منوبة: حجز طُنّيْن من الفواكه الجافة غير صالحة للاستهلاك    جندوبة: حجز أطنان من القمح والشعير العلفي ومواد أخرى غذائية في مخزن عشوائي    بنزرت: القبض على تكفيري مفتش عنه ومحكوم ب8 سنوات سجنا    تونس تصدر موقفا بخصوص فشل مجلس الامن الدولي في اقرار عضوية دولة فلسطين الكاملة    ابداع في الامتحانات مقابل حوادث مروعة في الطرقات.. «الباك سبور» يثير الجدل    قبل الهجوم الصهيوني الوشيك ...رفح تناشد العالم منعا للمذبحة    أخبار الترجي الرياضي .. أفضلية ترجية وخطة متوازنة    وزير الشباب والرياضة: نحو منح الشباب المُتطوع 'بطاقة المتطوع'    بعد القبض على 3 قيادات في 24 ساعة وحجز أحزمة ناسفة ..«الدواعش» خطّطوا لتفجيرات في تونس    رئيس الجمهورية يشرف على افتتاح الدورة 38 لمعرض تونس الدولي للكتاب    انطلاق الموسم السياحي بتونس.. «معا للفنّ المعاصر» في دورته السادسة    الجم...الأيّام الرّومانيّة تيسدروس في نسختها السابعة.. إحياء لذاكرة الألعاب الأولمبيّة القديمة    القصرين..سيتخصّص في أدوية «السرطان» والأمراض المستعصية.. نحو إحداث مركز لتوزيع الأدوية الخصوصيّة    بكل هدوء …الي السيد عبد العزيز المخلوفي رئيس النادي الصفاقسي    هزيمة تؤكّد المشاكل الفنيّة والنفسيّة التي يعيشها النادي الصفاقسي    توقيع مذكرة تفاهم بين تونس و 'الكيبيك' في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية    تعاون تونسي أمريكي في قطاع النسيج والملابس    عاجل/ محاولة تلميذ الاعتداء على أستاذه: مندوب التربية بالقيروان يكشف تفاصيلا جديدة    معرض تونس الدولي للكتاب يعلن عن المتوجين    ماذا في اجتماع وزيرة الصناعة بوفد عن الشركة الصينية الناشطة في مجال إنتاج الفسفاط؟    عاجل/ هذا ما تقرّر بخصوص زيارة الغريبة لهذا العام    المعهد الثانوي بدوز: الاتحاد الجهوي للشغل بقبلي يطلق صيحة فزع    عاجل/ تعيين مديرتين عامتين على رأس معهد باستور وديوان المياه    الوضع الصحي للفنان ''الهادي بن عمر'' محل متابعة من القنصلية العامة لتونس بمرسليا    حالة الطقس خلال نهاية الأسبوع    النادي البنزرتي وقوافل قفصة يتأهلان إلى الدور الثمن النهائي لكاس تونس    لجنة التشريع العام تستمع الى ممثلين عن وزارة الصحة    سيدي بوزيد: وفاة شخص واصابة 5 آخرين في حادث مرور    انطلاق معرض نابل الدولي في دورته 61    مضاعفا سيولته مرتين: البنك العربي لتونس يطور ناتجه البنكي الى 357 مليون دينار    تخصيص 12 مليون م3 من المياه للري التكميلي ل38 ألف هكتار من مساحات الزراعات الكبرى    عاجل/ كشف هوية الرجل الذي هدّد بتفجير القنصلية الايرانية في باريس    عاجل/ انتخاب عماد الدربالي رئيسا لمجلس الجهات والأقاليم    الصالون الدولي للفلاحة البيولوجية: 100 عارض وورشات عمل حول واقع الفلاحة البيولوجية في تونس والعالم    وزارة التربية تقرر إرجاع المبالغ المقتطعة من أجور أساتذة على خلفية هذا الاحتجاج ّ    برنامج الجلسة العامة الافتتاحية للمجلس الوطني للجهات والأقاليم    كأس تونس لكرة السلة: البرنامج الكامل لمواجهات الدور ربع النهائي    انزلاق حافلة سياحية في برج السدرية: التفاصيل    نقابة الثانوي: وزيرة التربية تعهدت بإنتداب الأساتذة النواب.    تواصل حملات التلقيح ضد الامراض الحيوانية إلى غاية ماي 2024 بغاية تلقيح 70 بالمائة من القطيع الوطني    بطولة برشلونة للتنس: اليوناني تسيتسيباس يتأهل للدور ربع النهائي    عاجل/ بعد تأكيد اسرائيل استهدافها أصفهان: هكذا ردت لايران..    وفاة الفنان المصري صلاح السعدني    توزر: ضبط مروج مخدرات من ذوي السوابق العدلية    عاجل: زلزال يضرب تركيا    كلوب : الخروج من الدوري الأوروبي يمكن أن يفيد ليفربول محليا    انتشار حالات الإسهال وأوجاع المعدة.. .الإدارة الجهوية للصحة بمدنين توضح    القيروان: هذا ما جاء في إعترافات التلميذ الذي حاول طعن أستاذه    المنستير: ضبط شخص عمد إلى زراعة '' الماريخوانا '' للاتجار فيها    خطبة الجمعة..الإسلام دين الرحمة والسماحة.. خيركم خيركم لأهله !    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    منبر الجمعة .. الطفولة في الإسلام    ضروري ان نكسر حلقة العنف والكره…الفة يوسف    وزير الصحة يشدّد على ضرورة التسريع في تركيز الوكالة الوطنية للصحة العموميّة    شاهدت رئيس الجمهورية…يضحك    حيرة الاصحاب من دعوات معرض الكتاب    غادة عبد الرازق: شقيقي كان سببا في وفاة والدي    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 9 أشهر من الثورة.. تونس إلى أين؟
ملفات «الصباح»
نشر في الصباح يوم 20 - 09 - 2011

