مشروع الأمر المتعلق بمنع المناولة في القطاع العام ،وحلّ شركة الاتصالية للخدمات ابرز محاور لقاء رئيس الجمهورية بوزيري الشؤون الاجتماعية وتكنولوجيات الاتصال    رئيس الجمهورية : الدّولة التونسية تُدار بمؤسّساتها وبالقوانين التي تنظّمها،,ولا أحد فوق المساءلة والقانون    كاس العالم للاندية : فلامنغو البرازيلي يجسم افضليته ويتفوق على الترجي بثنائية نظيفة    كأس العالم للأندية: الترجي الرياضي ينهزم بثنائية أمام فلامينغو .. ترتيب المجموعة    الترجي الرياضي التونسي ينهزم في افتتاح مشواره بكأس العالم للأندية أمام فلامينغو البرازيلي (فيديو)    فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات    عاجل: أمر مفاجئ من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا    بالفيديو: مطار طبرقة الدولي يستعيد حركته ويستقبل أول رحلة سياحية قادمة من بولونيا    القيروان: إزالة توصيلات عشوائية على الشبكة المائية في الشبيكة    في 5 سنوات.. 11 مليار دولار خسائر غانا من تهريب الذهب    كأس العالم للأندية: تعادل مثير بين البوكا وبنفيكا    اسرائيل تتآكل من الداخل وانفجار مجتمعي على الابواب    بعد تسجيل 121 حريقا في 15 يوما.. بن الشيخ يشدد على ضرورة حماية المحاصيل والغابات    انطلاق عملية التدقيق الخارجي لتجديد شهادة الجودة بوزارة التجهيز والإسكان    ميناء جرجيس يستقبل أولى رحلات عودة التونسيين بالخارج: 504 مسافرين و292 سيارة    يهم اختصاصات اللغات والرياضيات والكيمياء والفيزياء والفنون التشكيلية والتربية الموسيقية..لجنة من سلطنة عُمان في تونس لانتداب مُدرّسين    المندوبية الجهوية للتربية بمنوبةالمجلة الالكترونية «رواق»... تحتفي بالمتوّجين في الملتقيات الجهوية    في اصدار جديد للكاتب والصحفي محمود حرشاني .. مجموعة من القصص الجديدة الموجهة للاطفال واليافعين    الكوتش وليد زليلة يكتب .. طفلي لا يهدأ... هل هو مفرط الحركة أم عبقري صغير؟    أخبار الحكومة    بورصة: تعليق تداول اسهم الشركة العقارية التونسية السعودية ابتداء من حصّة الإثنين    تونس تحتضن من 16 الى 18 جوان المنتدى الإقليمي لتنظيم الشراء في المجال الصحي بمشاركة خبراء وشركاء من شمال إفريقيا والمنطقة العربية    منظمات تونسية تدعو سلطات الشرق الليبي إلى إطلاق سراح الموقوفين من عناصر "قافلة صمود".. وتطالب السلطات التونسية والجزائرية بالتدخل    طقس الليلة    تونس تعزز جهودها في علاج الإدمان بأدوية داعمة لحماية الشباب واستقرار المجتمع    إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    "تسنيم": الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف 35" في تبريز    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    العطل الرسمية المتبقية للتونسيين في النصف الثاني من 2025    عاجل/ شخصية سياسية معروفة يكشف سبب رفضه المشاركة في "قافلة الصمود"    عاجل/ باكستان: المصادقة على مشروع قرار يدعم إيران ضد إسرائيل    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السخرية وقائدالثور(أنثى الثور)
نشر في الحوار نت يوم 22 - 02 - 2011

لن أقدم – بين يدي الموضوع - بكلام حول توظيف السخرية في التغيير السياسي أو غيره. فقد سبق ذلك في موضوع "السخرية وإسقاط الطاغية"، أي الطاغية بنعلي. لكن نحتاج إلى التعرف على أمرين:
الأول: أن علماء الأمة أجمعوا على ضرورة الحجر على السفيه والمجنون، انطلاقا من قوله تعالى: (ولاتوتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قيما...)(النساء: 5).
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "من ههنا يؤخذ الحجر على السفهاء، وهم أقسام: فتارة يكون الحجر للصغر، فإن الصغير مسلوب العبارة، وتارة يكون الحجر للجنون، وتارة لسوء التصرف لنقص العقل أو الدين، وتارة للفلس، وهو ما إذا أحاطت الديون برجل وضاق ماله عن وفائها، فإذا سأل الغرماء الحاكم الحجر عليه حجر عليه" (1).
