تونس الصباح: بداية لا بد من التوضيح بان السؤال لا يستبطن اية اشارة تشكيك في امكانية ان يكون للفاضل الجزيري او الفاضل الجعايبي باع في مجال الاخراج السينمائي.. وانما مرد السؤال اساسا تاريخهما المسرحي الحافل بالاعمال المسرحية التي تعد «علامات» في تاريخ الانتاج المسرحي لا فقط على المستوى الوطني بل وكذلك على المستوى العربي.. ايضا، ربما يكون السؤال يستمد مشروعيته مما سبق وانجزه هذا الثنائي من اعمال سينمائية شاهدها الجمهور والنقاد ووقفوا من خلالها على جانب من قدراتهما الفنية في هذا المجال. اللافت، هنا ان الفاضل الجعايبي ومعه الفاضل الجزيري قد اعلنا مبكرا حتى وهما يشتغلان على انتاجاتهما المسرحية الصرفة بان لهما «نية» مبيتة في ان يكونا ايضا سينمائيين ذلك أن واحدة من «باكورات» اعمالهما المسرحية متمثلة في مسرحية «العُرْس» وقع تحويلها الى شريط سينمائي لتتواصل بعد ذلك مسيرة «التحوّل» بالانتاجات المسرحية الى افلام سينمائية.. فكان شريط «عرب» ثم لاحقا شريط «البحث عن عايدة» ووصولا الى شريط «جنون». اما سينمائيا صرفا فقد كان لكل من الفاضل الجزيري والفاضل الجعايبي تجاربهما الخاصة ايضا.. فالفاضل الجزيري مثلا كان حاضرا بامتياز من خلال ادائه لأحد ادوار البطولة في شريط «عبور» للمخرج محمود بن محمود.. اما الفاضل الجعايبي فقد اعلن عن نفسه مخرجا سينمائيا فقط اي بعيدا عن المسرح من خلال شريط «شيشخان» خاصة .. واليوم واذ يتواصل الحضور السينمائي لهذا الثنائي من خلال موعدين قريبين ضربهما مع الجمهور.. الاول بشريط «جنون» للفاضل الجعايبي الذي سينزل للقاعات قريبا وهو المأخوذ عن مسرحية بنفس العنوان والثاني شريط «ثلاثون» الذي لا يزال صاحبه الفاضل الجزيري يصور لقطاته الاخيرة ليكون جاهزا للعرض في غضون الأشهر الاولى من سنة 2008 الجديدة.. على الارجح ارتأينا ان نتصل بالمناسبة بشخصية سينمائية تونسية جمعت بين الممارسة الابداعية الميدانية (الاخراج السينمائي) والالمام الواسع بأدوات النقد السينمائي والمسرحي العلمي والمؤصّل لنتبين رأيها في «الجانب السينمائي» في شخصيتي الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري.. انه المخرج السينمائي علي العبيدي صاحب المواقف النقدية الواضحة وغير المواربة الذي اجابنا بوضوح بانه يعتبر الثنائي الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري في مقدمة اهم الاسماء السينمائية لا في تونس فقط بل وفي افريقيا والعالم العربي.. فهما «سينمائيان جيدان» على حد تعبيره وخاصة في مجال «فن ادارة الممثلل»».. المخرج علي العبيدي اضاف بانه يرى خاصة في الفنان المسرحي الفاضل الجزيري سينمائيا ذكيا بامكانه ان يقنع «فهو الذي صنع في الحقيقة شريط «عبور» لمحمود بن محمود..» يقول علي العبيدي .. كان هذا رأي المخرج السينمائي علي العبيدي وهو رأي منطلقه ولا شك الدراية الواسعة بتقنيات العمل السينمائي.. فهل يكون هو ذاته رأي الجمهور العريض الذي سيشاهد قريبا شريط «جنون» للفاضل الجعايبي في القاعات.. والذي سيشاهد لاحقا شريط «ثلاثون» للفاضل الجزيري.. الاجابة ستبديها لنا الايام والأشهر القادمة..