يكتبه كمال بن يونس الاضطرابات الجديدة والعودة الى قطع الطرقات وخطوط السكك الحديدية تصعيد خطير ولعب واضح بالنار لمحاولة اجهاض الانتخابات أو افراغها من محتواها.. والسعي الى ان يكون المجلس المنتخب يوم 23 أكتوبر محدود التاثير.. خاصة اذا كانت المشاركة في الاقتراع ضعيفة.. لاسباب عديدة من بينها الاضطرابات الامنية والتعقيدات القانونية والسياسية "البيزنطية " والنقاشات التي تحف بها حلقات بعض خبراء الدساتيروالقوانين.. ومن بين ما يزيد الطين بلة الموجة الجديدة من اعمال العنف وحوادث قتل ابرياء في جندوبة وباجة ثم في القصرين وسبيطلة والعوينات وقبل ذلك في المتلوي وقفصة وسيدي بوزيد. مرة اخرى يتساءل المواطن التونسي: من يقف وراء اشعال الحرائق ؟ ومن المستفيد الاول من جرائم قطع الطرقات والسكك الحديدية والقتل والتعنيف للمارة والعمال والموظفين في مراكز عملهم من تونس الى بن قردان وتطاوين ومن رمادة الى القصرين والكاف وجندوبة وباجة ومنزل بورقيبة؟ ولماذا لا تتدخل قوات الامن والجيش بحزم اكبر لاعادة فتح الطرقات والسكك والمصانع والشركات المغلقة بسبب اضطرابات عشوائية نددت بها القيادة النقابية والاحزاب السياسية مرارا؟ وزارتا الداخلية والدفاع اعلنتا انهما لا تعملان على التدخل عندما يكون سبب التحرك اجتماعيا مطلبيا؟ لكن هل يعقل الصمت وان كان الثمن تعطيل حركة المرور على كامل الطريق الوطنية بما يعني تعطيل النقل بين الجنوب والشمال وبين تونس وليبيا؟ وهل يمكن التسامح مع غلق مجموعة من المعتصمين العاطلين عن العمل لمصنع الاسمنت بالنفيضة ومؤسسات الطاقة في جهة صفاقس وفريانة لمدة اشهر؟ وهل هناك مجال في عام 2011 لقبول " فبركة بلطجية " في القصرين وسبيطلة حينا وفي حي التضامن وفي مناطق الانطلاقة والزهوروالكرم الغربي بالعاصمة حينا اخر لشن هجمات على املاك الخواص وارزاقهم ومساكنهم وان كانت المبررات منطقية مثل التهميش والحيف والبطالة؟ لنسم القط باسمه.. وليقل القضاء كلمته فورا في زعماء المافيات الجديدة الذين يلعبون بالنار لمحاولة جر البلاد الى عنف خطير ستكون من ابرز ضحاياه العملية الانتخابية ومسارالاصلاح السياسي.. لا بد من البحث عن الجناة الحقيقيين الواقفين وراء "الفرن الكبير" والموقد " الحامي" وعدم الاكتفاء باعوان التنفيذ وان ثبت تورطهم في الحرق والقتل وفي السرقات والنهب والتكسيروالتخريب.. وليتوقف الساسة وخبراء القوانين والدساتير عن " تكسير" رؤوسنا بالاف المقترحات المعقدة.. على أن يكون المجلس المنتخب سيد نفسه دون تحفظ.. خاصة أن المؤشرات العلمية تستبعد فوز أي حزب باكثر من 20 بالمائة من الاصوات.. فشيئا من التعقل والوفاق.. حتى لا يغرق بلدنا الذي فتح صفحة مشرفة في تاريخ العالم العربي يوما في دوامة من الفوضى والعنف مجهول العواقب..