الثاني: أن علماء التفسير والحديث تكلموا على ما سموه بالإسرائيليات محذرين منها، والمقصود بها: "كل ماتطرق إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما، بل توسع بعض المفسرين والمحدثين فعدوا من الإسرائيليات ما دسه أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم على التفسير والحديث من أخبار لاأصل لها في أصل قديم، وإنما هي أخبار من صنع أعداء الإسلام، صنعوها بخبث نية وسوء طوية، ثم دسوها على التفسير والحديث ليفسدوا بها عقائد المسلمين " (2).
وقد أبلى العلماء –جزاهم الله خيرا- البلاء الحسن في التحذير من تلك الإسرائيليات وبينوا خطرها على الأمة. وممن كتب في ذلك العالم المصري المظلوم الدكتور محمد حسين الذهبي رحمه الله في كتابه القيم: "التفسير والمفسرون"، بل خصص للموضوع كتابا هو " الإسرائيليات في التفسير والحديث".
والعلماء الآن مدعوون أيضا إلى إبلاء البلاء الحسن –كما هو عهدنا بهم- في كشف مفتريات الشيعة على أهل السنة، تلك المفتريات التي يمكن أن نسميها ب"الشيعيات"، مثلما كشفوا "الإسرائيليات". ولا أقصد بتلك "الشيعيات" ما نقده علماء الأمة مما يعتبر من مباديء الشيعة ومذاهبهم وآراء مراجعيهم المرتبطة بالمذهب، لكن المقصود جملة أفكار ينشرها الشيعة والمتشيعون بين شباب أهل السنة والجماعة. ولعل من تلك "الشيعيات":
*الزعم بأن الشيعة هم "أصحاب الثورة" و"الرافضون للظلم والاستبداد"، وأن أهل السنة والجماعة هم "الخانعون" و"المستسلمون لذلك الظلم". وقد بينت أحداث العراق خنوع معظم الشيعة هناك للأمريكيين وخيانتهم ووضع أيديهم في أيديهم، وتآمرهم على الأمة بالسلاح و"الفتاوي السيستانية" التي كان يصدرها "فضيحة الله العظمى السيستاني" وغيره من الشيعة. كما بينت تلك الأحداث، في الوقت نفسه، تزَعّم أهل السنة والجماعة للمقاومة ضد أمريكا وأذنابها.
نفس الشئ يمكن قوله عن أفغانستان والمقاومة فيها وفي غيرها من بلاد أهل السنة، بل إن مايحدث الآن في مصر وتونس وليبيا وغيرها أسقط خرافة "ثورية الشيعة" و"خنوع أهل السنة".
* الزعم بأن الشيعة هم وحدهم المحاربون للصهاينة ومن يقف وراءهم من دول الاستكبار العالمي، وخاصة أمريكا. إن أحد المتشيعين السابقين في مصر -ولعمري أن المتشيعين أكثر حقدا على أهل السنة وأشدهم نشرا للمفتريات عليهم من الشيعة "الأصليين"- قال مرة: "انظر كيف يحمل التيار الشيعي راية المواجهة مع اليهود في جنوب لبنان، بينما التيار السني يقف موقف المتفرج" (3) !! هذا في الوقت الذي يواجه فيه أبناء الأمة من أهل السنة والجماعة في فلسطين، وخاصة أبناء حماس المجاهدة،قتلة الأنبياء وأحفاد القردة والخنازير.
* الزعم بأن مذهب الشيعة هو مذهب العقلانية، وعلى ذكر ذلك يحرص مثلا المتشيع المغربي إدريس هاني، مع أن خرافات الشيعة وشعوذتهم مما جعلهم مثار سخرية غيرهم. وإلا أين نضع رواية الحمار عفير والتطبير وأحاديث الرقاع واختفاء المهدي بعد ظهوره كل هذه القرون وغير ذلك مما هو كثير جدا...؟
إن مثل هذه "الشيعيات" كثيرة، وتحتاج من العلماء إلى رد، خاصة وأن بعضها بدأ يتسرب الآن إلى بعض كتب ممن يحسب على أهل السنة والجماعة.
لكن لماذا التصدير بالكلام عن الحجر وعن الإسرائيليات والشيعيات؟
الأمر بسيط، ويتعلق بالطاغية القذافي.
