ينظم مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة يومي 28 و29 من الشهر الجاري تظاهرة «موعد أكتوبر» وذلك في إطار افتتاح الموسم الثقافي للمركز في ظل إشراف الهيئة المديرة الجديدة التي باشرت أعمالها منذ أشهر حسب ما أفاد بذلك المدير الفني للمركز المسرحي علي اليحياوي. واختارت هذه الهيئة أن تكون أول مصافحة مسرحية وتنشيطية بتظاهرة عنونتها ب«الفعل المسرحي والحدث التاريخي» وهو أيضا محور الندوة الفكرية التي ستنتظم على هامش هذه المناسبة بمشاركة ثلة من الجامعيين في اختصاصات مختلفة ذات علاقة بالمضمون في بعده العلائقي بالفن الرابع باعتباره أبو الفنون نذكر من بينهم المخرج المسرحي سامي النصري والدكتور عمر العلوي مختص في الجماليات ونور الدين العلوي مختص في علم الاجتماع. كما أفاد المدير الفني للمركز أنه حرص على أن تكون هذه التظاهرة من حيث قيمة ونوعية المشاركات تفتح مجال العرض والنقاش والمشاركة لأعمال وأسماء وأطراف تتماشى والمحور الرئيسي لها الذي يحيل بدوره إلى كل ما له علاقة بالمشغل الثقافي عامة والمسرحي والفكري خاصة في تونس ما بعد الثورة خاصة. ويتضمن برنامج أول تظاهرة لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بعد الثورة عديد الأنشطة الأخرى على غرار تنظيم قراءات في نصوص مسرحية متعلقة بنفس الموضوع بمشاركة كل من محفوظ غزال الذي سيقدم قراءة في نص «ريتشارد الثالث» أو شكسبير كما قدمه في رؤيته الجديدة ليقدم الدكتور رضا بوقديدة «ثنايا القمر» ف«هن» لهدى بن عمر وستكون هذه القراءات مفتوحة للنقاشات ولقراءات مختلفة على نحو يمكن أن يثري أنشطة وأهداف التظاهرة. وأفاد علي اليحياوي أنه تم اختيار مسرحية «هلال ونجمة» التي أنتجها مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف عن ديوان شعر» أمس منذ ألف عام» لعادل معيزي و دراماتورجيا لسامي النصري و عبد الفتاح الكامل و إخراج سامي النصري لتكون العرض الذي سيؤثث سهرة الموعد. وعلل سبب اختيار هذا العمل بأنه يعد نموذجا للأعمال المسرحية التي تنهض من حيث المضمون والأبعاد الفنية والفكرية بالموضوع الرئيسي للتظاهرة التي تتزامن مع حدث تاريخي ثان تشهده بلادنا بعد إنجاز الثورة وهو انتخابات المجلس التأسيسي لأن هذه المسرحية كما أكد ذلك اليحياوي تطرح أحداثا وقضايا من التاريخ القريب كانت إحدى جهات البلاد مسرحا لها في الخمسينات من القرن التاسع عشر. من جهته برّر محدثنا غياب أعمال مسرحية من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة في موعد أكتوبر الثقافي القادم بأنه يعود إلى عدم جاهزية المشروع المسرحي الذي لا يزال بصدد التحضير لأرضيته التوثيقية لأنه عمل يوثق للأحداث المنجمية التي عرفتها الجهة في السنوات الأخيرة أو أحداث الرديف 2008 كما إرتآها المشتغلون على العمل من نواح موسيقية وإيقاعية لا تخلو من دقة وجمالية في الطرح والتصور والتوثيق في انتظار الشروع في تنفيذ مشاريع أعمال أخرى خلال الفترة القادمة وذلك بعد أن ضبطت الهيئة المديرة والفنية الجديدة بالمركز الخطوط العريضة للعمل والقطع مع سياسة الإدارة القديمة بنفس الهيكل في التعاطي مع الفعل والاختيار الثقافي.