عقد ظهر أول أمس الأحد حزب "آفاق تونس" ندوة صحفية ،بإحدى المقاهي العتيقة بصفاقس، بحضور الأمين العام للحزب ، ياسين إبراهيم ،ورؤساء القائمات المترشحة للمجلس التأسيسي، تم خلالها أمام الصحفيين والقنوات التلفزية،استعراض البرنامج السياسي، و الاقتصادي والاجتماعي للحزب، ورؤيته لأولويات عمل الحكومة القادمة، والخطوط الكبرى والجوهرية التي سيطالب بها ،لتكون ضمن الدستور الجديد للبلاد، إلى جانب الحديث عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة. فقد تحدث ياسين إبراهيم في مداخلته "الموجزة" عن حظوظ حزبه،في الفوز بمقاعد داخل المجلس التأسيسي، رغم بعض الصعوبات والمضايقات التي حصلت ضد الحزب، في جهات سيدي بوزيد وقفصة والمهدية وصفاقس.
استرجاع ثقة المواطن
وذكر الأمين العام، انه سيحرص عند المشاركة في صياغة الدستور الجديد، على تقسيم السلطات، والتفريق بينها، والتنصيص على أهمية الحريات العامة للأفراد، واستقلالية القضاء، والإعلام ،وبين أن الشعب التونسي صار يرفض النظام الرئاسي، لما خلفه نظام العهد البائد وارتكبه من أخطاء وتجاوزات،وان حزبه يرفض من جهته ،النظام الجمهوري والنظام البرلماني، معتبرا أن الحكم في السنوات الأولى بعد انتخابات 23اكتوبر سيكون حكم تحالفات،لذلك فانه لا بد من تركيز نظام برلماني مزدوج، ينتخب له رئيس، يتمتع بصلاحيات حل البرلمان، مطالبا بمشاركة المواطن غير المباشرة - في استقلالية القضاء،إلى جانب إحداث غرفة للجهات في البرلمان وقال انه سيقترح عند صياغة الدستور، إحداث سبع ولايات تكون على الساحل التونسي، وولاية ثامنة للمواطنين بالخارج،وإحداث مجالس جهوية منتخبة، وسيعطي الحزب الأولوية إلى العدالة الانتقالية، بالمطالبة بالمحاسبة، لرموز النظام السابق،وتحديد رؤية واضحة لذلك، وبث المحاسبة تلفزيا، ثم المرور إلى المصالحة، لان المواطن التونسي، فقد ثقته في السلطة والدولة، وأن استرجاع الثقة ونسيان الماضي، لا يكون إلا بالمحاسبة أولا، وإنهاء مهام الحكومة الحالية يوم 23 أكتوبر، مؤكدا على ضرورة إجراء استفتاء على الدستور التونسي الجديد. وفي معرض حديثه عن الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وانجازاتها، قال إبراهيم ، أن هذه هيئة شاركت في تنظيم الحياة السياسية، بإصدار العديد من المراسيم والقوانين،وكان عملها ايجابيا، إلا انه لم يوافق الهيئة على تأخير الانتخابات إلى شهر أكتوبر،وقد تعقدت حسب رأيه - عدة جوانب بعد تغير رؤية الأحزاب للانتخابات وانقسامها إلى مؤيد ومعارض للتأجيل،و كانت الفترة الأخيرة من عمل هذه الهيئة، الأكثر سلبية، رغم ما أنجزته من أعمال، واتخذته من قرارات ايجابية. فترة مهمة وردا على سؤال "الصباح" حول تقييمه لأداء حكومة "قائد السبسي" طيلة الفترة الماضية، وهي الحكومة التي ستنتهي مهمتها ، بانتخابات المجلس التأسيسي، وعمل فيها الأمين العام لحزب" آفاق تونس" في خطة وزير للنقل والتجهيز ، قال ياسين إبراهيم، أن فترة حكومة الباجي قائد السبسي،هي فترة مهمة في تاريخ تونس "ما بعد الثورة" لأنه ساهم في استقرار البلاد، السياسي منه والأمني ،وكان له موقف سياسي، للكاريزما التي يملكها، كرجل سياسة محنك، إضافة إلى مساهمته في استقرار عدة قطاعات ومنها قطاع التربية والتعليم، والصناعة،والتجارة.