إلى أين تسير تونس بعد 9 أشهر ونيف عن ثورة 14 جانفي وقبيل أسابيع عن أول انتخابات تعددية من المقرر أن تنظم يوم 23 أكتوبر القادم؟ ماهي حجم التحديات التي تواجه البلاد والنخب قبل 10 أيام عن موعد انطلاق الحملة الانتخابية الرسمية التي يشارك فيها لاول مرة ممثلون عن مئات القائمات المستقلة وعن عشرات الاحزاب القانونية وعن 4 ائتلافات انتخابية وطنية؟ لفتح الحوار حول هذه الاشكالات وغيرها كانت لنا لقاءات مع شخصيات من مواقع مختلفة.
ملف من إعداد: كمال بن يونس


د. رضوان المصمودي رئيس مركز الإسلام والديمقراطية
أزمة الثقة بين العلمانيين والإسلاميين وراء هيمنة أنظمة الاستبداد والفساد

نقاط استفهام يثيرها الساسة والمثقفون الاعلاميون التونسيون منذ مدة على كل الشخصيات السياسية والثقافية وكل من يحاول أن يبرز على الساحة.. مع "التفنن" في نشر الاشاعات والاتهامات الخطيرة.. بما في ذلك النيل من الأعراض ومحاولة تقزيم كل من يحاول أن يساهم في الحياة العامة ويخرج عن موقع المتفرج في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها تونس. من بين هؤلاء الشخصيات التي تسمع حولها تقييمات متباينة منذ ثورة 14 جانفي الدكتور رضوان المصمودي رئيس جمعية "مركز الإسلام والديمقراطية" التي تاسست بتونس بعد الثورة امتدادا لمركز اسسه مع مجموعة من النشطاء والخبراء في واشنطن قبل 12 عاما.. في هذا الحوار حديث صريح مع الدكتور رضوان المصمودي حول بعض "نقاط الاستفهام" هذه:

يتساءل البعض عن سرّ عودتك الى تونس على غرارعدد كبير من الشخصيات الثقافية والسياسية التي نجحت اقتصاديا وسياسيا في المهجر -وخاصة في الولايات المتحدة واوروبا وكندا- وعن سر اصراركم على المشاركة في الحياة العامة والانتخابات القادمة؟

