مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    رابطة الهواة لكرة القدم (المستوى 1) (الجولة 7 إيابا) قصور الساف وبوشمة يواصلان الهروب    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    المسرحيون يودعون انور الشعافي    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التدخل الدولي في ليبيا: «دواع إنسانية»... أم «طبخة» استعمارية ؟
نشر في الشروق يوم 28 - 03 - 2011


تونس (الشروق):
فتح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الصادر حول ليبيا الباب أمام احتمالات وسيناريوهات عدّة للأزمة الليبية غذّتها المخاوف من أن يكون التدخل الدولي تحت «اعتبارات إنسانية» مدخلا لتنفيذ أجندة ظاهرها «حق» وباطنها «باطل»..
ورغم أن أحدا لا يمكنه أن يبرّئ نظام القذافي من تدويل الأزمة جرّاء ما اقترفه من جرائم إبادة بحقّ الشعب الليبي الذي خرج في مظاهرات عفوية وسلمية معبّرا عن حقه في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم فإن المرء لا يمكنه في المقابل أن يصدّق ما يقوله الغرب حول «إنسانيته» وحول انتصاره لمبادئ حقوق الانسان في تعاطيه مع أحداث ليبيا.. فالعراق وفلسطين وأفغانستان تمثل شواهد حية وأدلة ساطعة على «نحر» هذه «المبادئ الغربية» التي لم تجلب إلا الدمار والخراب والموت للجميع بلا استثناء.. للحكام.. والمعارضين والأبرياء..
ومثل هذه التجارب الغربية هي بالذات مبعث الارتياب الذي يبديه اليوم كثيرون حيال تدخل «التحالف الدولي» في ليبيا التي يخشى من أن تتعرّض الى جريمة استعمارية جديدة تشبه ما تعرّض له العراق وقبله فلسطين وأفغانستان.. والحال هذه لا يمكن لأي عاقل هنا أن يغفل في تحليله وتفسيره لهذا التدخل، الجانب الجيواستراتيجي في المسألة وما تشكله الخريطة النفطية الليبية من أهمية بالنسبة الى الغرب وشركاته النفطية..
«الشروق» تسلّط الضوء في هذا العدد الجديد من الملف السياسي على أبعاد الأزمة الليبية وعلى الخفايا والنوايا الحقيقية من وراء التدخل الأجنبي في ليبيا.
الخبير العسكري أمين حطيط: ما يجري مخطط دولي لاحتلال ليبيا... وتقسيمها الى دولتين
تونس (الشروق):
رأى الخبير العسكري والعميد المتقاعد اللواء أمين حطيط في لقاء مع «الشروق» أن التدخل الدولي في ليبيا يضمر أكثر مما يظهر مشيرا الى أن ما يجري تحريف للقرار 1973 في إطار مسعى يستهدف التغلغل «المتدرّج» الذي قد يفضي في النهاية الى احتلال ليبيا وتقسيمها الى دولتين واحدة شرقية وأخرى غربية.. اللواء أمين حطيط اعتبر أن القذافي لا يزال قادرا على الصمود في وجه الهجمة التي يتعرّض لها شهرا آخر وفي ما يلي هذا الحوار.
