يعود الفنان الفاضل الجزيري بعد غياب سنوات، بعمل فني مستوحى من الأحداث الأخيرة التي عاشتها بلادنا خلال وإثر ثورة 14 جانفي، وكعادته يقرأ الجزيري التاريخ بأسلوبه الخاص ويجيب عن أسئلة راهنة بأدوات فنية ركيزتها نص عز الدين المدني «ثورة صاحب الحمار». و«ثورة صاحب الحمار» هي عمل مسرحي ملحمي تحكمه تراجيديا الأحداث التي تؤججها انتفاضة سيدي بوزيد وموت محمد البوعزيزي الشاب الذي انطلقت الشرارة الأولى للثورة الشعبية بعد حركة منه ليغوص في خصوصية بلاد افريقية والثورات التي عرفتها في تاريخها وأولها محاولة مخلد بن كداد الملقب بصاحب الحمار الانقلاب على عاصمة الفاطميين المهدية حيث حارب الخليفة محمد القائم بأمر الله طيلة ثلاثة عشر عاما دفاعا عن حقوق الفلاحين من البرابرة وتنتهي به الحياة معلقا على أبواب المهدية بعد حرب غطاؤها الدين ونتائجها خراب ودمار اقتصاد الدولة. ويؤمن عمل الجزيري المسرحي مجموعة من شباب المسرح وهواة الفن مع حضور واضح لعدد من المسرحيين الكبار أبرزهم الفنان محمد كوكة. ولئن تكتم الجزيري عن تفصيل عمله المتوقع برمجته في افتتاح أيام قرطاج المسرحية المزمع تنظيمها من 6 إلى 12 جانفي القادم إلا أن ضخامة هذا الإنتاج وكثافة ساعات تمارينه وحضور التقنيات السينمائية في لغة الخطاب المسرحي للجزيري توحي بأن هذا العمل لن يتنازل عن سهرة الافتتاح وهو موعد أكدته مصادرنا المطلعة بخبايا إدارة الدورة الخامسة عشرة من أيام قرطاج المسرحية. وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل المسرحي الجديد للفاضل الجزيري مصدر نقاش خاصة لدى المسرحيين الشبان حيث يعتبر عدد من بينهم أن كبار المسرحيين في البلاد مازالوا يتمتعون بالحظ الأوفر من الدعم من السلط الثقافية المعنية وهم يعتقدون في بعض الأحيان بأن ذلك قد يتم على حسابهم وعلى حساب توقعاتهم بأن الثورة الشعبية قد تأتي بالجديد وخاصة لصالحهم.