شهد فضاء صلاح الدين (Saladin) بسيدي بوسعيد -وهو حديث العهد (دشن في شهر مارس2011)- مساء السبت افتتاح معرض للفنون التشكيلية تحت عنوان بلا حدود-، تضمن أربعا وأربعين لوحة فنية لرسامين تونسيين وضيوف من مختلف الجنسيات، روسيين وفرنسيين وايطاليين وعراقيين إلخ.. حاول المشاركون في هذا المعرض الغوص في ميدان الجمال كل بطريقته الخاصة موظفين في ذلك تجربتهم المتخيلة في تفسير الحياة وتعزيزها. اختلف مضمون اللوحات نظرا لأنها نتاج ثقافات مختلفة وتيارات ومدارس متنوعة كما أن التقنيات -هي الأخرى مختلفة-، من نحت ورسم زيتي ومائي. والطريف في هذا المعرض الحديث أن مؤسسه رضا الصوابني ليس رساما بل رجل ثقافة أراد أن يستغل علاقاته الهامة داخل وخارج تونس برسامين متميزين على الصعيد المحلي والعالمي، وشغفه الكبير بفن الرسم بمختلف تياراته، ليؤمن إضافة ما لهذا الفن ناهيك انه صرح ل»الصباح» أن المجال الفني في بلادنا ينقصه المزيد من التفتح على الثقافات المتنوعة الأخرى، وبالطبع دون أن نتجاهل هويتنا. وكان الرسام حمدة دنيدن الذي شارك بأعماله في المعرض تولى كذلك مهمة تقديم الاعمال للزائرين. حمدة دنيدن يعد من أبرز الرسامين في تونس وهو متحصل على جائزة Fondation Adinawer وجائزة بيكاسو في المركز الثقافي العربي الاسباني وقدم أعماله المتنوعة في عدة معارض في أوروبا والبلدان العربية وأمريكا الجنوبية.. ليجد ضالته في رسم نساء بدينات يعرضن أجسادهن دون عقد ليقدم بذلك قراءة خاصة جدا للجمال. وعن مسألة الابداع ونظرية الجمال استطلعنا رأي الفنان التشكيلي حمدة دنيدن في هذه المسألة ليبين لنا أن إدراكنا للجمال إنما يتأتى دون توسط التصورات أو الرغبات وملكة الذوق الشخصية يجب أن تمارس بشكل يعطي لذة وارتياحا نفسيا دون الاعتماد على معايير أخرى، فالازهار مثلا وتشابك الأغصان أمر جميل رغم أنه لا ينطوي على أي تصميم.. فالرسم إذن تجربة جمالية توظف كامل الشخصية بأحاسيسها ومشاعرها ومخيلتها وعقلها لا سيما ان لكل امرئ ذوقه الحسي الخاص.. ويمكن الانطلاق من هذا المعرض لنفهم توجهات الفضاء الجديد فضاء صلاح الدين: قراءة خاصة للجمال والإبداع وانفتاح على التجارب العالمية. وقد أعلن بعد عن استضافته قريبا للرسام الفرنسي ميشال ايليني.