من وجهة نظر عسكرية، لواء أمين حطيط، هل رصدتم في العمليات العسكرية الدولية الجارية في ليبيا ما يعطي الانطباع فعلا بأن هذه العمليات تقتصر على الهدف المعلن عنه في القرار 1973 والمتمثل في فرض «حظر جوي»؟
أعتقد أن الغرب نجح في وضع ليبيا تحت الفصل السابع وفي الدخول الى القضية الليبية من باب الشرعية الدولية وهو يريد الآن بعد أن أمسك بتلك الورقة أن يتغلغل في الملف الليبي حتى يصبح هذا الملف قضية غربية أطلسية يعالجها كيفما يشاء وأول تحريف لقرار 1973 طوّره الحلف الأطلسي جاء من باب الفصل بين مهمة حماية المدنيين ومهمة الحظر الجوي.. نحن نعلم أن الجامعة العربية عندما توجهت الى الأمم المتحدة لإيجاد حل للقضية الليبية طلبت حظرا جويا لمنع القذافي من استعمال طيرانه.. قرار مجلس الأمن صدر وحدّد المهمة ب«حظر جوي لحماية المدنيين».. وهذا تعديل لفظي شكلي لا يغيّر في شكل الطلب لكن بعد ذلك روّج الغرب لموضوع أن قرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن اتخذ مهمة حظر جوي وحماية المدنيين ففصل الحظر عن الحماية وجعل من حماية المدنيين هدفا بحدّ ذاته والحظر هدفا مستقلا عن المهمة الأولى حيث استطاع الغرب في 72 ساعة عند تدميره للمطارات وحال دون استعمال القذافي لطيرانه فلو التزم الغرب بمضمون القرار 1973 لقلنا ان المهمة نفذت في ثلاثة أيام والمطلوب فقط هو التعهّد بالتنفيذ.. لكن الملاحظ الآن أن الغرب سمح لنفسه بالقيام بعمليات عسكرية تحت عنوان حماية المدنيين وفي تدقيقنا لتنفيذ هذه العمليات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة نجد أن الغرب ينفّذ مهمة يخفيها عن العالم ولكن بتحليلنا لهذه المهمة نجد أن سلوك الغرب يبتعد عن القرار 1973.. إنه يتجه الى تدمير البنية الليبية كدولة ومنع انتصار فريق على فريق آخر.
هل أن ما تقصده سيادة اللواء هنا أن الغرب يتجه الى إطالة وجوده في ليبيا وربما يلجأ من أجل هذا الهدف الى القيام باجتياح برّي؟
نعم الغرب يريد الآن كسب وقت لا يقلّ عن الثلاثة أسابيع ولا يزيد على الخمسة أسابيع ينفذ خلالها ضربات جوية ممنهجة للبُنى الأساسية للدولة ويضع الصورة على مفترق طرق إما بإقامة خط فاصل بين فريقين ضعيفين لا يقوى أحدهما على الآخر.. وهذا يعني تقسيم ليبيا الى دولتين شرقا وغربا.. ويعني أيضا السيطرة على الدولة الشرقية التي لديها الثقل النفطي والاحتمال الثاني أن يستمرّ الغرب في عملية «الانهاك المزدوج» من خلال قصف جوي أطلسي وقتال ميداني بين الليبيين مما يؤدي الى تدمير الطاقات الليبية وتآكلها ثم سقوط ليبيا جثة هامدة بيد الأطلسي كما هو الحال في العراق لكن دون الحاجة الى جيوش برية وهنا ينزل الغرب من الجو الى الأرض فقط لوضع اليد على النفط.
لكن ما نسمعه من تصريحات وما نقرأه من بيانات رسمية لمسؤولين في «التحالف» يقول بأن مهمته ستنتهي بانتهاء قوة نظام القذافي؟
الغرب دائما في عمله العسكري يعتمد على ما نسميه في التحليل العسكري ب«التغلغل المتدرّج».. وهذا خبرناه مع اسرائيل حين قالت في عام 1982 انها تريد فقط إضعاف صواريخ المقاومة اللبنانية ثم ما إن دخلت حتى عيّنت رئيس الجمهورية ثم وضعت اليد تدريجيا على كل لبنان فهل سينجح في ذلك؟.. أنا في رأيي أن الأمر رهن إرادة الليبيين فإذا أفرط الثوار الليبيون في الاعتماد على الغرب.. فبالتأكيد سينجح في مهمته.. أما إذا حشد الثوار أنفسهم وتقبّلوا مستوى أعلى من التضحيات فإنهم سيستطيعون في غضون أسبوعين حسم المعركة.
هل معنى ذلك أن القذافي مازال يملك القدرة على الصمود لفترة أخرى طويلة، مثلما تذهب الى ذلك بعض التقديرات الروسية تحديدا؟
المعلومات التي لدينا تشير الى أن القذافي يستطيع أن يقاتل لمدة شهر بالذخيرة والأسلحة التي لديه لكن إذا فرض عليه الثوار نمط قتال عنيف فإنهم سيحسمون المعركة في 20 يوما.. أما إذا تقاعس الثوار في العمل العسكري وإذا ما بقي كل واحد منهم في موقعه فعندها ستحصل الكارثة وسيتحقق الحلم الغربي بتقسيم ليبيا والسيطرة على ثرواتها.