شخصيا عدت الى تونس بعد الثورة مباشرة للمساهمة في انجاح الانتقال الديمقراطي.. ولم أكن ممنوعا من دخول تونس لذلك كنت أتردد عليها كل عام منذ سنة 2000..
آمنت شخصيا بان من واجبي وواجب كل الديمقراطيين العمل على انجاح المهام التي قامت من اجلها الثورة وعلى راسها الاصلاح السياسي والديمقراطية.. اعتبرت أن الثورة فرصة تاريخية اتيحت للشعب التونسي لبناء نظام ديمقراطي متقدم ومزدهر يكون نموذجا للدول العربية والاسلامية فيما يتعلق بالجمع بين قيم الحداثة والمعاصرة بين الهوية العربية الاسلامية والقيم الديمقراطية الكونية.
عدت الى تونس رغم موقعي المريح في واشنطن لاني آمنت انه علينا ألا نضيع هذه الفرصة وان يقوم كل تونسي بما يستطيع من جهد لانجاح خيار الاصلاح وتجسيم الاحلام التي تراود النشطاء الحقوقيين والديمقراطيين منذ عقود، وقد راودتني مع مئات من الاصدقاء حيث أسسنا معا (قبل 13 عاما ) مركز الاسلام والديمقراطية في واشنطن كجمعية غير حكومية..
نحن تجمع اكاديميين امريكيين وعرب ومسلمين للبرهنة على حاجة دولنا العربية والاسلامية الى الديمقراطية المعاصرة، والى انه لا تناقض بينها وبين قيم الاسلام.

نحن مستقلون عن الحكومة الأمريكية

هل هذا المركز الذي أسستموه في واشنطن، ثم الجمعية التي أسستموها في تونس بعد الثورة تحت نفس الاسم، تابعان للحكومة الأمريكية أم لا؟

مركز الاسلام والديمقراطية في واشنطن مؤسسة دراسات مستقلة عن الحكومة الامريكية وتنتمي الى المجتمع المدني.. وهو مركز غير ربحي مستقل عن كل الحكومات والمؤسسات الربحية.. أسسنا هذا المركز للتاثير على السياسة الخارجية الامريكة خدمة للشعوب العربية والاسلامية وللحريات حتى ينحازوا اليها وليس الى الانظمة الطاغية والمستبدة والتي ستزول لا محالة، مثلما سقطت الانظمة المستبدة في تونس ومصر وليبيا.
هدفنا الثاني هو دعم الديمقراطية والديمقراطيين في العالم العربي والاسلامي وقد نظمنا ندوات وورشات تكوينية ل8 الاف ناشط في العالم العربي حول المواطنة..

على هامش جولة رجب الطيب أردوغان في منطقتنا وتصريحاته في كل من تونس وليبيا ومصرهل تعتبرون المثال التركي نموذجا لتكريس الديمقراطية الغربية في الدول الاسلامية والعربية؟

التجربة التركية نمودج جيد للاصلاح الديمقراطي.. احزا ب المعارضة والحركات السياسية الاسلامية تعمل منذ عشرات السنين ولم يكن لها نموذج ديمقراطي عملي.. جاءت الثورة الايرانية قدمت نموذجا اعجب به المسلمون لانها وعدت في البداية بان تكون ديمقراطية.. لكن بعد 30 عاما كشف تقييم التجربة عن العدديد من نقائصها وثغراتها وفشلها..
ومنذ سنوات جاء النموذج التركي ليقدم نموذجا ناجحا سياسيا واقتصاديا لان تركيا جمعت بين قيم الاسلام والحداثة.. بين احترام الحريات والديمقراطية الكونية.. الى جانب نجاحات تركيا التنموية والاقتصادية.. وعلى الشعوب العربية كلها أن تستفيد من هذا النموذج أو المثال..
لاول مرة في التاريخ الاسلامي الحديث برزت امكانية وجود دولة معاصرة تحترم م الاسلام والقيم الديمقراطية والحداثة..

