الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السخرية وقائدالثور(أنثى الثور)
نشر في الحوار نت يوم 22 - 02 - 2011

لن أقدم – بين يدي الموضوع - بكلام حول توظيف السخرية في التغيير السياسي أو غيره. فقد سبق ذلك في موضوع "السخرية وإسقاط الطاغية"، أي الطاغية بنعلي. لكن نحتاج إلى التعرف على أمرين:
الأول: أن علماء الأمة أجمعوا على ضرورة الحجر على السفيه والمجنون، انطلاقا من قوله تعالى: (ولاتوتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قيما...)(النساء: 5).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "من ههنا يؤخذ الحجر على السفهاء، وهم أقسام: فتارة يكون الحجر للصغر، فإن الصغير مسلوب العبارة، وتارة يكون الحجر للجنون، وتارة لسوء التصرف لنقص العقل أو الدين، وتارة للفلس، وهو ما إذا أحاطت الديون برجل وضاق ماله عن وفائها، فإذا سأل الغرماء الحاكم الحجر عليه حجر عليه" (1).
الثاني: أن علماء التفسير والحديث تكلموا على ما سموه بالإسرائيليات محذرين منها، والمقصود بها: "كل ماتطرق إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما، بل توسع بعض المفسرين والمحدثين فعدوا من الإسرائيليات ما دسه أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم على التفسير والحديث من أخبار لاأصل لها في أصل قديم، وإنما هي أخبار من صنع أعداء الإسلام، صنعوها بخبث نية وسوء طوية، ثم دسوها على التفسير والحديث ليفسدوا بها عقائد المسلمين " (2).
وقد أبلى العلماء –جزاهم الله خيرا- البلاء الحسن في التحذير من تلك الإسرائيليات وبينوا خطرها على الأمة. وممن كتب في ذلك العالم المصري المظلوم الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله في كتابه القيم: "التفسير والمفسرون"، بل خصص للموضوع كتابا هو " الإسرائيليات في التفسير والحديث".
والعلماء الآن مدعوون أيضا إلى إبلاء البلاء الحسن –كما هو عهدنا بهم- في كشف مفتريات الشيعة على أهل السنة، تلك المفتريات التي يمكن أن نسميها ب"الشيعيات"، مثلما كشفوا "الإسرائيليات". ولا أقصد بتلك "الشيعيات" ما نقده علماء الأمة مما يعتبر من مباديء الشيعة ومذاهبهم وآراء مراجعيهم المرتبطة بالمذهب، لكن المقصود جملة أفكار ينشرها الشيعة والمتشيعون بين شباب أهل السنة والجماعة. ولعل من تلك "الشيعيات":
*الزعم بأن الشيعة هم "أصحاب الثورة" و"الرافضون للظلم والاستبداد"، وأن أهل السنة والجماعة هم "الخانعون" و"المستسلمون لذلك الظلم". وقد بينت أحداث العراق خنوع معظم الشيعة هناك للأمريكيين وخيانتهم ووضع أيديهم في أيديهم، وتآمرهم على الأمة بالسلاح و"الفتاوي السيستانية" التي كان يصدرها "فضيحة الله العظمى السيستاني" وغيره من الشيعة. كما بينت تلك الأحداث، في الوقت نفسه، تزَعّم أهل السنة والجماعة للمقاومة ضد أمريكا وأذنابها.
نفس الشئ يمكن قوله عن أفغانستان والمقاومة فيها وفي غيرها من بلاد أهل السنة، بل إن مايحدث الآن في مصر وتونس وليبيا وغيرها أسقط خرافة "ثورية الشيعة" و"خنوع أهل السنة".
* الزعم بأن الشيعة هم وحدهم المحاربون للصهاينة ومن يقف وراءهم من دول الاستكبار العالمي، وخاصة أمريكا. إن أحد المتشيعين السابقين في مصر -ولعمري أن المتشيعين أكثر حقدا على أهل السنة وأشدهم نشرا للمفتريات عليهم من الشيعة "الأصليين"- قال مرة: "انظر كيف يحمل التيار الشيعي راية المواجهة مع اليهود في جنوب لبنان، بينما التيار السني يقف موقف المتفرج" (3) !! هذا في الوقت الذي يواجه فيه أبناء الأمة من أهل السنة والجماعة في فلسطين، وخاصة أبناء حماس المجاهدة،قتلة الأنبياء وأحفاد القردة والخنازير.