حقول النفط... بوصلة السياسة الغربية في ليبيا
تونس (الشروق):
في «التاريخ النفطي الليبي» أن شركات النفط الأمريكية، قدمت الى ليبيا في الستينات من القرن الماضي، ثم تلتها الشركات الاوروبية ورغم ذلك فان اكبر كميات النفط الليبي تصدر الى اوروبا وتقف امريكا في ذيل قائمة المستوردين.
ومنذ أن رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا عام 2005، توجّهت الى ليبيا أكثر من 100 شركة لاستثمار آخر الحقول النفطية غير المكتشفة في العالم.
وليبيا التي هي دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط يبلغ انتاجها من النفط في الاحوال العادية نحو 1.6 مليون برميل يوميا.. وتصدر ليبيا كميات من النفط تفوق ما تستورده. ويقدر استهلاكها المحلي بنحو 270 ألف برميل يوميا فقط.
ويتجه أكثر من 85٪ من صادرات النفط الخام الليبية الى أوروبا، بينما يتجه نحو 13٪ شرقا عبر قناة السويس الى آسيا والصين.
شركات النفط العالمية الكبرى العاملة في ليبيا هي «ايني» و«شتات أويل هايدرو» و«أوكسيدنتال بتروليوم» و«أو ام في» و«كونوكو فيليبس» و«هيس كورب» و«ماراثون» و«شل» و«بي بي» و«أكسون موبيل» و«وينترشال» التابعة ل«باسف للكيمياويات».
وفي خارطة النفط الليبية معظم حقول النفط الليبية تقع داخل حوض سرت وحوله الذي يحتوي على 80٪ من الاحتياطات النفطية الليبية، يضاف الى هذا الحوض مناطق أخرى مهمة من بينها غدامس وبرقة وحقل مرزوق في الجنوب الليبي.
وبالتالي فإن النفط يتركز بشكل أساسي في منطقة وسط ليبيا وشرقها، ويقابلها على البحر المتوسط خليج سرت. كما يوجد الكثير من الحقول في البحر بعدد من المدن.. أما بالنسبة الى المدن الليبية من حيث الأهمية النفطية فهي على النحو التالي:
البريقة: وهي اهم منطقة في تصدير النفط في ليبيا
طبرق: وهي ميناء نفطي
الزاوية: يوجد بها أكبر معمل تكرير للنفط في ليبيا، وبجوارها توجد قرية صغيرة شهيرة اسمها «ميليت»، وتعتبر منطقة تجمع وميناء للغاز الطبيعي
رأس لانوف: وفيها المعامل الكبرى للصناعات النفطية في ليبيا، وتعد أيضا ميناء للتصدير.
كاتب ومحلل سياسي ليبي: التدخّل الدولي للحماية... لا للوصاية!؟
تونس (الشروق):
قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد لطيوش في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف من لندن ان مطالبة الثوار الليبيين بالتدخل الدولي لم تكن اختيارية بل كانت خطوة اضطرارية الهدف منها إنقاذ الشعب الليبي من مأساة أكبر كان سيتقدم عليها نظام القذافي.
السيد محمد لطيوش مدير موقع «المنار» الاخباري أشار الى أن حسم المواجهات الجارية بين الثوار وكتائب القذافي بات أمرا وشيكا.
وفي ما يلي هذا الحوار:
كيف تحلل أستاذ اتجاه الأحداث اليوم بعد دخول التحالف الدولي أسبوعه الثاني في عملياته العسكرية على ليبيا؟
أعتقد أن هذا التدخل كان مهما بالنسبة الى الثوار من ناحية التقدّم في الميدان، فالقصف الذي نفذه التحالف الدولي ضد مواقع القذافي ساعد في فكّ الحصار عن المدن المحاصرة ومنها مصراتة وزنتان.. ونتوقع أن يتواصل هذا الزحف على مناطق أخرى بهدف تحرير المدن الليبية الأخرى وإخراج كتائب القذافي منها..
أما في ما يتعلق بمسألة التدخل الدولي فإن القذافي هو الذي أجبر الليبيين على ذلك بجرائمه.. والمعارضة لم يكن أمامها أي خيار آخر بخلاف طلب المساعدة الدولية وتوفير حماية دولية للشعب الليبي من بطش القذافي وجرائم الإبادة التي ارتكبها بحقّه.. وإذا لم يتدخل التحالف الدولي فإن القذافي كان ربما سيقدم على ارتكاب جريمة أكبر وبعدها كان سيمضي الى مناطق أخرى مثل البيضاء ودرنة.. وكان سيبيد كل الشعب من أجل البقاء في السلطة..