*فالقذافي هو، كما ذكر مرة الشيخ عبدالحميد كشك رحمه الله، "مجنون ليبيا". والثروات المحصل عليها –في ليبيا- من وراء النفط ثروات كبيرة جدا. إذ تعد ليبيا مثلا الدولة رقم 11 عالميا في الصادرات النفطية. وتشكل صادراتها منه 95 في المئة من العائدات. وبذلك صارت صاحبة أكبر دخل للفرد بين الدول الإفريقية، إذ قدر دخل الفرد هناك بنحو 12 ألف دولار أميركي في عام 2010، لكن يستفيد عدد قليل جدا من الليبيين من هذا النمو الاقتصادي. كما أن القذافي يميز بين شرق البلاد وغربها الذي يستفيد أكثر من الشرق، ومدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة الثورة تقع في الشرق.
وتعيش حوالي 33 في المئة من الأسر الليبية تحت خط الفقر، كما أن البطالة تبلغ نحو 30 في المئة.
أوليس هذا مدعاة للحجر على هذا الرجل للسفه أو " للجنون، أولسوء التصرف لنقص العقل أو الدين" كما قال ابن كثير رحمه الله؟
غير أن الحجر على سفيه أو مجنون لكنه "حاكم" ليس بالأمر الهين. فهو يحتاج إلى رفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" والعمل على تحقيقه. وهذا ما أدركه بفطرتهم –والفطرة الإسلام- أبناء ليبيا البررة، أحفاد الشهيد المختار رحمه الله، فتحركوا للحجر على هذا السفيه.
لقد تمثل أبناء ليبيا البررة –بثورتهم الحالية- الحكم الشرعي للحجر على السفيه، فعملوا على تنزيله، مراعين ظروف هذا التنزيل التي تتطلب غير ما يتطلبه تنزيل نفس الحكم على سفيه غير حاكم ! وتلك الظروف هي الثورة، الثورة "الخضراء" حقا، والتي وضع أسسها منذ سنين طوال شيخ الثورة الشهيد في الجبل الأخضر.
لقد أصبح كل ليبي يرفع شعار إسقاط "النظام السفيه" فقيها ولو لم يدرس فقها، عالما بحكم "الحجر على حاكم سفيه أو مجنون"، ولو لم يتخصص في جزئية الحجر.
*ثم إن للقذافي "قذافياته"، كما أن لعدو الدين "إسرائيلياته"، وللشيعة "شيعياتهم".
ومن "قذافيات" القذافي:
-تشكيكه في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومجموعة من الأحاديث الصحيحة، بل التشكيك في كتاب الله سبحانه، لما حاول مرة الدفاع عن كتاب "آيات شيطانية" للشيطان سلمان رشدي، بتأكيده على صحة حكاية الغرانيق انطلاقا من قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيء الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته، والله عليم حكيم) (الحج: 52)، وهي الحكاية التي بين الشيخ الألباني حفظه الله ضعفها الشديد وتهافتها (4)، كما بين الشيخ كشك رحمه الله في درس من دروسه تهافت ما ذهب إليه القذافي .
-ابتداء التاريخ بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لابهجرته ! والهجرة انطلاقة جديدة لحياة جديدة ونصرٍ جديد، والوفاة –في عرف الناس- ذهاب وأفول. فكيف يحدث التأريخ بالنهاية والأفول، وترك التأريخ بالانطلاقة والنصر؟! ولماذا لايُبدَأ التأريخ مثلا –إن كان لابد من التغيير- من ولادته عليه السلام، والولادة محببة للنفوس عكس الوفاة؟ هل هي زندقة شيعية لدى القذافي برفض سنة الفاروق عمر رضي الله عنه؟
-تغيير أسماء الأشهر الميلادية إلى أسماء أخرى كالتالي:
يناير أصبح "أين النار"، وفبراير أصبح "النوار"، ومارس هو الربيع، وأبريل هو الطير، وماي هو الماء، ثم يونيه ويوليوز وغشت وشتنبر وأكتوبر ونونبر ودجنبر أصبحت الصيف وناصر وهانيبال والفاتح والتمور والحرث والكانون.
غير أن من "القذافيات" ما هو غريب مضحك. ومن أمثلة ذلك:
-قول القذافي، كما ذكر ذلك أحد "الفايسبوكيين"، في "المهرجان الشعبي الكبير" بالعاصمة الغينية كوناكري، لما زارها مرة: "يقولون بأن الكوكاكولا والبيبسي كولا مشروب أمريكي وأوربي. وهذا غير صحيح. الكولا إفريقية. هم أخذوها من مادة خامة رخيصة وصنّعوها وعملوها مشروبا، وباعوها لنا بثمن غالي. لماذا كوكاكولا وبيبسي كولا غالية؟
لأنهم أخذوا كولا ديالنا وصنّعوها وباعوها لنا. نحن يجب أن نصنّعها ونبيعها لهم".
