بقلم: مستوري العيادي تتوالى خطوات القطع مع النظام البائد بالعمل على دعم ولايات الشمال الغربي والوسط الغربي والجنوب التي ظلت مهمشة ردحا من الزمن. فها هي اليوم تحظى بعناية الحكومة المؤقتة للنهوض بها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبالخصوص في المجال الصحي حيث بادرت وزارة الصحة العمومية بتعيين عدد كبير من الأطباء المختصين في الإنعاش والتبنيج لكن بكيفية غير متوازنة، إذ نجد 5 أطباء بجندوبة و3 بالكاف و3 بسليانة و4 بقابس و6 بمدنين خصصت لهم منح تشجيعية بلغت 350د للعاملين بولايات الشمال الغربي و700د للعاملين بالوسط الغربي و1000د للمباشرين بالجنوب. هذا الإجراء يعد حافزا مهما لكن تتضاءل جدواه في غياب التوزيع غير العادل. هذا إلى جانب التجهيزات والمعدلات والبنية الأساسية عامة التي لم تتوفر بعد بالقدر الكافي بتلك المناطق مما يطرح أكثر من سؤال عن مثل هذه التعيينات بحجم هذه الأعداد في تلك الولايات الداخلية. هل هو إرضاء لتلك المناطق التي عاشت الحرمان في الماضي أو هو تلبية لحاجياتها الإستشفائية؟ والكل يعلم أن التعيينات تخضع لمقاييس ومعايير ومقومات موضوعية كالكثافة السكانية والوضع الاجتماعي والاقتصادي ووسائل العمل بها. في حين نجد وعلى سبيل الذكر لا الحصر ولاية نابل ثالث أكبر ولايات الجمهورية وبها 3 مستشفيات جهوية ورغم ذلك لا يجد بها إلا طبيب واحد في الإنعاش والتبنيج وولاية بنزرت لا يوجد بها هذا الإختصاص كذلك الشأن بولاية زغوان. والحال نجد العديد من صنف هذا الإطار الطبي من هو على استعداد للعمل بهذه الولايات بدون أية منحة. عندئذ يتبدد الشعور بالإيدولوجيات والمحاباة بين سكان البلاد ويسود العهد الجديد العدل والمساواة وتوضع المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات.