أبدى رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان إنبهارا كبيرا بسير العملية الإنتخابية بتونس التي رآها في مستوى وحجم الثورة التي قام بها الشعب التونسي. ولكن وبعد أن بدأت تتضح بوصلة نتائج عملية الإقتراع التي يبدو اتجاهها لصالح حركة النهضة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي برر نجاح هذا الحزب بالقول أنه لم يفاجأه بإستراتيجيته التي يتبعها منذ سنوات وعندما توفرت له الفرصة نفذها على الميدان وكسب الرهان، مضيفا أن فئة كبيرة من الشعب التونسي أرادت مكافأة الأحزاب التي اضطهدت وقيادتها في العهد السابق وعلى رأسها حركة النهضة التي تعتبر الحزب الأكثر تنظيما. وعن سؤال ما إذا كانت سيطرة حركة النهضة على المجلس التأسيسي وبالتالي على الحكم في تونس قد تعيد البلاد إلى الوراء حسب ما يخشاه البعض من التونسيين أجاب رئيس تحرير صحيفة القدس العربي بأنه لا يرى ذلك أبدا فالرابح الأكبر من الانتخابات هو الشعب التونسي الذي فجّر الثورة ، هذا الشعب الذي لن يتسامح مع أحد في المستقبل بوعيه وثقافته السياسية التي أعجب بها واكتشفها عبد الباري عطوان عن قرب من خلال تحركاته في تونس. ولئن تحدث رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عن تونس فإنه يراقب ربيع بقية الثورات العربية التي يراها ستصل إلى القدس لتكون إسرائيل الخاسر الأكبر في المنطقة العربية مؤكدا أن ترسانتها العسكرية لن تحميها أمام المد الثوري وهياج الشعوب العربية التي ما أن تنتهي من الإطاحة بأنظمتها فإنها ستتجه لإسرائيل لأنها الركن الأكبر في أجندا الشباب العربي الثائر ليحقق حلم الأجداد باسترجاع القدس عربية خالصة.