قولوا ياسادة مسَلّمين : "تحليل لم يُسبَق إليه الزعيم، العبقري فعلا لكن إلى حد الجنون"! أو إن شئتم فقولوا: "تحليل قذافيٌّ ملموس لواقع الكوكاكولا الملموس"! مع الاعتذار لأصحاب "التحليل الملموس" ، ممن ذاقوا ذهب العقيد من قبل وهم يكرهون الآن ذهابه!
-اعتباره أن "شكسبير" هو الشيخ زبير، ودعوته إلى تكوين دولة "إسراطين"، جمعا بين "إسرائيل" وفلسطين!
-إعلانه الخروج مع المتظاهرين ضد حكومته! فقد أكدت صحيفة "الدار" الليبية أن القذافى سيخرج مع الليبيين فى مظاهراتهم لإسقاط حكومته يوم 17/2/2011، ونص الخبر كما ورد في الجريدة :
"قرر ناشطون ليبيون إعلان يوم 17 فبراير يوم غضب شعبى ، على أن يسيروا تظاهرة كبرى تطالب بإسقاط الحكومة ،والمفاجأة أن الرئيس الليبى معمر القذافى قرر التضامن مع الشعب و النزول الى التظاهرة و المشاركة فيها للمطالبة بإسقاط الحكومة"!!(5).
ونظرا لسفاهة الرجل وجنونه ومايصدر عنه من "قذافيات"، انطلق مارد السخرية من "الفايسبوكيين" ضده، تارة بالنكت، وأخرى بعبارات تركز على بعض صفاته، خاصة صفة الحمق والجنون.
من النكت التي قيلت عنه:
-ذكر أحد الفيسبوكيين أنه "بعد جمعة النصر في تونس، وبعد جمعة التحرير في مصر، أمر القذافي بإلغاء يوم الجمعة في ليبيا"!
-ويروى أنه قال مرة: "من حق المرأه أن تحصل علي كامل حقوقها سواء كانت ذكرا أم أنثى". كما يقال أنه أكد في مذكراته "أن السبب الأصلي للطلاق هو الزواج".
وسألوه عن الثورة ، فرجع برأسه إلى الوراء مفكرا بعمق ، ثم قال ببطء: "ممممم...... الثورة هي أنثى الثور".
ولما حدث ماحدث بمصر، قيل أنه قال عن الفرعون الصغير بعد سقوطه، فيما يبين الازدواجية التي كان يعاني منها: "ياما نصحتو خليك مع شعبك، مخدش بنصيحتي".
"فياطبيب طب لنفسك"! كما يقول المثل.
وشبيه بتلك الزدواجية ما ذُكِر عنه أنهم سألوه عن رأيه في التغيير ، فقال: التغيير ده سنة الحياة . قالوا: طب، وسيادتك مش هتتغير؟ قال : أنا فرض مش سنة!
وقيل أنه بعد خشيته من اتهامه بمحاولة توريث الحكم لابنه سيف الإسلام، تبرأ منه قائلا: "دا مش ابني ولا أعرفه"!
والمعروف عن "المجنون" أنه زار فرنسا وأمريكا، فنصب خيمته حيث أقام فيهما، ولذلك جعله أحد الفايسبوكيين بائعا، بعد سقوطه الوشيك بإذنه تعالى، للخيام في مدينة جدة. تقول النكتة: "أسواق جدة بعد سنتين :
نواز شريف للأحذية.
صالون زين العابدين للحلاقة.
مخابز وتموينات حسني مبارك.
القذافي للخيام وبيوت الشعر.
بشار للكبة والفتوش.
حريري كوفي شوب.
عمر البشير لتشليح السيارات.
مؤسسة بوتفليقة للجبس والرخام".
وعلى ذكر مدينة جدة، أشار إلى هذه المدينة "الفايسبوكي" المغربي مصطفى الكوتاري في تعليق له على صورة للمجنون. وقبل ذكر التعليق، يجدر التأكيد على أن ديننا يأمرنا بتقدير الصحابة رضوان الله عليهم، ويذكر منهم عشرة بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة . وفي تعليق الكوتاري أن القذافي أيضا من العشرة المبشرين. فالتعليق هو: "القذافي أحد العشرة المبشرين بجدة".