تونس ونموذج تركيا

هل تقصدون أن تونس مدعوة إلى أن تستفيد من النموذج التركي بعد انتخابات 23 أكتوبر؟

بالفعل يجب ان تستفيد تونس من النموذج التركي وان تقدم اضافات إليه بحكم ثراء خبرات الكفاءات والشخصيات التونسية من مختلف التيارات والمدارس.
تونس مرشحة اكثر من غيرها لانجاح التعددية والديمقراطية الكونية المعاصرة لعدة أسباب من بينها انتشار القراءات المعتدلة للاسلام داخلها. لقد زرت شخصيا كل الدول العربية مرات خلال الاعوام العشرة الماضية وتاكدت أن تونس مرشحة لان تقدم نموذجا من عمق الثقافة العربية والوطنية يكون له اشعاع عربي قد ينافس النموذج التركي عربيا واسلاميا..
تونس قادرة على تقديم نموذج للمصالحة بين الاسلاميين والعلمانيين في الوطن العربي.. لأن من اهم اسباب تاخر الديمقراطية عربيا الخوف المتبادل بين الاسلاميين والعلمانيين.. وكانت الانظمة الفاسدة والدكتاتورية تغذي دوما تلك المخاوف لتستفيد منها.
منذ سنوات بادرنا في مركز الاسلام والديمقراطية ثم عبر شبكة الديمقراطيين العرب التي أسسناها في الاردن ثم في المغرب قبل 7 أعوام، الجمع بين علمانيين وليبيراليين ويساريين واسلاميين معتدلين ووفرنا فرصا للحوار بينهم وتحديد نقاط الالتقاء والخلاف..
واكتشفنا ان نقاط الالتقاء أكثرمن نقاط الخلاف.. ومن ابرزها الحاجة إلى الاصلاح السياسي والاقتصادي وتقديم المصلحة العليا للوطن على الحسابات الشخصية والحزبية والايديولوجية..
في هذا السياق جاءت شبكة الديمقراطيين العرب التي تأسست في 2004 بالعاصمة الاردنية ثم المؤتمر الاول في 2005 في المغرب واجتماع واشنطن في 2007 على هامش المؤتمرالعلمي السنوي لمركزالاسلام والديمقراطية ثم شاركنا في مؤتمر قطر المؤتمر الدولي للديمقراطية في 2008.. وقد عملت الشبكة على تقريب وجهات النظر من اجل انجاح المسار الديمقراطي.. وفي اكتوبر 2010 أصدرنا نداء الدار البيضاء -قبل الثورة التونسية والثورات العربية بشهرين- وقعه 2400 امضاء للدعوة إلى الديمقراطية والاصلاح الشامل.

تخوفات من فوز الإسلاميين

لكن هناك في تونس وفي كامل المنطقة من يتخوف كثيرا من سيناريو فوز الإسلاميين بالأغلبية؟

هذا التخوف موجود في الاتجاهين: العلمانيون متخوفون من فوز الاسلاميين والاسلاميون متخوفون من العلمانيين.. والتخوف تغذيه القوى المناوئة للاصلاح والديمقراطية..
ان الديمقراطية لن تنجح في صورة تبرير الاقصاءات.. لن تنجح اذا اقصي العلمانيون ولن تنجح أيضا إذا تواصلت سياسات اقصاء الاسلاميين.. لان الحركات السياسية الاسلامية ليست جميعا متطرفة.. وأعتقد أن بعضها -مثل حركة النهضة التونسية وحزب العدالة والتنمية المغربي- معتدلة ويمكن للغرب ان يقيم علاقات جيدة معها.. على غرار ما حصل بين الولايات المتحدة والعواصم الغربية مع حزب العدالة والتنمية التركي ومع حكومة انقرة التي حافظت على العلاقات المميزة مع الغرب.. لا نريد صراعا مع الدول الغربية ولا مع الولايات المتحدة رغم انتقاداتنا لبعض سياسات زعاماتها.. نتعاون معها دون ان نتفق على كل النقاط.. ستفرقنا بعض المواقف والمصالح لكن الاختلافات تسوّى بالطرق الديبلوماسية..
من ايجابيات نموذج تركيا وثورات "الربيع العربي" اصلاح العلاقات بين امريكا والعالم الاسلامي وتحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب التي تدهورت خاصة بعد 11 سبتمبر.. ومن ايجابيات مبادرة المستقلين مع مورو وبن سلامة والجورشي والكعبي وغيرهم بناء جسور حوار بين الاسلاميين والعلمانيين..

لماذا تركت امريكا وجئت لتترشح للانتخابات في تونس ضمن ائتلاف انتخابي يتزعمه المحامي عبد الفتاح مورو القيادي السابق في حركة النهضة وهو ائتلاف اعتبره البعض أكبر منافس لمرشحيها في انتخابات 23 اكتوبر؟

