"إن القوى الديمقراطية وقوى الحداثة لم تحقق النتائج المرجوة.. ونقولها دون ادني شك هذه النتائج كانت بمثابة الدرس الذي سنستخلص منه العبر حتى نكون قادرين على خوض المعارك الانتخابية القادمة..." هذا ما أكده رياض بن فضل (منسق عام القطب الديمقراطي الحداثي) خلال الندوة الصحفية التي التئمت أمس بإحدى نزل العاصمة مشيرا في السياق ذاته إلى أن البعد الاجتماعي او الانغماس الاجتماعي في الفئات الاجتماعية من أهم نقاط الضعف التي واجهتها القوى الديمقراطية الحداثية. كما أشار بن فضل خلال هذا اللقاء إلى أن "النتائج النهائية لانتخابات التأسيسي لم تصل بعد غير أن الاتجاهات العامة واضحة حيث كشفت عن فوز لحركة النهضة. فتصويت الشعب التونسي ابرز حركة النهضة كقوة سياسية رغم التجاوزات الحاصلة في مسار العملية الانتخابية والتي سيتولى القضاء مهمة النظر فيها." وتطرق بن فضل في نفس السياق إلى أن حركة النهضة برزت كقوة أساسية ورئيسية في المجلس التأسيسي مع حزب المؤتمر من اجل الجمهورية فضلا عن بروز قوة جديدة وهي العريضة الشعبية وهو ما أفضى الى تساؤلات عديدة وكبيرة حول بروزها وماهية الماكينة الانتخابية التي وقفت وراءها وتساؤلات كبيرة ستكون كلمة القضاء الفيصل فيها. وأضاف أن"التساؤلات والنقاشات لا تزال قائمة حول مستقبل هذه القائمات (العريضة الشعبية) التي قانونيا خرقت أسس العملية الانتخابية عبر قناة تلفزية أجنبية (قناة المستقلة) فضلا عن تمويل غامض وتواجد ماكينة انتخابية تذكر بماكينة المنظومة الاستبدادية في العهد السابق". من جهة أخرى ذكر جنيدي عبد الجواد (الناطق الرسمي باسم القطب) خلال هذا اللقاء أن" بعض التقاليد المستعملة في العملية الانتخابية من ذلك الأشخاص الذين تعاملوا معها تذكر بالعهد السابق من ذلك التجمعيين الذين كرسوا جهودهم لفائدة حركة النهضة. وأضاف انه ورغم النتائج الهزيلة فان القطب يمثل القوة الصاعدة التي لا تعكس قوته أو مستقبله الذي سيحافظ عليه للدفاع عن مشروعه الحداثي والديمقراطي وقال" سنعمل على أن تكون جميع القوى وفية للمطالب والشعارات التي تتعلق بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية فمقتضيات المرحلة تتطلب صياغة دستور". ومن هذا المنطلق سيكون العمل من اجل الحفاظ على هذا المشروع من داخل المجلس على أن لا تتجاوز مرحلة صياغة الدستور السنة. وأضاف انه لا بد في هذه الفترة من تكوين حكومة انتقالية تتكون من كفاءات وطنية من خارج الأحزاب قادرة على الخروج بتونس من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش الذي تعاني منه. تجدر الإشارة إلى أن الندوة تطرقت إلى مسائل عديدة أبرزها تولى القائمين على اللقاء الإجابة عن عديد التساؤلات مؤكدين أن القطب ينادي بحكومة من خارج المجلس التأسيسي ومن خارج الأحزاب ولكن يبقى الهاجس المشترك بين جميع الفاعلين السياسيين هو الوفاق الوطني في هذه المرحلة الاستثنائية. اما في ما يخص الائتلاف مع حركة النهضة فقد ذكر الناطق الرسمي باسم القطب بان "برنامج القطب يختلف تماما في جوهره مع حركة النهضة وإلا لكنا في نفس الحزب".