مدنين (وات) اكتسبت جزيرة جربة تقاليد سياحية كبرى استلهمتها من تضافر عدة معطيات مناخية وطبيعية وثقافية واقتصادية توفرت بها وجعلتها تصنف بشهادات اجنبية كاول وجهة سياحية صاعدة في العالم لسنة 2008. وكان دليل الاسفار الامريكي «تريب ادفيزور» ذو الصيت الواسع في عالم الاسفار قد صنف مؤخرا هذه الجزيرة كافضل وجهة سياحية. وحسب هذا الدليل الذي يعد المقياس الحقيقي للوجهات السياحية المحبذة في العالم فان السياح سيقبلون خلال السنة القادمة في المقام الاول على المحطات التي تحترم قواعد النظافة وتحافظ على البيئة. واستنادا الى توفر هذين العاملين تم اختيار جزيرة جربة «سيرت الصغرى» كوجهة اولى وصاعدة في العالم لا سيما انها مشهورة بمناخها الدافىء وبشمسها ومحيطها الطبيعي الجذاب. ويلي جزيرة جربة في الترتيب مواقع سياحية بكل من مصر وتايلندا والهند وايطاليا والمغرب وفرنسا والصين ومونتنيغرو. ويبرز هذا الاعتراف الدولي بشكل جلي التوجهات الجديدة في عالم الاسفار والتي يتعين على اصحاب الفنادق التونسيين اخذها بعين الاعتبار وتثمينها في اطار تجسيم استراتيجيات تاهيل الوحدات الفندقية. وتعزز هذه الشهادة مكانة القطاع السياحي بهذه الجزيرة وبتونس عموما اذ تضفي عليها اشعاعا اكثر وثقة اكبر من ناحية كما تحمل المهنيين وكل المتدخلين في القطاع السياحي من ناحية اخرى المسؤولية للمحافظة على هذا المستوى الثمين وتعزيز صورة جزيرة الاحلام. وجاء هذا التصنيف نتيجة لما تتميز به جزيرة جربة من مناخ معتدل طيلة السنة لتسمى جزيرة الفصل الخامس ولطبيعتها النقية برا وبحرا وعدم وجود عوامل التلوث بها ومعمارها الطريف ومشاهدها الخلابة. وتمثل جزيرة جربة الى جانب ذلك ارض التسامح وتعايش الديانات الثلاثة في ظل الامن والطمانينة متجذرة في عاداتها وتقاليدها الثرية والعريقة ومحافظة عليها وعلى رصيد ارثها الثقافي والحضاري الخصب. وفسحت كل هذه المعطيات المجال واسعا امام المستثمرين واصحاب المبادرات للاستثمار في القطاع السياحي واقتحام عدة مجالات فيه مستفيدين من توفر بنية اساسية متطورة بالجزيرة ومن موقعها الاستراتيجي بمطارها الدولي وانفتاحها على الجنوب الصحراوي ومن المناخ المناسب للاستثمار وكافة الحوافز والامتيازات الممنوحة. وتوفر بفضل هذا التمشي منتوج سياحي متنوع وثري ومتكامل يستجيب لكل انماط السياح ويمتد على كامل السنة واستطاع ان يجابه المنافسة العالمية وان ينحت لجزيرة جربة موقعا متميزا على الساحة الدولية بخصوصيات فريدة اذ اصبحت هذه الجزيرة تعد بمفردها 112 وحدة سياحية من فئات مختلفة و16 مطعما و60 وكالة اسفار و33 مركز تنشيط و15 مركزا للمعالجة بمياه البحر موفرة جميعها خدمات راقية. كما ساهمت هذه المقاربة في تحقيق مؤشرات سياحية هامة بجزيرة جربة حيث بلغ عدد المتوافدين عليها منذ مطلع السنة حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي مليون و100 ألف و593 سائحا اي بزيادة 2 فاصل 40 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وقضوا 7 ملايين و695 ألف و589 ليلة في حين بلغت نسبة الايواء 69 فاصل 16 بالمائة. ومما لا شك فيه ان تميز جربة سيكون له الاثر الايجابي على تنافسية وجهة تونس السياحية نظرا لتموقعها الجيد والذي من شانه ان يستقطب السياح الحريصين اكثر فاكثر على صحتهم والمتشددين في ما يتعلق بجودة البيئة كما تبدو آفاق الاستثمار السياحي واعدة بهذه الجزيرة وخاصة منها السياحة البيئية وسياحة المؤتمرات والسياحة الثقافية.