سبق وأن أشرنا في أعدادنا السابقة بأن الهيئة المديرة صرفت القسط الأول من مستحقات اللاعبين ومكنتهم قبل مباراة أساك ميموزا من أجرة شهر جوان ثم صرفت لهم قبل السفر إلى نيجيريا لملاقاة كادونا يونايتد أجرة شهر جويلية ولم يبق بذمة الهيئة سوى أجرة شهر أوت ومنح متأخرة، وكنا أشرنا أن الأزمة المالية الخانقة جعلت فعلا هيئة جمال العتروس عاجزة تقريبا عن الإيفاء بتعهداتها للاعبيها والإطارات الفنية والطبية والعملة ولم تتمكن من تسديد ديونها في الموعد ولم تف بوعودها ومجابهة مطالب الأندية الأخرى بمبالغ صفقات لاعبيها الذين انتدبهم النادي الإفريقي مؤخرا، ومازال بذمتها أموال وأقساط الصفقات لفائدة هذه النوادي. أسباب هذه الأزمة المالية الخانقة قال عنها أحد الأعضاء بالهيئة المديرة الحالية إنها نتيجة الحسابات الخاطئة والمداخيل المبنية على التوقعات والوعود، وبصفته خبيرا في المحاسبة أضاف محدثنا «بناء على هذه الوعود والعهود أقدمت هيئة النادي هذا العام على صفقات مكلفة وانتدابات عديدة بناء على مداخيل مالية بقيمة مليار و500 ألف دينار من صفقتي وسام يحي وخالد السويسي وإعارة اللاعبين والأهم من ذلك عقود الإشهار ومداخيل الاستشهار وإذا كان نادي أرل أفينيون الفرنسي حوّل أموال صفقة خالد السويسي في موعدها، وبشيء من التأخير مكن نادي ميرسين التركي هيئة جمال العتروس من حقوقه المالية وحوّل بعد جهد جهيد أموال صفقة وسام يحي فإن المستشهر الذي كثر حوله الحديث وهلّل له المهلّلون وبارك له مساعدته للنادي المباركون وقالوا بأنه سيكون المساند والمستشهر الأكبر وسيوفر لهيئة النادي مبلغا يفوق ال800 ألف دينار في أقرب وقت إلا أنه خالف وعده في اليوم الموعود معتبرا أن المبلغ الذي وعد بصرفه لحساب النادي كبير جدا وإلى حد هذا اليوم لم يساهم ولو بمليم واحد». الهفوة الكبرى التي تحدث عنها العضو المنسحب والتي ارتكبتها هيئة النادي في حق عدة أطراف عندما صرّح جمال العتروس في احدى الندوات الصحفية قائلا: «لن أستجدي أحدا ولن أطرق أبواب أحد ولن أطلب المساعدات المالية من رجال المال والأعمال من أبناء النادي» بل قطعت هيئته حبال التواصل وأوقفت عقود الإشهار والإعانات مع شركات الرؤساء القدامى من أبناء النادي الميسورين على غرار عقد إشهار اللوازم الرياضية لشركة حمودة بن عمار ولشركة فريد عباس وأضاف يومها «من يريد مساعدة النادي فأبوابه مفتوحة للجميع...» هذا الكلام عندما بلغ مسامع رجالات النادي في وقته انسحبوا من دائرة المساعدات والمساندة وأحكموا إغلاق أبواب الإشهار... ومنذ ذلك اليوم وجد جمال العتروس نفسه وحيدا يصارع الأزمة المالية تلو الأخرى.