لكن أصحاب الرأي الرافض لفكرة التدخل الدولي يقولون انه كان من الأجدى مثلا طلب تدخل عربي لإنقاذ الموقف بدل تدويل الأزمة.. ألم يكن مثل هذا الخيار ممكنا ومجديا بالنسبة إليكم؟
نحن طلبنا المساعدة من العرب لكن العرب ليست لديهم القدرة على إيقاف القذافي ولجمه.. وبالتالي لم تكن هناك بدائل أخرى ونحن لا يوجد لدينا جيش بل عبارة عن كتائب أمنية يقودها القذافي لو تأخر تدخل القوات الدولية ستكون هناك مذابح جديدة في بنغازي.
لكن ألا يساوركم توجّس من احتمال أن تتطوّر الأمور الى احتلال عسكري لليبيا؟
الاحتلال مرفوض وقرار مجلس الأمن واضح في هذا الاطار وهو لا ينصّ على احتلال بل إنه أقرّ ضرب أهداف محدّدة.. الشعب الليبي لن يقبل بوجود دولي.. ولا يقبل أن تتعدّى أهداف التحالف الدولي التواجد أو البقاء لكن الواقع هو ا لذي فرض نفسه والقذافي هو الذي فرض هذه المعادلة الجديدة.. الشعب الليبي واجه القذافي بمظاهرات سلمية لكن هذا الأخير ارتكب مجازر بشعة واليوم هناك حديث عن مقتل نحو 10 آلاف شخص.. وأنا في الواقع يؤلمني هذا التدخل لكن الشعب الليبي مجبر وليس مخيرا في طلب التدخل الدولي.. الشعب الليبي لم يكن قادرا على حماية نفسه.. وحفاظا على الدم الليبي نحن نحاول حلّ الأمور بشكل سلمي.. نحن لا نريد إراقة مزيد من الدماء.. ونتوقع أن يكون هناك عقلاء يتجنبون استمرار هذه المأساة.
لكن ألا ترون أن الثوار يتحملون بدورهم جزءا من هذه المأساة من خلال قيامهم بحمل السلاح في وجه النظام منذ بداية الثورة؟
هذا الكلام في اعتقادي غير صحيح لأننا ضحايا ولسنا معتدين.. منذ البداية نحن حوربنا وهوجمنا من قبل النظام.. خطّنا كان إصلاحيا وكنا ندعو الى الاصلاح منذ البداية لكن الذي دفع الشعب الليبي الى حمل السلاح هو القذافي حيث أصبح الشعب الليبي مضطرّا الى أن يحمي نفسه..
محمد لطيوش
عملية «فجر أوديسا»: «حصان طروادة»... لمواصلة الإبادة ؟
تونس (الشروق):
ما ان أعلن عن انطلاقة العملية العسكرية للتحالف الدولي ضد ليبيا، حتى شكل الاسم الذي أطلق عليها مصدر ارباك للاعلاميين وللمشاهدين والقراء العرب. بعض وسائل الاعلام سارعت الى ترجمة التسمية ب«فجر الالياذة» قبل أن يستقر معظمها على «فجر أوديسا». وهو ما أربك المستمعين والقراء الذين بدأوا يتساءلون عن معنى التسمية التي تم اختيارها من طرف الغرب لعمليته ضد العقيد الليبي.
بعض هؤلاء وجد في الأمر استفزازا حين اكتشف أن «أوديسا» مدينة أكرانية وأن لا شيء يميزها سوى أنها «قتل فيها أكثر من 25,000 ألف يهودي من قبل جيش هتلر وتم تهجير 35000 الف منها. وحين بدأت قوات هتلر تفقد السيطرة على المدينة رفضت الحكومة الرومانية ترحيل المزيد من اليهود عن المدينة ورفضت جعل اليهود يعملون كعمال نظافة مما جعلها أكثر منطقة ينجو فيها اليهود من قوات هتلر ودول المحور».
وبدأ هؤلاء يربطون بين وجود اليهود في هذه المدينة الأكرانية النائمة على البحر الأسود والتي تضم عددا كبيرا من اليهود وبين اكتشاف مجموعة من الكتب اليهودية في أحد قصور القذافي ثم بينها وبين ممرضة القذافي الشهيرة الأكرانية هي الأخرى.