قائمات الائتلاف الديمقراطي المستقل التي يتزعمها الاستاذ عبد الفتاح مورو جاءت تتويجا لجهود تهدف إلى إخراج البلا د من مأزق التوتر والتشنج بين اللائكيين والاسلاميين وهو تشنج في غير محله.. رغم اختلافاتنا اعتبرنا أن النقاط التي توحدنا اكثر مما تفرقنا، من اجل مصلحة تونس وبناء اول نموذج عربي ديمقراطي ومؤسسات ديمقراطية.. كما اعتبرنا أن المستقلين والشخصيات المستقلة يمكنها ان تلعب دورا مهما بعيدا عن الانتماء الحزبي لانجاح الانتقال الديمقراطي..
قمنا بمبادرة اصدار "بيان المستقلين" مطلع جويلية بدعم أكثر من 500 شخصية ثم قررنا تكوين ائتلاف انتخابي مفتوح للمستقلين الليبيراليين والاسلاميين والعلمانيين ولنشطاء الاحزاب الذين يؤمنون بالديمقراطية وباحترام هوية تونس العربية الاسلامية.. وقد دعمت هذه المبادرة شخصيات وطنية من الحجم الكبير مثل الاساتذة عبد الفتاح مورو وصلاح الدين الجورشي والمنجي الكعبي وعدنان منصر فيما كانت مبادرة بيان المستقلين في جويلية قد لقيت دعما من قبل شخصيات في حجم الاساتذة مصطفى الفيلالي وحمودة بن سلامة وزهير بن يوسف وعبد اللطيف الفوراتي..

تقسيم الإسلاميين؟

وماذا عن علاقتكم بحركة النهضة وتهمة محاولة تقسيم التيار الاسلامي من خلال هذه المبادرة والقائمات التي يتزعمها الاستاذ عبد الفتاح مورو؟

الذين يقفون وراء مبادرة قائمات الائتلاف الديمقراطي المستقل (طريق السلامة) بزعامة الاستاذ عبد الفتاح مورو ليسوا تابعين للنهضة ولكنهم ليسوا أعداء لها.. ولا نية لاحد في التقسيم وافتعال الصراعات الوهمية..
كنت شخصيا مطلع الثمانينات متعاطفا مع "حركة الاتجاه الاسلامي".. قبل سفري الى امريكا للدراسة منذ1981 بعد الباكالوريا.. ضمن برنامج نقل التكنولوجيا الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية وقد تحصلت على الدكتوراه في 1992 في التكنولوجيا من جامعة MIT.. ولم اعد الى تونس حتى عام 2000 رغم اني لم اكن مطاردا سياسيا وامنيا لاني لست منخرطا في النهضة عملت طوال 10 سنوات في البحث.. لكني شعرت ان النظام وقتها كان يسعى لقمع كل من يشتم منه رائحة المعارضة والميولات الدينية وان كان ليبيراليا مثلي..
اكتشفت بعد عشرين عاما من الدراسة والابحاث في امريكا ان سر تقدم الولايات المتحدة ليس التكونولجيا بل الديمقراطية. لذلك غيرت برنامجي كله واسست مع نخبة من الخبراء والجامعيين والباحثين مركز الاسلام والديمقراطية وتفرغت لهذه المؤسسة.

تقرير ويكيليكس

وماذا عن الفقرة الواردة في تقارير ويكيليكس عن دورك في ربط قياديين في حركة النهضة بمسؤولين في الخارجية الامريكية وسفارة امريكا بتونس؟

بالنسبة لعلاقاتي بالنهضة لم تكن لدي ابدا علاقة انتماء بها واعتبر انها من اكثر الحركات الاسلامية اعتدالا لذلك دافعت عن حقها في العمل السياسي والتنظم.. كما عملت خلال الاعوام الماضية على بناء علاقات حوار بين الادارة الامريكية وكل الحركات السياسية العلمانية والاسلامية وممثلي المجتمع المدني وكل المنظمات الحقوقية.
وفي 2005و2006 ساهمت في تنظيم لقاءات بين ممثلين عن الخارجية الامريكية والسفارة الامريكية بتونس مع قياديين في النهضة مثلما ساهمت في تنظيم لقاءات مع ممثلين عن تيارات حقوقية وسياسية وعلمانية.
والحوار لا يعني الاتفاق والتبعية ولكن التعارف..

