صفاقس الصباح: عاد بنا شريط الذاكرة الى سنة 1994 اي قبل ثلاث عشرة سنة عندما حاورنا التلميذة سرور الميساوي ونشرنا نص الحوار على اعمدة جريدة «الصباح» لحصولها على جائزة رئيس الدولة في مناظرة الدخول الى السنة الاولى من التعليم الثانوي وها هي «الصباح» تحضر يوم الخميس الثالث عشر من ديسمبر الحالي بكلية العلوم بصفاقس مناقشة اطروحة ماجستير اعدتها سرور حول «دراسة وتصنيف الملتقيات النووية (اختصاص الجينوم البشري)» قبل انطلاق المناقشة كان لنا لقاء مع والدها السيد علي الميساوي الذي تحدّث الينا فقال: ولدت سرور في 28 اكتوبر 1981 بقفصة زاولت تعلمها الابتدائي والثانوي والعالي بصفاقس لديها ارادة «تكسر الحجر» فلم تنزل خلال دراستها عن درجة الامتياز بالرغم من انها خضعت الى عملية زرع نخاع شوكي فضلا عن تسريح عروق ولقد أقامت بمصحة خاصة خلال شهر بمدينة فرنكفورت بعد ان تبنتها احدى الجمعيات الخيرية الالمانية». واضاف قائلا: «لقد ضحيت من اجلها طيلة عشرين عاما اوصلها في الصباح ووقت الغداء الى المدرسة واعود بها في المساء الى البيت يوميا الحمد لله اننا جنينا ثمرة هذا الجهد الكبير». تشكلت لجنة الامتحان برئاسة الاستاذة فائزة الفخفاخ وعضوية كل من الاستاذين حسان الحاج قاسم واحمد الرباعي الذي هو في الوقت نفسه مؤطرها. الطالبة سرور الميساوي قدمت عرضا واضحا ابهر الجميع فتحدثت امام اللجنة وامام الحضور من زملائها وزميلاتها الذين جاؤوا لتشجيعها ببرودة دم متناهية وثقة كبيرة في النفس عن الملتقيات النووية في الجينوم البشري وهيكلتها واسترجاع الملتقيات النووية البشرية وتعيين الفقريات العليا وتعيين الملتقيات النووية وعددها 48 في ست عائلات كما تعرضت الى آفاق هذا البحث. الأستاذ حسان الحاج قاسم اعتمد الصرامة العلمية عند مناقشته لهذه الاطروحة فلم يترك «شاردة وواردة» الا وتطرق اليها محللا مستفسرا ومقدما الاضافة ولم ينس في النهاية تثمين هذا البحث شأنه شأن زميليه في اللجنة واثر النقاش تم منح الطالبة سرور الميساوي شهادة الماجستير بملاحظة حسن جدا. في غمرة الاحتفال بالنجاح العلمي في غمرة فرحة والديها وصديقاتها واصدقائها واساتذتها جمعنا بعض الشهادات.. مؤطرها الاستاذ احمد الرباعي قال: «بذلت سرور مجهودا كبيرا لاعداد هذه الاطروحة التي تعد من الاطروحات القيمة خاصة انها اقتحمت ميدان البيواعلامية الذي مازال في بدايته فيمكن اعتبارها الطالبة الثالثة او الرابعة في هذا الاختصاص وهو البحث في الجينوم البشري.. وقد اشتغلت على الملتقيات النووية الموجودة في نواة الخلية التي تتدخل في الامراض الوراثية او المكتسبة هذا وقد حقق هذا البحث نتائج هامة ومشجعة ينبغي لها ان تتدعم وتتواصل لتؤتي اكلها في المستقبل» ثم التقينا بالمحتفى بها فقالت: «ان الفضل يعود الى الله بدرجة اولى ثم الى والدي الذي بذل جهودا كبرى لاحقق هذا النجاح لذلك اهديه له وبالمناسبة اوجه شكري الجزيل للأستاذ حمادي العيادي المدير العام لمركز البيوتكنولوجيا بصفاقس واعضاء لجنة الامتحان ومساعدة المؤطر الاستاذة منى شوري.. واضافت قائلة: «وجهت بحثي نحو البروتينات الموجودة في الملتقيات النووية (نواة الخلايا). هذه البروتينات لها علاقة بعدة امراض، لقد تخصصت في الجينوم البشري وحاولت القيام ببعض المقارنات للتعرف الى مدى وجوده لدى بعض الحيوانات.. وذكرت الباحثة انه توجد حاليا ادوية تم اعدادها للتأثير على هذه المكونات قصد اكتشاف ادوية ضد السرطان وتصلب الشرايين وغيرهما بعد هذا النجاح العلمي الباهر تستعد سرور لاعداد اطروحه دكتوراه في هذا الاختصاص للتدريس قي الجامعة ومواصلة البحث في مركز البيوتكنولوجيا بصفاقس. في نهاية الامر تحدّت سرور اعاقتها وتغلبت عليها وحققت النجاح وهي قادرة على حصاد مزيد من النجاحات العلمية بفضل كفاءتها وصمودها وارادتها الحديدية.