حفل الاستقبال الذي نظم امس بدار الضيافة بقرطاج من قبل الرئيس فؤاد المبزع بحضور الوزير الاول الباجي قائد السبسي وحمادي الجبالي المرشح لرئاسة الحكومة القادمة ومرشحي الاحزاب الفائزة في الانتخابات للحكومة الجديدة كان تاريخيا بكل ما في المعنى من كلمة.. الاحتفال اختلف عن سابقيه شكلا ومضمونا ومن حيث صبغته السياسية.. لانه لم يقترن بخطاب سياسي.. لكنه كان مهما جدا واستثنائيا على كل المستويات.. الموكب الذي دام ساعات جمع لاول مرة رموز الدولة من القيادة العليا للجيش الوطني ولقوات الامن الى الحكومة وطاقم رئاسة الجمهورية والوزارة الاولى بزعامات " المعارضة الراديكالية " السابقة مثل قيادات احزاب النهضة والديمقراطي التقدمي والمؤتمر من اجل الجمهورية و"التكتل".. الى جانب شخصيات ثقافية واعلامية ومالية وسياسية وطنية مستقلة من الحجم الكبير ترمز الى حقبات عديدة من تاريخ تونس.. مثل الحاضرون اجيالا من رجالات الدولة والمجتمع المدني من مصطفى الفيلالي الى عياض بن عاشور وعبد الفتاح مورو وحمودة بن سلامة وتوفيق بودربالة وكمال العبيدي.. كان حفل الاستقبال بمناسبة تهاني عيد الاضحى فرصة ليتحاور زعماء الاحزاب الفائزة في الانتخابات بالمراتب الاولى بنظرائهم " الذين لم يسعفهم الحظ "وبمرشحين لم يفوزوا وبالوزراء الحاليين وعدد من مستشاري الوزير الاول ورئيس الجمهورية الانتقالي ومسؤولين حاليين وسابقين في الدولة.. مرة أخرى توفرت لعشرات من ساسة تونس ومثقفيها واعلامييها فرصة للحوار التلقائي و"الدردشة " حول مستقبل تونس.. بعقلية تميز بين" منطق المعارضة" و"منطق الدولة".. بين" منطق السجين او اللاجئ السياسي" ومنطق المرشح لان يعالج الملفات الاقتصادية والاجتماعية الملحة التي تهم الشعب عامة والشباب خاصة.. تونس في حاجة الى حوارات مباشرة بين كل ساستها بمختلف تياراتهم حول سبل تجسيم طموحات الشعب الذي انجز الثورة وكان وراء انجاح انتخابات 23 اكتوبر.. وعلى راسها رفع تحديات البطالة والفقر والمديونية.. وعسى أن" تطير السكرة " قريبا ويبدا جميع السياسيين في معالجة مشاكل تونس الحقيقية.. وعلى راسها معضلة الديون ومشاكل عجز الميزانية..