«الشروق» مكتب الساحل أنيس الكناني وطارق المجريسي: تحت إشراف الأستاذ الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا انتظمت يوم الجمعة الفارط بأحد نزل مدينة سوسة الندوة الوطنية الاولى لمدارس الدكتوراه بحضور ثلة من الدكاترة والمختصين وعمداء الكليات وايضا رؤساء مدارس الدكتوراه. الأستاذ علي بوسنينة، وهو أستاذ متميّز بكلية الطب بتونس، رئيس الهيئة الوطنية لدعم الجودة في التعليم العالي، أفادنا بأن هذه الندوة تشكلت للبحث في محاور عديدة أهمها الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي التي تم طرحها عبر مداخلة قيّمة ألقاها الأستاذ محمد النابلي رئيس الهيئة الوطنية لتقييم أنشطة البحث العلمي وأيضا عبر محور هياكل البحث حول الآليات والانتاج العلمي الذي تناوله الأستاذ رشيد غرير، المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. وأضاف الأستاذ علي بوسنينة خلال حديثه ل «الشروق» ان المحور الثالث الذي تم تناوله خلال هذه الندوة ومناقشته اهتم بالتكوين عن طريق البحث، حيث تم التطرق خلال المداخلة التي القاها الأستاذ عبد العزيز الغابري المستشار بديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الى أسس التكوين والتطوّرات الحاصلة الى جانب تشخيص الوضعية الحالية وما ينتظرها من آفاق مستقبلية. وخلال الكلمة التي القاها عند افتتاحه لهذه الندوة بيّن الأستاذ الأزهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ان البرامج الرئاسية جعلت من الارتقاء بمجال التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد التكنولوجي هدفا استراتيجيا لإرساء مجتمع المعرفة وفق توجهات واضحة المعالم، مذكّرا في ذات السياق بالاجراءات والقرارات الرائدة التي كرّست الوسائل اللازمة والعناصر البشرية المؤهلة لتحقيق هذه الغايات، مستشهدا بجملة هذه القرارات ومنها على وجه الخصوص إحداث منح لفائدة أساتذة التعليم العالي والأساتذة المحاضرين والاساتذة المساعدين الساهرين على تنمية الكفاءات والمشرفين على أطروحات الدكتوراه ورسائل البحث الخاصة بالماجستير، مذكّرا بالمناسبة بالمقاييس الجديدة لإحداث مخابر البحث ووحدات البحث. كما تطرق الوزير خلال كلمته الى مضامين البرنامج الانتخابي الجديد للرئيس زين العابدين بن علي «معا لرفع التحديات» في بنديه 16 و17 مؤكدا ان الأهداف الرئيسية للبرنامج في مجال التعليم العالي والتي لها صلة بدراسات الماجستير والدكتوراه تتمحور حول استكمال نظام «أمد» بإنجاز مرحلة الدكتوراه وخلق جيل جديد من المكوّنين المختصين في الاجازات التطبيقية المستحدثة وتوسيع دراسات الماجستير وتنويعها بالشراكة مع المحيط الاقتصادي وتحقيق نسبة أرفع من الشهائد المزدوجة بين جامعاتنا ونظيراتها في الدول المتقدمة ورفع عدد اتفاقيات الاشراف على رسائل الدكتوراه. توفير المخابر «الشروق» التقت خلال فعاليات هذه الندوة بعض الأساتذة والدكاترة للوقوف على انطباعاتهم وآرائهم.. البداية كانت مع الأستاذ محمد العايب وهو رئيس قسم بمعهد باستور، الذي أفادنا ان مثل هذه الندوات تمكن من تبادل الآراء والخبرات وتفتح أبواب التشغيل على مصراعيها لأصحاب الشهائد فضلا عن إثارة موضوع مخابر البحث وهيكلة البحث العلمي حيث طالبنا بتوفير هذه المخابر والعمل على زيادة عددها ورسكلتها حتى تتمكن من تخريج الكفاءات اللازمة وبالتالي توفير مواطن شغل لأصحاب شهائد الماجستير الذين سيواصلون دراساتهم والعمل على التعمق فيها والتخصص في مجالها حتى تكون شهائد الدكتواره مستجيبة لما تتطلبه المنظومة الجديدة للتعليم العالي. ومن جهته قال الاستاذ عبد الحميد الحصايري أستاذ تعليم عال مسؤول عن وحدة بحث بكلية العلوم بصفاقس: في البداية يجب علينا الإقرار بأن عقد هذه الندوة أمر ايجابي للغاية، فهي اتاحت لنا الفرصة للتعبير عن الشواغل المتعلقة بمدارس الدكتوراه وتقييم ماهو موجود والنظر للمستقبل من اجل تحقيق الاهداف المرسومة.. اما بالنسبة للمداخلات فكانت كلها ذات طابع عام ولم تتعمق في الواقع الموجود ولم يتم الوقوف عند مختلف المشاكل الحقيقية التي تعيشها هذه المدارس التي تعد حديثة العهد في تونس، لذلك وجب طرح كل المشاكل والصعوبات منذ البداية حتى تكون الانطلاقة موفقة.. شخصيا كنت أتمنى ان تسبق هذه الندوة عدة منابر حوارية على مستوى الجامعات». إعداد متسرع أما عن برنامج الندوة الوطنية فيرى الأستاذ عبد الحميد الحصايري انه انطلق مما هو استراتيجي الى ما هو عام حيث كانت التدخلات عبارة عن شهادات حيّة عن مدارس الدكتوراه. وأشار الأستاذ الحصايري ان قانون مدارس الدكتوراه اعد بطريقة متسرعة وخاصة فيما يتعلق بآليات التسيير ودعا الأستاذ عبد الحميد الحصايري في خاتمة تدخله الى إعطاء الجامعة «سلطتها العلمية» وأضاف قائلا: «هناك فوارق كبيرة بين المقاييس المعتمدة في نفس الاختصاص من جامعة الى أخرى، لذلك اتخذت الوزارة قرارا في هذا الشأن يفرض على الطالب ألا يقدم ترشحه الا في الجامعة التي ينتسب اليها». لكن حسب رأيه ذلك لا يحل المشكل الموجود لاختلاف مقاييس التقييم بين مؤسسات التعليم العالي التي تدرس نفس الاختصاص مشيرا الى انه من الضروري توحيد المقاييس الدنيا في التقييم. ومن ناحيتها أكدت الأستاذة أمينة بخروف، مديرة مخبر بكلية الصيدلة بالمنستير، ان الندوة الوطنية تعتبر فرصة للتعرف على مدارس الدكتوراه وهي تعد مكسبا هاما لتونس ستساهم في تسهيل المعاملات وتقريبها بين المسؤولين والباحثين وستتيح الفرصة لتأطير الباحث ودفعه نحو الخلق في مجالات مختلفة تمكنه من كسب المهارات العلمية وتؤهله للحياة المهنية ومن خلال الندوة هناك عدة توصيات بضرورة دفع الباحث للانتقال من المجال النظري الى الميدان التطبيقي.. وأضافت الأستاذة أمينة بخروف قائلة «أتمنى ان يكون كل مخبر بحث عبارة عن محضنة تدفع بالباحث نحو خلق مشروع خاص لتعمّ الفائدة للفرد والمجموعة».