جميلة عبد الكريم الكاديك هي صحفية ليبية ذاقت الأمرين من نظام القذافي زجّ بها في السجون لعدة مرات لا لشيء إلا لأنها رفضت الانبطاح ورفضت ربط إسم القذافي بالخالق لانها تعتبر هذه الشعارات شركا بالله عندما يردد أتباعه شعار "الله ومعمّر وليبيا وبس" وقد أعتقلت من جديد يوم 20 فيفري من طرف الكتائب بسبب أرائها وأفكارها. جميلة إحتضنتها امرأة تونسية هي وابنها الصغير وأحاطت بهما وخاصة من الناحية النفسية حتى تمر بالفترة الحرجة التي كانت تعيشها. وها هي اليوم في أفضل حالاتها لتحدثنا عن بعض معاناتها... ٭ آخر اعتقال كان أيام الثورة فهل من تفاصيل حول ذلك؟ - خرجت في مظاهرة سلمية أمام محكمة باب بن بشير في طرابلس وهناك تم اعتقالي من دون البقية ووقع اقتيادي الى الأمن الشعبي ببومليانة ومن ثمة تمت احالتي للأمن الداخلي بطريق المطار مقيدة الى الفرقة الأمنية المشكلة من الاجهزة الامنية بإدارة البحث الجنائي صلاح الدين حيث قاموا باستجوابي وضربي وإهانتي وشتمني بألفاظ رديئة تخدش الحياء والشرف واحتفظ بي هناك. ومن الغد أطلق سراحي لكنه سراح بقيود حيث فرضوا عليّ الإقامة الجبرية وأصبحت تحركاتي محدودة ومرصودة، ومع ذلك كنت أنسق مع الثوار عبر هواتف جوالة متعددة ليست باسمي حتى لا يتم ضبطها وكنت على استعداد للتضحية لأني كنت مقتنعة تماما بهذه الثورة العظيمة. ٭ في بداية الحديث قلت بأنه تم اعتقالك بمفردك أثناء المظاهرة فهل كانت لك سوابق سياسية أخرى؟ - نعم فعندما اعتقلوني تم إعلامي بأن ملفي حافل بالتوجهات السياسية تجاه النظام السابق والظالم. فقد سبق أن تم التحقيق معي بالأمن الخارجي سنة 1996 ببنغازي لأني قمت بسب وشتم القذافي بشكل علني أمام حشد لمدرسة في منطقة البركة ببنغازي. ٭ ولماذا شتمت القذافي؟ - كانت سيدة ليبية تستفزني وتنادي بأعلى صوتها «معمر والله وليبيا وبس» فقمت بلومها في البداية لكنها تمادت فشتمتها وشتمت القذافي معها ومن الغد صباحا تم إيقافي الى حدود منتصف الليل أين تم التحقيق معي وأخرجوني بتعهد وفي سنة 2000 تم إيقافي لمدة 3 أشهر ومن ثمة إحالتي الى المحكمة بضمان التردد (أي بحالة سراح) من أجل تهمة إزعاج السلطات وبقيت أتردد على المقر الأمني كل نهاية أسبوع للإمضاء على بطاقة الحضور وبعد عام ونصف حوكمت وقضيت بعدم سماع الدعوى لعدم وجود أدلة. ٭ وهل تنوين تقديم شكوى اليوم ضد من تسبب لك في ذلك؟ - نعم أنوي تقديم قضية في التعذيب والاهانة لأني وجدت في السجن أسوء أنواع المعاملة فهي لم تكن سجونا بل كانت عبارة عن «دورات مياه للإقامة الجبرية». ٭ وهل كان هناك معتقلون من الرجال في نفس السجن وكيف كانت معاملتهم رغم ذلك تختلف معاملة المرأة عن معاملة الرجل في السجون الليبية فالمرأة تهان والرجل يقتل في المعتقل ولو بعد حين بسبب توجهاته السياسية ويكون محظوظا من خرج منه حيا يرزق. ٭ هل تعرضت لمحاولة اغتصاب؟ - حاولوا معي بكل طرق ولكنهم فشلوا في ذلك فيما نجحوا مع غيري فبالنسبة لي الشرف أو الانتحار لأني ترعرعت في مجتمع بدوي الشرف ولا العار. ٭ كلمة الختام؟ - أريد أن أشكر الشعب التونسي وخاصة من آوتني مع إبني الفنانة الرقيقة منيرة حمدي.