* الزعم بأن مذهب الشيعة هو مذهب العقلانية، وعلى ذكر ذلك يحرص مثلا المتشيع المغربي إدريس هاني، مع أن خرافات الشيعة وشعوذتهم مما جعلهم مثار سخرية غيرهم. وإلا أين نضع رواية الحمار عفير والتطبير وأحاديث الرقاع واختفاء المهدي بعد ظهوره كل هذه القرون وغير ذلك مما هو كثير جدا...؟
إن مثل هذه "الشيعيات" كثيرة، وتحتاج من العلماء إلى رد، خاصة وأن بعضها بدأ يتسرب الآن إلى بعض كتب ممن يحسب على أهل السنة والجماعة.
لكن لماذا التصدير بالكلام عن الحجر وعن الإسرائيليات والشيعيات؟
الأمر بسيط، ويتعلق بالطاغية القذافي.
*فالقذافي هو، كما ذكر مرة الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله، "مجنون ليبيا". والثروات المحصل عليها –في ليبيا- من وراء النفط ثروات كبيرة جدا. إذ تعد ليبيا مثلا الدولة رقم 11 عالميا في الصادرات النفطية. وتشكل صادراتها منه 95 في المئة من العائدات. وبذلك صارت صاحبة أكبر دخل للفرد بين الدول الإفريقية، إذ قدر دخل الفرد هناك بنحو 12 ألف دولار أميركي في عام 2010، لكن يستفيد عدد قليل جدا من الليبيين من هذا النمو الاقتصادي. كما أن القذافي يميز بين شرق البلاد وغربها الذي يستفيد أكثر من الشرق، ومدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الثورة تقع في الشرق.
وتعيش حوالي 33 في المئة من الأسر الليبية تحت خط الفقر، كما أن البطالة تبلغ نحو 30 في المئة.
أوليس هذا مدعاة للحجر على هذا الرجل للسفه أو " للجنون، أولسوء التصرف لنقص العقل أو الدين" كما قال ابن كثير رحمه الله؟
غير أن الحجر على سفيه أو مجنون لكنه "حاكم" ليس بالأمر الهين. فهو يحتاج إلى رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" والعمل على تحقيقه. وهذا ما أدركه بفطرتهم –والفطرة الإسلام- أبناء ليبيا البررة، أحفاد الشهيد المختار رحمه الله، فتحركوا للحجر على هذا السفيه.
لقد تمثل أبناء ليبيا البررة –بثورتهم الحالية- الحكم الشرعي للحجر على السفيه، فعملوا على تنزيله، مراعين ظروف هذا التنزيل التي تتطلب غير ما يتطلبه تنزيل نفس الحكم على سفيه غير حاكم ! وتلك الظروف هي الثورة، الثورة "الخضراء" حقا، والتي وضع أسسها منذ سنين طوال شيخ الثورة الشهيد في الجبل الأخضر.
لقد أصبح كل ليبي يرفع شعار إسقاط "النظام السفيه" فقيها ولو لم يدرس فقها، عالما بحكم "الحجر على حاكم سفيه أو مجنون"، ولو لم يتخصص في جزئية الحجر.
*ثم إن للقذافي "قذافياته"، كما أن لعدو الدين "إسرائيلياته"، وللشيعة "شيعياتهم".
ومن "قذافيات" القذافي:
-تشكيكه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجموعة من الأحاديث الصحيحة، بل التشكيك في كتاب الله سبحانه، لما حاول مرة الدفاع عن كتاب "آيات شيطانية" للشيطان سلمان رشدي، بتأكيده على صحة حكاية الغرانيق انطلاقا من قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيء الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته، والله عليم حكيم) (الحج: 52)، وهي الحكاية التي بين الشيخ الألباني حفظه الله ضعفها الشديد وتهافتها (4)، كما بين الشيخ كشك رحمه الله في درس من دروسه تهافت ما ذهب إليه القذافي .
-ابتداء التاريخ بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لابهجرته ! والهجرة انطلاقة جديدة لحياة جديدة ونصرٍ جديد، والوفاة –في عرف الناس- ذهاب وأفول. فكيف يحدث التأريخ بالنهاية والأفول، وترك التأريخ بالانطلاقة والنصر؟! ولماذا لايُبدَأ التأريخ مثلا –إن كان لابد من التغيير- من ولادته عليه السلام، والولادة محببة للنفوس عكس الوفاة؟ هل هي زندقة شيعية لدى القذافي برفض سنة الفاروق عمر رضي الله عنه؟
-تغيير أسماء الأشهر الميلادية إلى أسماء أخرى كالتالي:
يناير أصبح "أين النار"، وفبراير أصبح "النوار"، ومارس هو الربيع، وأبريل هو الطير، وماي هو الماء، ثم يونيه ويوليوز وغشت وشتنبر وأكتوبر ونونبر ودجنبر أصبحت الصيف وناصر وهانيبال والفاتح والتمور والحرث والكانون.
