نفى المدير العام للتلفزة التونسية السيد مختار الرصاع بشدة أن تكون هذه المؤسسة تابعة لأي نظام أو حكومة أو حزب سياسي بل شدد على أنها مرفق عمومي يستمد موارده من المواطن وتراهن في تقديم مادتها بدرجة أولى على هذا المشاهد وهو ما عمل على تكريسه في مستوى الممارسة الصحفية أو الإدارية منذ توليه الإشراف على إدارتها في نهاية شهر فيفري الماضي. كان ذلك خلال ندوة صحفية عقدت صباح أمس بمقر القناة، رافقتها طقوس لم تكن معهودة بهذه المؤسسة، وخصصت للحديث عما قامت به التلفزة التونسية في الفترة الانتقالية وتقديم أهم المحطات التي عرفتها المؤسسة إثر ثورة 14 جانفي وتسليط الأضواء على مواكبتها بقناتي 1و2 لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي إضافة إلى تقديم ملامح البرمجة الجديدة للقنوات التلفزية خلال نفس المناسبة. واستنكر المدير العام للقناة ما يتداوله البعض حسب وصفه حول تغليب التلفزة الوطنية بعض الأطياف السياسية والحزبية على غيرها وخدمتها لطرف دون آخر قائلا:» لم نُتهم رسميا من قبل أي هيكل أو هيئة رسمية وفق أدوات إثبات أننا غلبنا حزبا مقابل تهميش أو رفض ومنع حضور أحزاب أخرى من الحضور في المساحات التي خصصتها قناتي 1و2 للحوارات أو الملفات السياسية أو في غيرها من المساحات التي خصصتها في إطار الحملة الانتخابية. فمجموع المساحات الزمنية المخصصة للأحزاب خلال شهرسبتمبرالماضي بلغت 7790 دقيقة أي ما يعادل 129 ساعة و50 دقيقة بمشاركة 111حزبا حظي حزب التكتل بالنصيب الأوفر من الوقت يليه في المركز الثاني الحزب الديمقراطي التقدمي فحزب حركة النهضة الذي يأتي في مرحلة ثالثة من حيث حجم الظهور. أما ما ألاحظه في الآونة الأخيرة من اتهامات من قبل بعض رموز الأحزاب فأعتبرها اتهامات لا أساس لها من الصحة».
تغيير جذري في العمل شكلا ومضمونا
واعتبر الرصاع خلال هذه اللقاء أن التجاوب السريع من قبل عديد الأطراف العاملة في المؤسسة سهل مهمة تغييرالمادة التي تقدمها لتعيش على وقع شبكات برامجية تراعي خصوصية الظرفية التي عرفتها بلادنا خلال تلك الفترة الانتقالية التي عقبت الثورة لتقدم مواكبة لنسق الأحداث على نحو مكنها من الارتقاء بالمشهد السمعي البصري بما يتماشى مع الثورة التونسية بعد إدخال تحويرات هيكلية وتعزيزالطاقم البشري وفسح المجال أمام أسماء لها من الإمكانيات والطموح ما يؤهلها لتحقيق انتظارات كل تونسي في مشاهدة مادة تلفزية على قدر من الحرفية والمهنية وفي كنف الحياد والكلام للمدير العام للمؤسسة. وفيما يتعلق بالتقرير الصحفي لحمادي الغيداوي الذي تم تقديمه بالنشرة الرئيسية للأنباء بالقناة الوطنية الأولى والذي قوبل باحتجاج نسبة من المتلقين على أساس أنه تضمن رأيا شخصيا ورأى فيه البعض خروجا عن الحياد الذي من المفروض ان تلتزم به القناة الوطنية الموجهة لجميع المواطنين أوضح المدير العام للقناة أن إدارة المؤسسة ستعرض الصحفي إلى المساءلة خاصة أنه أحد أعضاء هيئة تحرير النشرة الرئيسية للأنباء المنتخبة من قبل الصحفيين. واعتبرت مفيدة حشاني رئيسة تحرير الأخبار من جهتها أن الغيداوي ليس وحده المسؤول على التقرير وإنما الخطأ جماعي يتحمل تبعاته كامل فريق قسم الأخبار بما في ذلك هيئة تحريرها وقالت أن هذا الخطأ جاء نتيجة ضغوط كبيرة وكذلك للإرهاق والنسق الماراطوني للعمل المتواصل.
خارطة إعلامية جديدة
من جهة أخرى كشف مختار الرصاع عن الخطوط العريضة للبرامج الجديدة التي ستنطلق الوطنية 1 في تقديمها في شبكتها الجديدة ومن بينها «حديث الساعة» الذي يقدمه الياس الغربي و»مسارات « لفرج شوشان و»جمعيات بلادي» الذي يخصص للحديث عن هياكل ومؤسسات تعنى بالمجتمع المدني داخل الجمهورية. إضافة إلى ما أورده من برامج اجتماعية تكون وفق تصور جديد مختلف عما هو متداول في وسائل اعلامنا في السنوات الاخيرة. واستحسن أغلب الحاضرين في الندوة ما أقدمت عليه إدارة المؤسسة بإطلاق أسماء بعض رموز الإعلام الذين أعطوا الكثير للتلفزة التونسية على بعض الاستوديوهات على غرار تحويل استوديو 900 إلى ستوديو نجيب الخطاب وآخر باسم حمادي الجزيري. ووعد الرصاع بتقديم مادة إعلامية واخبارية تكون في مستوى ما حققه الشعب التونسي بفضل الثورة. وتجدر الإشارة إلى القناة الرياضية التي ستنطلق قريبا في البث وفق ما أعلنه المدير العام للتلفزة الوطنية أما الوطنية الأولى فستركز مسقبلا على الترويج الجيد لصورة البلاد.