أتمنى ألا تتحقق هذه البشارة، وإنما أسأل الله تعالى أن يقتص منه الشعب جراء مافعل به من قتل واغتصابات وهمجية...!
وقد ركز "الفيسبوكيون"، في سخريتهم، على جنون الرجل. فقد جاء في صفحة "الحوار نت" التونسية كلام فيه: "الدور الآن على ليبيا لتثور ضد نظام القذافي". فعلق أحد الفايسبوكيين على ذلك بالقول:
"أريد أن أفهم كيف لرجل مريض عقليا ويدعي أنه ملك ملوك إفريقيا، وخطابته كلها مسرحيات كوميدية، يحكم شعبا عظيما، شعبا ولد منه عمر المختار! أهذا معقول؟".
وفي صفحة "ليبيا وانطلق الثوار" علق أحد الفايسبوكيين قائلا، وبلهجة تونسية:"راه عار، فيقوا ياليبيين، يزي من النوم، اتخلو واحد مخبول كيف القذافي يحكمكم، مهزلة قدام العالم، كيف البوم، شوفوا بالله الملابس اللي يلبس فيهم مرة أنا عربي أنا إفريقي، واحد مدمن، حتى الحيوانات المفترسة ماتكلاش...".
والحمد لله، لقد أفاق الإخوة الليبيون وثاروا. أوليسوا أحفاد الثائر الشهيد عمر المختار؟
ولقد اضطهد المجنون أمازيغ ليبيا أيما اضطهاد، لكنه قد يلجأ إليهم لمساعدته في مواجهة شعبه. إنه نموذج للازدواجية المذكورة أعلاه. أو قل هو التذبذب بين الموقف ونقيضه. ولذلك نشرت أختنا المدونة "فاطمة الزهراء الزعيم" في صفحتها صورة له بخمار نسوي، مع وشم في وجهه كما هي عادة الأمازيغيات، ثم كتبت بجانب الصورة أنه "قرر أن يحدث تغييرا كبيرا بليبيا، حيث بعد إعلانه تأسيس جمهورية جديدة ونشيد جديد وعلم جديد، أجرى عملية جراحية، فتحول إلى أنثى جميلة لتحكم ليبيا الجديدة: حاكمة جديدة اسمها عمرية القذافي. كما لم تنس الأخت العقيدة وضع الوشم تأكيدا على أمازيغيتها ..."!
وعبارات السخرية من هذا المجنون بذكر جنونه كثيرة جدا لدى الفايسبوكيين لن نستقصيها كلها، يكفي دليلا على جنونه قتله للمتظاهرين العزل بالجملة وبالطائرات الحربية، وتسليطه مرتزقة إفريقيا الجياع وكلاب صيده مما يسمى بكتائب القذافي على أبناء شعبه !!
فهاهو الآن يقتل ويسفك الدماء التي تجري أنهارا، وها هو الغرب المنافق والهمجي يسكت على تلك الهمجية!
وانتظروا، ستنتصر الثورة بإذن الله تعالى، وسيتكلم أساطين الغرب الهمجي –قبيل انتصار الثورة بقليل- كي يبينوا أنهم ناصروا الثورة!! ثم سيأتون للقاء قادة الثوار أو غيرهم في ليبيا، بحثا عن مصالحهم التي لاتساوي شيئا أمام نفس رضيع ليبي تُزهَق، فكيف بنفوس أطفال وشباب ونساء وشيوخ؟!
ألا بعدا للغرب المنافق! وسحقا لساستهم الهمج الرعاع!
___________
1-ابن كثير رحمه الله، تفسير القرآن العظيم، ط5/1430-2009، ص 1/460.
2- د. محمد حسين الذهبي رحمه الله، الإسرائيليات في التفسير والحديث، مكتبة وهبة، ط4/1411-1990، ص 13-14.
3- صالح الورداني، "السيف والسياسة: صراع بين الإسلام النبوي والإسلام الأموي"، دار الرازي، بيروت. ط 1/141 9-1999. ص 202 هامش 47.
4- ينظر حول "حكاية الغرانيق" الكتاب القيم للشيخ الألباني رحمه الله: "نصب المجانيق لنسف حكاية الغرانيق".
5- جريدة "الدار" الليبية، عدد 934 الجمعة 11 فبراير 2011.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.