المنصف السليطي
تونس ينبغي أن تظل للجميع


في تونس حدثت الثورة ولازال حراكها متواصلا والجميع يستعد لانتخابات ترشح لها نحو 16 الف تونسية وتونسي بما يوحي بازمة ثقة في الاخر وشكّ في قدرته على تمثيل غيره..
من أراد أن يكون اليوم متفائلا نظر إلى الأوضاع من زاوية الكأس غير الفارغة... ومن أراد أن يكون متشائما أقفل كل منافذ النظر وسدها ولم يترك لنا إلا احتضان النصف الفارغ للكأس...
فمن احتار في تعقيدات المشهد السياسي وما آلت إليه الأوضاع يؤكد على أن البلاد وخصوصا بعد الخطاب الأخير للوزير الأول وتداعيات مسألة النقابات التابعة للأجهزة الأمنية والتي لازالت متواصلة إلى الآن متجهة في طريق أقل ما يقال عنه أن محاذيره لا تعدّ ولا تحصى وأن السير فيه صعب. أضف إلى ذلك دوامة الاعتصامات والإضرابات ومختلف حزمة الانفلاتات القضائية والأمنية والإعلامية التي ترتعش لها البلاد يوميا وانعكاساتها على الاستقرار والمردودية السياسية والاقتصادية والتنموية بصفة عامة. فمن احتار في تضاريس مشهدنا السياسي يؤكد كذلك "بأنه مليح وزاده الريح" أي بالإضافة إلى تضخم عدد الأحزاب جاءنا زخم وتغوّل القائمات المترشحة، أكثر من 1500 قائمة.. رقم مرعب!.. وكأن التونسي لم يعد يثق إلا في نفسه ولا بد عليه أن يأخذ مكانه في المجلس التأسيسي وفي كل مؤسسات الدولة الحالية أو المستقبلية ويرفض إعطاء صوته نيابة عنه ويريد تنفيذ ما يطمح إليه لنفسه وبنفسه.
وألح في النهاية على أن ماكينة الدولة تدور في فراغ وهي تشبه طواحين الهواء إذا لم نقل أنها معطلة وفاقدة للمصداقية وهو يرى -في المحصلة لكل هذه الأسباب وغيرها متداخلة بعضها في بعض وهذا من ذاك وذاك من هذا- أن التشاؤم سيد الموقف ونحن قادمون على مرحلة غامضة بامتياز.. جزء من اللاعبين هم أشباح يتحركون بعيدا عن الضوء وعن إرادة الشعب وعن استحقاقات الثورة...
أما من خيَّر النظر إلى نصف الكأس الآخر... غير الفارغ وأكد على أن رغم صعوبة المرحلة الانتقالية لكل ثورة وما يرافقها عادة من ضعف وقصور ووهن فمؤسسة الدولة صامدة في وجه "الشبيحة" ولها قامة سياسية محترمة ومحنكة ومتمرسة رغم اكتوائها يوميا بنار "المؤقتة" فلقد أمنت ولازالت الكثير من المحطات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الهامة.. رغم أن المواطن لا يستطيع عليها صبرا وإذا نظرت ثم أبصرت جيدا لاحظت أن الاقتصاد لا زال بصفة عامة قائما وفاعلا بكل دواليبه، ونسبة النمو تساوي صفر في المائة لكنها في مرحلة مثل التي نعيشها ويعيشها اقتصادنا تعتبر ايجابية جدا والخدمات العامة ومن ابرز عناوينها ما هو متصل بالصحة والمرافق العامة من ماء وكهرباء.. ونظافة شوارع.. تذكرك بأننا لسنا في موقاديشو.. وأن الحكومة في العموم -ولو بمقادير من العنت والألم استطاعت تصريف شؤون الدولة والمجتمع وتمكنت من تفكيك الكثير من الألغام التي وضعت في طريقها وابتلاع ما تصلب من المشاكل والمعوقات القاسمة لما تبقى من الشرعية والدستورية وبين هذا الرأي وذاك لابد من البحث عن ناظم سياسي لتفسير وفهم تشابك اللوحة السياسية وفك رموز الأجندات المعلنة والخفية لمختلف الأحزاب والأطياف السياسية لابد من التأكيد على دقة المرحلة الراهنة التي تتطلب وعيا عاما لاحتضان رسائل الثورة ومطالبها وعلى المسؤولية التي يجب أن يتحلى بها الجميع وأولها لجنة الانتخابات حتى تمر مرحلة 23 أكتوبر بسلام وتفتح تونس ذراعيها لكل أبنائها. والسلطة التي نهبت من الشعب تعود إلى الشعب ويكون في هذا الوطن متسع للجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.