!! مختار الطريفي ل"الأسبوعي" :"عفيف شلبي رفض قرارات وزارية تمكن الطرابلسية من احتكار توريد المحروقات من ليبيا" - "أفضل الموت على القبوع في قفص الاتهمام مع الطرابلسية" - هذا ما قاله عفيف شلبي وزير الصناعة السابق قبل اقدامه على محاولة الانتحار بتناوله لكمية زائدة من حبوب مهدئة للأعصاب وذلك على خلفية توريطه في قضية شركة "ستير" لتكرير النفط.. تلك الجملة قالها لأحد المقربين منه ثم حاول الانتحار ليلة الخميس المنقضي مفضلا أن يضع حدا لحياته على أن يجلس الى جانب «الطرابلسية» المورطين في هذه القضية رغم أنه حسب محاميه الأستاذ مختار الطريفي قد خالف قرارات وزارية صادق عليها الرئيس السابق لخدمة مصالح أصهاره. وقال محاميه في تصريح ل"الأسبوعي" لقد زج به في هذه القضية رغم أن قرار ختم البحث تضمن عديد الحقائق منها اعتراف منصف الطرابلسي بأن من حرمه من هذه الصفقة هو وزير الصناعة عفيف شلبي وبالتالي لا علاقة له بهذه القضية..». شوكة في الحلق! وحول حقيقة الوثيقة التي أصدرها عفيف شلبي أثناء اشرافه على وزارة الصناعة والتي يعارض فيها منح «الطرابلسية» رخصة توريد المحروقات مباشرة من ليبيا قال الاستاذ مختار الطريفي:« الوثيقة موجودة في ملف القضية، فقد كان الطرابلسية يريدون شراء المحروقات وتوريدها عن طريقهم من ليبيا إلا أن عفيف شلبي رفض هذه الطريقة معتبرا أن الطريقة الأسلم هي أن ينقل المصدر بضاعته الى موانئنا ويتحمل مسؤولية ذلك وبالتالي قطع الطريق على الطرابلسية الذين كانوا يريدون احتكار السوق الليبية المصدرة للمحروقات على أمل أن يحصلوا على قروض لشراء بواخر يتم عبرها التوريد مباشرة وحاولوا الحصول على عقود توريد طويلة الأمد وبتلك العقود يمكنهم شراء باخرة لكن وزير الصناعة كان ضد ذلك معتبرا أنه لضمان التزويد المنتظم للبلاد بالمحروقات لابد للمصدر أن ينقل بضاعته الى تونس ويتحمل مسؤولياته حسب ما هو معمول به لكن عفيف شلبي وجد نفسه متهما وبالتالي أقدم على تلك المحاولة لأنه أحس باحباط شديد فبعد أن عارض قرارات علوية يجد نفسه في نفس السلة مع الطرابلسية المورطين في هذه القضية وهو ما لم يقبله بالمرة وأدخله في حالة انهيار لانه فعلا مظلوم..». الاستحواذ على أهم الصفقات ورغم أن كل الاطراف المحيطة بالوزير السابق عفيف شلبي لها ثقة تامة في القضاء فهي لم تهضم ما حدث فقد أفادتنا مصادر مقربة منه تعمل بوزارة الصناعة أن الخميس المنقضي لم يكن عاديا في مقر الوزارة حيث عمّت كل الإطارات والعملة حالة من الوجوم والبهتة نظرا لمعرفتها بابن الوزارة طيلة 30 عاما وقال مصدر مسؤول إن أحد المديرين قدم استقالته ما إن علم بما حدث لوزير الصناعة السابق. وأبرز مصدرنا أيضا أن الضغوطات كبرت على الادارة ابتداء من 2006 وحصل الطرابلسية على أكبر ملفات التوريد الخاصة «بالفريب» والمواد البترولية والاسمنت والمحركات من أجل الكسب السريع دون تكاليف باستغلال نفوذ وتعليمات الرئيس السابق الذي أسدى تعليمات كتابية لتمكين أصهاره مما يريدون رغم أنف الادارة والمسؤولين ومن بين هذه الملفات ما تعلق بقضية الحال التي تعود في الأصل لوزارة النقل وهنا يقول الاستاذ مختار الطريفي «حتى المتضرر لم يتعرض لاسم عفيف شلبي..». وزيران لم يرفضهما الاتحاد وترى مصادر أخرى من داخل وزارة الصناعة أن عفيف شلبي قد يكون أقحم في هذه القضية من قبل البعض الذين تورطوا وثبتت عليهم التهمة عاملين بمنطق «علي وعلى أعدائي» خاصة أن عفيف شلبي والنوري الجويني فقط لم يعترض عليهما الاتحاد العام التونسي للشغل في حكومة الغنوشي لانهما لم ينتميا للتجمع «المنحل» ولم ترفضهما جل الاحزاب الوطنية بالنظر الى نظافة أيديهما وكذلك كفاءتيهما العالية.. ذات المصادر التي تتابع القضية وأخبار عفيف شلبي عن كثب أكدت أنه بحصر أملاكه تبين أن عفيف شلبي لا يملك عقارات ولا أرضا ولم يحصل على هدايا وعطايا من النظام البائد حيث لم يكن من الموالين «للتجمع» المنحل وقد فرضته في الوزارة كفاءته واستقلاليته عن العمل السياسي (حسب مصادر مختلفة من وزارة الصناعة(. وعلمنا في السياق ذاته أنه من المحتمل أن يتجند في الفترة المقبلة عدد من المحامين للدفاع عنه في المقابل قضى عفيف شلبي بقية الاسبوع المنقضي في المصحة تحت المراقبة، كما تم حصر الزيارة في أهله ومنع من استعمال الهاتف والجميع يطمئن عليه من خلال العائلة... عبد الوهاب الحاج علي