كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن التجاوزات التي شهدتها عدة كتاتيب في العديد من مناطق الجمهورية ، حيث كانت عرضة لما يحلو لكثرين تسميته "باجتياح لقوات معادية" نصبت نفسها واصية على الدين ومتحدثة باسمه بل وكلفت نفسها مسؤولية النهوض بالمجتمع عبرالتدخل في شؤون الناشئة، فكانت تلتجئ الى استعمال كل الطرق المتاحة والتي وصلت في بعض الأحيان الى ترهيب وتهديد المؤدبين والمؤدبات بالعنف. وفي ظل هذا الوضع تزايد خوف الأولياء وقلقهم على أبنائهم من هؤلاء حتى ذهب بعضهم إلى السؤال عن كيفية الحفاظ على سلامة فلذات الأكباد بل والخوف كل الخوف من «دمغجتهم», متسائلين عن دوروزارة الإشراف وعن السبيل لوضع حد لهذه التجاوزات. تجاوزات.. يقول جمال الوسلاتي مديرديوان وزيرالشؤون الدينية متحدثا عن التجاوزات الحاصلة في الكتاتيب:»في البداية لا بد من التذكير بأن الكتاتيب عقارملك للدولة تحديدا وزارة الشؤون الدينية-، لذلك حرصنا على الاعتماد على متخرجين من كلية الشريعة وأصول الدين بعد أن نخضعهم لتكوين قبل المباشرة ليكونوا المؤدبين. كما أن هناك رقابة دائمة عليهم من قبل الوعاظ الذين لديهم 4 زيارات تفقدية شهريا يختتمونها برفع تقريريقيمون فيه عمل المؤدبين . أما عن التجاوزات فقد وصلتنا في شأنها العديد من الشكاوى ( أما مباشرة بالوزارة أو عن طريق مراسلة ) من قبل أولياء من مناطق متفرقة يطالبوننا فيها بالتدخل وإيجاد حل لما يحدث في الكتاتيب ، وهي تتمثل في استحواذ فئة على الجامع وطرد المؤدبات حتى إن بعضهم قاموا بتغيير مفتاح الكتاب. ومن بين الحوادث التي حصلت ما أتاه جماعة في كتاب بدوارهيشر حيث قاموا بتهديم سقف الكتاب عند رفض المؤدبة فتح بابه.» عملية ممنهجة ومن التجاوزات الأخرى الحاصلة ما ذكره أحد العارفين بخفايا ما يحدث في عالم الكتاتيب، حيث أكد على أن ما يحصل بالكتاتيب من تجاوزات هي في إطارعملية ممنهجة من طرف جماعة معينة للاستيلاء على المساجد وكل ما له صلة بها. فقد شدد على أن هذه الجماعة التي انزلت الائمة في وقت ما ( إبان الحملات الديقاجية) من على المنابربتعلة تعيينهم من قبل «الشعبة» قد افتقدت لعذر في إخراجها للمؤدبين والمؤدبات المحجبات اللائي دعين لاعتزال الناس والجلوس في المنزل والحال أنه مكان عمل ومورد رزق لعاطلة أوعاطل عن العمل. كما تحدث مسؤول آخر بالوزارة عن حادثة جدت برواد حيث تم إخراج المؤدبة من الكتاب بالعنف ورمي محتوياته في الخارج؛ وللأسف فقد تكررهذا السيناريو في عدة مناطق من الجمهورية. إن ما يحدث للمؤدبات لا علاقة له بضعف مستواهن التعليمي. أما بخصوص أدبهن وأخلاقهن فلم يصل إلى الوزارة أي شكوى من الأولياء في حقهن. وقد تم تعنيف مؤذن ببنبلة وحصل على شهادة طبية لمدة 21 يوما ومؤذن في الكاف وحصل على شهادة طبية لمدة 30 يوما. "دمغجة" ويتابع جمال الوسلاتي مديرديوان وزيرالشؤون الدينية قائلا:»لقد أكد لنا أهالي الأطفال الذين يرتادون الكتاتيب أن هذه الفئة التي نصبت نفسها وصية على الأطفال ستقوم «بدمغجة» أبنائها عبرتحذيرهم من مشاهدة التلفازوالانترنات ودعوة الإناث إلى وجوب ارتداء الحجاب؛ وهوأمر خطيرلأن الطفل في هذا السن لديه قابلية كبيرة لاستيعاب المعلومة.» ويؤكد محدثنا أن هذه الجماعة التي استولت على الكتاتيب - والتي لم يسمها - غير شرعية ولا صفة قانونية لها لإدارتها، حيث شدد على أن الوزارة قامت وتقوم بتحسيس المواطنين بخطورة ما حصل في الكتاتيب داعية إلى مكونات المجتمع المدني للتصدي لهؤلاء حماية للاطفال. إذ يقول :»لقد دعونا من اعتلوا المنابربسبل غير قانونية ومن سلكوا نفس الطريقة في الكتاتيب إلى إجراء امتحان ليحصلوا على الشرعية إن نجحوا فيه لكنهم رفضوا ذلك. لذلك سنقوم بإحصاء كل التجاوزات الحاصلة لرفع قضايا في شأن المخالفين للقانون.»