آخرون توصلوا الى أن «فجر أوديسا» تعني فجر الرجل الغاضب وأن العثمانيين كانوا يعتبرون أن معناها «السهام التسعة».
ربما يعود الأمر الى أن الترجمة التي اعتمدت على نطاق واسع للتسمية قد حملتها شحنة أبعدتها عن أذهان المتلقين، اذ أن «Aube d'une Odyssée» التي أطلقت على العملية قد تكون الترجمة الأقرب لها هي «فجر رحلة نحو المجهول» أو فجر المغامرة اذا ما فضلنا كلمة «رحلة» على المعاني الأخرى لكلمة « Odyssée» في الفرنسية والتي من بينها: نزهة، استكشاف، حج، سباحة...
هذا المعنى قد يكون الأقرب الى تفكير التحالف الدولي اذا كان واقعيا في تعامله مع الأزمة الليبية التي تبقى مفتوحة على المجهول ليس لأن القذافي خصم لدود لا يمكن التنبؤ بما قد يقدم اليه فحسب، بل أيضا لأنه حتى في حالة رحيله فان الوضع في ليبيا سيبقى مفتوحا على الكثير من الاحتمالات نظرا لخصوصيات هذا البلد وخصوصا لغياب البديل الجاهز للحيلولة دون الانزلاق نحو الفوضى.
غير أن هذا المعنى تم القفز عليه بسرعة لصالح الاحتفاظ ب«الأوديسا» وما تحيل اليه في التراث الغربي. وهنا نجد في موسوعة ويكيبيديا أن «الأوديسة» باليونانية (ούνταξις)هي ملحمة شعرية وضعها هوميروس في القرن 8 قبل الميلاد .
تبدأ الملحمة بنهاية حصار طروادة وبدء عودة المحاربين الى بيوتهم، لكن بسبب غضب اله البحر «بوصيدون» على «أوليس»، تمتلئ رحلته بالمشاكل التي يضعها في طريقه بوصيدون أو بسبب تهور بحارته. يبقى في رحلته مدة عشر سنوات يواجه خلالها الكثير من المخاطر، وطوال هذه الفترة تبقى زوجته بينلوب بانتظاره، ممتنعة عن الزواج، رغم العروض الكثيرة التي تتلقاها، خاصة بعد وصول أغلب المحاربين في حرب طروادة ما عدا زوجها. تنتهي الملحمة بوصوله الى «ايثاكا» وقيامه بالانتقام من الذين اضطهدوا زوجته في تلك الفترة».
القرار 1973: «الشيطان بالتفاصيل»
تونس (الشروق)
تبنى مجلس الأمن الدولي بأغلبية كبيرة القرار رقم 1973 الذي يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين، وأهم ما تضمنه القرار ما يلي:
حظر كل رحلات الطيران فوق الأجواء الليبية بهدف حماية المدنيين»، على أن تستثنى رحلات الإمدادات الإنسانية.
مطالبة كل الدول الأعضاء بعدم السماح لأي طائرة ليبية «بما في ذلك الرحلات التجارية» بالهبوط أو الإقلاع من أراضيها.
دعوة كل الدول الأعضاء إلى «اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية» لحماية المدنيين والمناطق السكنية التي تواجه تهديدا في ليبيا بما في ذلك بنغازي، في الوقت الذي يستبعد فيه القرار إرسال قوة احتلال بأي شكل على أي جزء من الأراضي الليبية.
وقف فوري لإطلاق النار، وهو ما يمكن أن يسمح معه «إلى جانب منطقة حظر الطيران» بعمليات قصف جوي لحماية المدنيين من القوات الموالية للعقيد معمر القذافي.
ضمان «مرور سريع وبدون عراقيل للمساعدات الإنسانية».
تطبيق أقوى لحظر الأسلحة الذي شمله القرار الأممي السابق رقم 1970، ويضيف أسماء أشخاص وشركات وهيئات أخرى إلى قائمة الحظر من السفر وتجميد الأصول.
