يعيش متساكنو حي حشاد بمعتمدية بوعرقوب الواقع منذ أواخر السبعينات بين الطريق الوطنية رقم واحد والطريق السريعة تونسسوسة في وضع مزر نتيجة الإهمال الذي عاناه ويعانيه حيهم منذ زمن المخلوع وزمرته الفاسدة، إذ لم يشهد أية برامج لتهيئة بنيته التحتية تنتشله من الوضعية المزرية التي هو عليها، فلا إنارة عمومية ولا معبد ولا قنوات تطهير ما حول حياة متساكنيه البسطاء إلى جحيم بفعل انتشار الروائح الكريهة الناجمة عن المياه الراكدة والمصبات العشوائية للقمامة. في زيارة إلى هذا الحي الذي تقطن به عائلات كلها متواضعة الدخل وبعضها معوزة وقفنا على حجم المعاناة فلا تنوير عمومي ولا معبد ولا قنوات تطهير ولا حاويات قمامة ولا مركز صحة ولا غيرها من الخدمات، فقط الفضلات منتشرة هنا وهناك.. الروائح الكريهة تنبعث من كل مكان ومجاري المياه الآسنة زادت في الطين بلة، ورغم كل هذه اللوحات القاتمة في حياة المتساكنين فلا مسؤولو المخلوع زاروا هذه الربوع، ولا مسؤولو الثورة أولوا وجوهم الحي ليبقى الحال على ماهو عليه. أحد المواطنين أشار بيده وهو يتحدث إلينا إلى بناية عملاقة قال أنها قصر موسيليني الذي شيد منذ ثلاثينيات القرن الفارط ثم أضاف:"عوض أن يتحول هذا القصر إلى متحف أثري أصبح مصبا للفضلات". محدثنا اكد أن حيهم على أهميته يعيش وضعا بيئيا وصحيا صعبا في غياب كل المرافق الأساسية وخاصة التطهير والمعبد والتنوير العمومي وحتى الماء بالنظر إلى قلة ذات المتساكنين الذي بلغ بهم الحال إلى السكن عائلات في منزل واحد. مواطن آخر قال أن الخدمات الصحية تكاد تكون منعدمة فمركز الصحة بالحي لا يفتح أبوابه سوى يوم واحد في الأسبوع لتقديم خدماته وهو يطالب نيابة عن أهالي الحي بضرورة فتحه كامل أيام الأسبوع لتقريب الخدمات منهم.
البلدية غائبة
عدد من المواطنين أعربوا لنا عن تذمرهم من تجاهل مصالح البلدية ببوعرقوب لحيهم الذي أصبحت تحيطه مصبات القمامة العشوائية من كل حدب خاصة وان البلدية لا ترفع الفضلات أصلا ولا تصل جراراتها او شاحناتها إلى هذا الحي وهم يطالبون هذه المصالح بتقديم خدماتها إليهم.
مشروع مسمم
مواطن آخر قال ان السلط الجهوية ركزت على تخوم الحي مشروعا لصنع آليات البلور ولكن بعد التأكد "الشعبي" من المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها قرروا الاعتصام وغلقه.
توزيع المقاسم
ونحن نغادرهذه الربوع البائسة التي هي في حاجة أكيدة لتدخل عاجل من السلط الجهوية والمحلية، أعلمنا عدد من المواطنين أن السلط المحلية وعدتهم منذ مدة بتوزيع مقاسم عليهم ليشيدوا مساكن لهم ولكن هذه الوعود كغيرها ظلت مجرد كلام على الألسن، فهل ستتدخل المصالح المعنية لانتشال أهالي هذا الحي من حياة الجحيم التي هم فيها؟