى لقاءات وجلسات تتناول راهن الواقع الاجتماعي والثقافي وخاصة السياسي وطنيا و جهويا. وقد بدأ الحديث عن مرشحين ورؤساء قائمات تابعين لأحزاب أومستقلين لكن جلها كانت خيالية .فبعد الاتصال بمسؤولين ببعض الأحزاب أكدوا أن طريقة اختيار المرشحين مازالت قيد الدرس سواء في المكاتب الجهوية أو الوطنية؛ و الإجماع ان الإختيارات لن تكون إلا بطريقة ديمقراطية. لننتظر فربما سيُكشف سر بعض الأسماء قريبا. لزهر الحشاني