وبحسب القرار فإن التجميد المفروض على الأصول ينطبق على كل الأموال والأصول المالية والموارد الاقتصادية التي يملكها أو يديرها نظام القذافي «بصورة مباشرة أو غير مباشرة» في أراضي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
تجميد أصول المؤسسة الوطنية للنفط الليبية والبنك المركزي الليبي بسبب صلاتهما بالعقيد القذافي.
ويطلب القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنشاء لجنة من ثمانية أعضاء من الخبراء لمساعدة لجنة مجلس الأمن في مراقبة العقوبات، كما يطلب من الدول الأعضاء التنسيق فيما بينها، ومع الأمين العام لضمان تنفيذ هذا القرار.
الصحافة الغربية والأزمة الليبية : فتش عن...المصالح الذاتية!
تونس (الشروق)
التدخل العسكري في ليبيا...هل كان اضطرارا أم اختيارا؟
بالنسبة الى العديد من المحللين في الصحف ومعاهد الأبحاث الأمريكية والبريطانية تراوحت الإجابة بين النفي غالباً والحيرة أحياناً. البعض يعتبر أنها خطوة غير دستورية والبعض الآخر يرى أن تكلفتها ستكون باهظة ومرهقة بالنسبة الى الولايات المتحدة لا سيّما أن هناك بعض الأصوات التي علت عقب إعلان التدخل معتبرة إياه بمثابة حرب جديدة تخوضها الولايات المتحدة.
الأسئلة تغطي صفحات الصحافة الغربية، والكل يجمع على ضبابية الخطة، التي تسير وفقها العملية العسكريّة في ليبيا، او حتى غيابها.
يرى الكاتب إدوارد لوتوارك في صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأمريكية أنه «بغض النظر عن حسن النوايا الأمريكية، فإن الولايات المتحدة تظهر مرة أخرى بهيئة الوحش المعادي للإسلام، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز الإرهاب في المنطقة العربيّة».
ويضيف متسائلاً «تفتقر هذه الخطوة (التدخل العسكري) إلى الأساس المنطقي لا سيما في ظلّ ما يشهده العالم العربي من احتجاجات... لقد أعلن اوباما أن هدف التدخل في ليبيا هو حماية الثوار من بطش النظام ولكن ألا ينطبق ذلك على الثوار السعوديين واليمنيين والبحرينيين والإيرانيين؟ لا؟ ولم لا؟».
من جهته كتب كيرت فولكر في صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية تحت عنوان» يجب ان يكون هدف الغرب إزالة القذافي» قائلاً « الغرب يسمح للقذافي بالبقاء في السلطة لتدعيم نظامه والعمل على تقويض المعارضة، وزرع بذور أزمة إنسانيّة جديدة في ليبيا»، مضيفاً «ستتجاوز ليبيا الأزمة بالتأكيد، الامر الذي سيعطي أملاً للطغاة العرب الآخرين بأن القوة ستفضي في نهاية المطاف إلى الحفاظ على السلطة». ويرى فولكر أن «على الغرب في النهاية أن يساعد الثوار لا أن يتدخل بشكل مباشر».
وفي السياق ذاته، أجرت الصحيفة نفسها قراءة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي تمّ تبنيه مؤخرا لفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، متسائلة عن المدى الذي يتيح القرار الذهاب إليه، وما إذا كان يجيز للقوات المتحالفة استهداف العقيد الليبي معمر القذافي.
وبعدما أشارت إلى أن قرار مجلس الأمن «يغير النزاع في ليبيا»، قالت كاتبة التحليل آرون كوش، إنه يدعو الدول الأعضاء إلى استخدام «كل الوسائل الممكنة» لحماية المدنيين، متسائلة عما يعنيه ذلك تحديدا، وما إذا كان هذا «التعبير الغامض» يمنح الدول «إجازة لاستهداف القذافي نفسه». وأشارت إلى أن تعبير «كل الوسائل الممكنة» لا يتضمن دخول قوات احتلال الى الأراضي الليبية، وهي مسألة واضحة في القرار الدولي.
في ال«غارديان» البريطانية، كتب آندرو موراي مقالاً تحت عنوان «نزاع المصالح الذاتية» يدعو فيه الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الانخراط في «وساطة حازمة» مع معمر القذافي كحل بديل للأزمة الليبية، ف«كل ما علينا فعله هو التحدث بحزم مع القذافي وهو سيرضخ بسلام إلى طلب الجلوس الى طاولة الحوار».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.