تعهد الامين العام لحزب النهضة أمام مئات من رجال الاعمال جلهم من قطاع السياحة والصناعات التلقيدية بان تعمل الحكومة الائتلافية القادمة على انجاح المسار الانتقالي الديمقراطي واعتبر ان "الذين يراهنون على اجهاض مشروع حكومة اتلاف وطني، تكون النهضة طرفا فاعلا فيه، يفكرون في اجهاض مسار الانتقال الديمقراطي ككل وهو ما لن يتحقق لان الشعب التونسي الذي انجح ثورته وانتخاباته قادر على انجاح تجربة التعددية الاولى". واورد الجبالي انه تمنى لوبقي حزبه في المعارضه الى ان يعيد بناء مؤسساته التي تضررت كثيرا بسبب عقدين من القمع. اما وقد انتخبه الشعب فانه سيدعم خيار الوفاق والمصالحة الوطنية وسينبذ كل سيناريوهات الاقصاء بما في ذلك بالنسبة لرجال الاعمال والشخصيات السياسية التي كان لها دور وطني قبل الثورة. واعلن الجبالي ردا على تساؤلات عدد من رجال الاعمال والمستثمرين كان من بينهم قيادات جامعة النزل وجامعة وكالات الاسفار وشخصيات حالية وسابقة في اتحاد الصناعة والتجارة كان من ابرزهم في الصفوف الاولى الهادي الجيلاني رجل الاعمال والرئيس السابق للاتحاد (الذي قدم مؤخرا "اعتذارا للشعب التونسي " في موقعه على الشبكة الاجتماعية وسبق ان انصفته المحكمة وفندت اتهامات مالية وجهت اليه في احدي القضايا). كما كان من بين المشاركين في الحوار الاقتصادي وزير السياحة السابق ورجل الاعمال التيجاني حداد وممثل وكالات التونسيين في فرنسا ومهرجان " الغريبة " السياحي بجربة روني الطرابلسي (نجل بيرز الطرابلسي) الذي حيا باسم " اليهود الديمقراطيين فوز حزب النهضة وبرنامجها الاقتصادي" وتعهد بان يعمل يهود تونس داخل البلاد وفي اوربا في دعم السياحة والاقتصاد التونسيين. وقد رحب الجبالي بقوة بتصريحات ممثل رجال الاعمال التونسيين اليهود واورد ان " الاسلام يحترم كل الديانات ويعتبر ان ايمان من لا يحترم بقية المؤمنين بالاديان السماوية منقوص".
إفلاس وحيرة
عدد من رجال الاعمال اعربوا بالمناسبة عن حيرتهم وتخوفاتهم بسبب تراكم ديونهم وصعوباتهم الاقتصادية وعجزهم عن الايفاء بتعهداتهم المالية وعن تحريك عجلة الاقتصاد والالتزام بتسديد فواتيرهم للصناديق الاجتماعية والبنوك والمصالح الجبائية. كما كشفت بعض المتدخلات والمتدخلين تخوفات على مستقبل الاوضاع الاقتصادية والمالية في البلاد بعد" بروز مؤشرات اقتصادية سلبية كثيرة وتعاقب سلوكيات عديدة تنبئ باحتمال نيل حكومة " النهضة " من الحريات الفردية ومن حرية اللباس وشرب الكحول واحتمال النيل من حق التونسيين والتونسيات في السباحة في الشواطئ وارتداء ملابس صيفية قصيرة.. إلخ. وتساءل عدد من رجال الاعمال والخبراء الاقتصاديين ان كان لحزب النهضة خطة واضحة للرد على الدعايات التي صدرت مؤخرا ضد تونس وضد الاسلام السياسي التونسي في وسائل اعلام ومواقع وكالات اسفار اوربية (وخاصة منها الالمانية) بما قد يزيد من خطورة تراكم المشاكل الاقتصادية لقطاع السياحة والبلاد ككل ومن عدد الشركات التي تشكو عجزا او افلاسا لا سيما في ولايات الساحل وفي طبرقة وفي المنطقة السياحية جربة جرجيس.
النهضة والسياحة
لكن اجابات السيد حمادي الجبالي مرشح حزب النهضة لرئاسة الحكومة كانت قطعية. فقد اكدت على ان قيادات حزب النهضة وشركاءها في الحكومة القادمة لن تمنع الكحول وستحترم الصبغة الاستراتيجية لقطاع السياحة والصناعات التقليدية الذي يوفر مباشرة وغير مباشرة حوالي مليون موطن شغل. واطنب الجبالي في تفسير احترام قيادة النهضة للحريات الفردية والعامة بما في ذلك الحق في ارتداء اللباس القصير وشرب الكحول وتوفير اكلات ومشروبات للسياح تتلاءم وطلباتهم وتقاليدهم. واعلن الجبالي ان حزبه يعتزم ان تعمل الحكومة القادمة التي من المقرر ان يراسها على دعم القطاع السياحي وتنويع منتوجه ومضاعفة عدد السياح الذين يزورون تونس وليس العكس. وتعهد بان تعمل حكومته وحزب النهضة خلال المرحلة الانتقالية الجديدة التي تمر بها البلاد على " إعطاء الاولوية لملف صياغة الدستور والقوانين الانتقالية التي ستضمن الحريات وحقوق الانسان وحقوق المراة قولا وفعلا، مع تنظيم استشارات وطنية مع رجال الاعمال والمثقفين والنخب والكفاءات من كل التيارات دون استثناء حول كل الملفات الحساسة التي ينتظر المواطن الشروع في معالجتها الان تمهيدا لمتابعتها من قبل الحكومة التي ستقود البلاد بعد الانتخابات القادمة ".
مشكل إعلام واتصال
لكن ماذا عن الاتهامات الموجهة الى عناصر متدينة ("سلفية "؟) بالاعتداء على حريات النساء وخاصة على استاذة ارتدت ملابس قصيرة في احدى الجامعات وعلى قاعة سينما افريكا ثم على قناة تلفزية بثت " كارتون " لم يرق لهم. الجبالي انتقد كل " الاستفزازات والاعتداءات على الحريات مهما كان حجمها وخاصة اذا كان من يقوم بها يبرر عمله بمنطلقات دينية. " واعتبر الجبالي ان " حزب النهضة ضد كل تلك الاستفزازات والاعتداءات على الحريات، ويعارضها بقوة اكبر عندما تنسب الاعمال العنف اللفظي والمادي الى الاسلام. وقد سبق لحزب النهضة ان اعلن مرارا عن ذلك لكن لديه مشكل نقص تواصل مع وسائل الاعلام والاتصال الوطنية والعالمية وهو ما جعل بعضها تشن حملات ضد حزب النهضة ومناضليه بسبب حوادث ندد بها وانتقدها وتبرا منها". الحوار شمل كذلك تساؤلات عن عدد من الملفات السياسية والاقتصادية والمشاكل المالية والتنموية التي تشكو منها عدة قطاعات وجهات فاعلن الجبالي ان حزبه سيعمل على متابعتها ميدانيا حالة بحالة مع المختصين وممثلي الجهات والقطاعات بمحتلف تياراتهم وانتماءاتهم " لان تونس في حاجة الى كل كفاءاتها لبناء مستقبل افضل ومعالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتراكمة".