تعتبر مدينة الشابة من أبرز مدن الساحل التونسي بفعل ثروتها الفلاحية بحرا وبرا ولكن حين تكتشف الحقيقة الغائبة تصاب بالذهول بسبب التهميش الذي عانت منه الجهة خلال النظامين السابقين البورقيبي والنوفمبري حيث لم تنل الشابة نصيبها وحظها الكافي من المشاريع التنموية بل همشت وتراجع الانتاج الفلاحي بحرا وبرا واختفت برامج التنمية المخصصة لها و"زاد الطين بلة" الأوضاع القاسية التى يعيشها سكانها على مر السنين بالاضافة الى مثال التهيئة غير النموذجي وشبكة الطرقات الرديئة والخراب الموجود في وسط المدينة خاصة مع غياب الصيانة اضافة الى تزايد الظواهر الإجتماعية المنبثقة أساسا عن حالات اجتماعية بائسة. فعندما تجد عائلات تقطن أكواخا في وسط مدينة فهذا أمر يدعو الى الغرابة والدهشة وربما الحيرة... ففي زيارتنا للمنطقة خلنا أننا لن نجد عائلات تواجه صعوبات كبيرة خاصة في وسط المدينة ولكن عند الدخول الى المنزل انتابنا شعور أننا غادرنا المدينة في لحظات لنزور منطقة لا علاقة لها بالخارج عملا بمقولة"يا مزين من برة شنحوالك من داخل" فمسكن المواطنة نورة القاسمي الذي تقطن فيه رفقة أطفالها الثلاثة أشد تعبيرا من الوصف.. تقول نورة" أنا مطلقة وفي كفالتي 3 أبناء نعيش في مسكننا منذ أكثر من 7 سنوات لم نقدر على تغييره لضعف حالنا،" وبينما هي تواصل حديثها استأذنا للدخول إلى احد البيوت ففوجئنا بقتامة المنظر فالبيت يكاد لا يتسع لسرير واحد وكل الأدباش ملقاة على الأرض بما أن محاولة التنظيم بخزانة أبوابها مكسرة تبوء دائما بالفشل وعندما تلوح ببصرك في الأعلى لا ترى غير السقف بالأعواد والطين وأما المطبخ فلا حدث ولا حرج فالظروف الصحية منعدمة وليس لهذه العائلة الحق في تصنيف الأكلات أو تصبيرها. تقول نورة بكل ألم أنها أصبحت تخاف على الأطفال من الحشرات والزواحف والجرذان التى تتكاثر بالمسكن وخاصة صيفا بسبب تراكم الأوساخ والحجارة وخوفها كبير من سقوط ينتظر منزلها في كل وقت وحين. حالة اخرى مزرية تتمثل في عائلة المواطنة مبروكة بن خليفة (50 سنة) التي في كفالتها ستة أبناء بينهم معوقان ذهنيا يقطنون جميعا في بيت صغير ربما العبارات تعجز عن وصفه.. هذه الحالات وغيرها قد تتضاعف في ظل صمت السلط المحلية والجهوية وعدم تدخلها.