غير أن من "القذافيات" ما هو غريب مضحك. ومن أمثلة ذلك:
-قول القذافي، كما ذكر ذلك أحد "الفايسبوكيين"، في "المهرجان الشعبي الكبير" بالعاصمة الغينية كوناكري، لما زارها مرة: "يقولون بأن الكوكاكولا والبيبسي كولا مشروب أمريكي وأوربي. وهذا غير صحيح. الكولا إفريقية. هم أخذوها من مادة خامة رخيصة وصنّعوها وعملوها مشروبا، وباعوها لنا بثمن غالي. لماذا كوكاكولا وبيبسي كولا غالية؟
لأنهم أخذوا كولا ديالنا وصنّعوها وباعوها لنا. نحن يجب أن نصنّعها ونبيعها لهم".
قولوا ياسادة مسَلّمين : "تحليل لم يُسبَق إليه الزعيم، العبقري فعلا لكن إلى حد الجنون"! أو إن شئتم فقولوا: "تحليل قذافيٌّ ملموس لواقع الكوكاكولا الملموس"! مع الاعتذار لأصحاب "التحليل الملموس" ، ممن ذاقوا ذهب العقيد من قبل وهم يكرهون الآن ذهابه!
-اعتباره أن "شكسبير" هو الشيخ زبير، ودعوته إلى تكوين دولة "إسراطين"، جمعا بين "إسرائيل" وفلسطين!
-إعلانه الخروج مع المتظاهرين ضد حكومته! فقد أكدت صحيفة "الدار" الليبية أن القذافى سيخرج مع الليبيين فى مظاهراتهم لإسقاط حكومته يوم 17/2/2011، ونص الخبر كما ورد في الجريدة :
"قرر ناشطون ليبيون إعلان يوم 17 فبراير يوم غضب شعبى ، على أن يسيروا تظاهرة كبرى تطالب بإسقاط الحكومة ،والمفاجأة أن الرئيس الليبى معمر القذافى قرر التضامن مع الشعب و النزول الى التظاهرة و المشاركة فيها للمطالبة بإسقاط الحكومة"!!(5).
ونظرا لسفاهة الرجل وجنونه ومايصدر عنه من "قذافيات"، انطلق مارد السخرية من "الفايسبوكيين" ضده، تارة بالنكت، وأخرى بعبارات تركز على بعض صفاته، خاصة صفة الحمق والجنون.
من النكت التي قيلت عنه:
-ذكر أحد الفيسبوكيين أنه "بعد جمعة النصر في تونس، وبعد جمعة التحرير في مصر، أمر القذافي بإلغاء يوم الجمعة في ليبيا"!
-ويروى أنه قال مرة: "من حق المرأه أن تحصل علي كامل حقوقها سواء كانت ذكرا أم أنثى". كما يقال أنه أكد في مذكراته "أن السبب الأصلي للطلاق هو الزواج".
وسألوه عن الثورة ، فرجع برأسه إلى الوراء مفكرا بعمق ، ثم قال ببطء: "ممممم...... الثورة هي أنثى الثور".
ولما حدث ماحدث بمصر، قيل أنه قال عن الفرعون الصغير بعد سقوطه، فيما يبين الازدواجية التي كان يعاني منها: "ياما نصحتو خليك مع شعبك، مخدش بنصيحتي".
"فياطبيب طب لنفسك"! كما يقول المثل.
وشبيه بتلك الزدواجية ما ذُكِر عنه أنهم سألوه عن رأيه في التغيير ، فقال: التغيير ده سنة الحياة . قالوا: طب، وسيادتك مش هتتغير؟ قال : أنا فرض مش سنة!
وقيل أنه بعد خشيته من اتهامه بمحاولة توريث الحكم لابنه سيف الإسلام، تبرأ منه قائلا: "دا مش ابني ولا أعرفه"!
والمعروف عن "المجنون" أنه زار فرنسا وأمريكا، فنصب خيمته حيث أقام فيهما، ولذلك جعله أحد الفايسبوكيين بائعا، بعد سقوطه الوشيك بإذنه تعالى، للخيام في مدينة جدة. تقول النكتة: "أسواق جدة بعد سنتين :
نواز شريف للأحذية.
صالون زين العابدين للحلاقة.
مخابز وتموينات حسني مبارك.
القذافي للخيام وبيوت الشعر.
بشار للكبة والفتوش.
حريري كوفي شوب.
عمر البشير لتشليح السيارات.
مؤسسة بوتفليقة للجبس والرخام".
وعلى ذكر مدينة جدة، أشار إلى هذه المدينة "الفايسبوكي" المغربي مصطفى الكوتاري في تعليق له على صورة للمجنون. وقبل ذكر التعليق، يجدر التأكيد على أن ديننا يأمرنا بتقدير الصحابة رضوان الله عليهم، ويذكر منهم عشرة بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة . وفي تعليق الكوتاري أن القذافي أيضا من العشرة المبشرين. فالتعليق هو: "القذافي أحد العشرة المبشرين بجدة".
أتمنى ألا تتحقق هذه البشارة، وإنما أسأل الله تعالى أن يقتص منه الشعب جراء مافعل به من قتل واغتصابات وهمجية...!
وقد ركز "الفيسبوكيون"، في سخريتهم، على جنون الرجل. فقد جاء في صفحة "الحوار نت" التونسية كلام فيه: "الدور الآن على ليبيا لتثور ضد نظام القذافي". فعلق أحد الفايسبوكيين على ذلك بالقول:
"أريد أن أفهم كيف لرجل مريض عقليا ويدعي أنه ملك ملوك إفريقيا، وخطابته كلها مسرحيات كوميدية، يحكم شعبا عظيما، شعبا ولد منه عمر المختار! أهذا معقول؟".
وفي صفحة "ليبيا وانطلق الثوار" علق أحد الفايسبوكيين قائلا، وبلهجة تونسية:"راه عار، فيقوا ياليبيين، يزي من النوم، اتخلو واحد مخبول كيف القذافي يحكمكم، مهزلة قدام العالم، كيف البوم، شوفوا بالله الملابس اللي يلبس فيهم مرة أنا عربي أنا إفريقي، واحد مدمن، حتى الحيوانات المفترسة ماتكلاش...".
والحمد لله، لقد أفاق الإخوة الليبيون وثاروا. أوليسوا أحفاد الثائر الشهيد عمر المختار؟
ولقد اضطهد المجنون أمازيغ ليبيا أيما اضطهاد، لكنه قد يلجأ إليهم لمساعدته في مواجهة شعبه. إنه نموذج للازدواجية المذكورة أعلاه. أو قل هو التذبذب بين الموقف ونقيضه. ولذلك نشرت أختنا المدونة "فاطمة الزهراء الزعيم" في صفحتها صورة له بخمار نسوي، مع وشم في وجهه كما هي عادة الأمازيغيات، ثم كتبت بجانب الصورة أنه "قرر أن يحدث تغييرا كبيرا بليبيا، حيث بعد إعلانه تأسيس جمهورية جديدة ونشيد جديد وعلم جديد، أجرى عملية جراحية، فتحول إلى أنثى جميلة لتحكم ليبيا الجديدة: حاكمة جديدة اسمها عمرية القذافي. كما لم تنس الأخت العقيدة وضع الوشم تأكيدا على أمازيغيتها ..."!
وعبارات السخرية من هذا المجنون بذكر جنونه كثيرة جدا لدى الفايسبوكيين لن نستقصيها كلها، يكفي دليلا على جنونه قتله للمتظاهرين العزل بالجملة وبالطائرات الحربية، وتسليطه مرتزقة إفريقيا الجياع وكلاب صيده مما يسمى بكتائب القذافي على أبناء شعبه !!
فهاهو الآن يقتل ويسفك الدماء التي تجري أنهارا، وها هو الغرب المنافق والهمجي يسكت على تلك الهمجية!
وانتظروا، ستنتصر الثورة بإذن الله تعالى، وسيتكلم أساطين الغرب الهمجي –قبيل انتصار الثورة بقليل- كي يبينوا أنهم ناصروا الثورة!! ثم سيأتون للقاء قادة الثوار أو غيرهم في ليبيا، بحثا عن مصالحهم التي لاتساوي شيئا أمام نفس رضيع ليبي تُزهَق، فكيف بنفوس أطفال وشباب ونساء وشيوخ؟!
ألا بعدا للغرب المنافق! وسحقا لساستهم الهمج الرعاع!
___________
1-ابن كثير رحمه الله، تفسير القرآن العظيم، ط5/1430-2009، ص 1/460.
2- د. محمد حسين الذهبي رحمه الله، الإسرائيليات في التفسير والحديث، مكتبة وهبة، ط4/1411-1990، ص 13-14.
3- صالح الورداني، "السيف والسياسة: صراع بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي"، دار الرازي، بيروت. ط 1/141 9-1999. ص 202 هامش 47.
4- ينظر حول "حكاية الغرانيق" الكتاب القيم للشيخ الألباني رحمه الله: "نصب المجانيق لنسف حكاية الغرانيق".
5- جريدة "الدار" الليبية، عدد 934 الجمعة 11 فبراير 2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.