على عكس ما كان يتصوره الجمهور في سهرة اختتام مهرجان المدينة بالعاصمة، اختار الفنان صابر الرباعي أن يكون الحفل تكريما لعمالقة الفن العربي والتونسي على وجه الخصوص تلبية لما اقترحته إدارة المهرجان على حد تصريحه مند بداية السهرة. وقد اختار صابر الرباعي أن يستهل الحفل بالعزف على العود في مقام الكردي كمقدمة لأغنية «مسافر زاده الخيال» لمحمد عبد الوهاب التي نالت استحسان الجمهور..وفي نفس المقام غنى لنجاة الصغيرة «القريب منك بعيد والبعيد منك قريب» فأغنية قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ ..كلمات والحان تفاعل معها الجمهور أيما تفاعل.. أما الفقرة الثانية من السهرة فقد خصصت لتكريم عمالقة الفن التونسي ليغني صابر للفنانة علية «غالي والله غالي» ف»دمعة عيني دمعة» لنفس الفنانة في مقام البياتي فأغاني كل من أحمد حمزة والهادي قلال والهادي الجويني وعلي الرياحي.. اختيارات فنية إن أرضت البعض فإنها على ما يبدو لم تشف غليل الآخرين ولم تعكس انتظاراتهم ناهيك وأنهم أصروا على سماع جل أغاني صابر الرباعي ذات الايقاع المتنوع والألحان المتفردة بالرغم من غنائه «سلطان هواك» في مقام العجم من ألبومه المتميز الذي يحمل أشهر أغانيه على غرار «يا ريت يا أمي»، «عسلية».. ان ترديد الاغاني الخالدة المبرمجة في سهرة الاختتام كانت بمثابة المجازفة ذلك أن الفنان صابر الرباعي نجم معروف وله رصيده الكبير من الأغاني الذي تتنقل من أجله الجماهير لكنه فضل أن يترك رصيده جانبا والتركيز على أغاني العمالقة.. نجاح ما كان ليتسنى لغير صابر الرباعي الفنان الذي تربطه علاقة حب بالجماهير حيث يصح هنا المثل الشعبي التونسي «إذا حبوك ارتاح»..