إذا كان إدراك الدور النهائي لرابطة الابطال الافريقية لكرة القدم يعدّ في حد ذاته ضربا من أبهى وأرقى ضروب التتويج، فما بالنا بالفريق الذي سيتربع في اعقابه على عرش الكرة الافريقية رافعا أمجد ألقابها ؟ وهذا بالضبط ما سيعمل الترجي الرياضي مساء اليوم على تحقيقه في نهائي الاياب والحسم ضد الوداد البيضاوي المغربي بالملعب الاولمبي برادس الذي سيلبس بالمناسبة حلّة بهيجة،ولن يزيده الحضور الجماهيري الغفير بل والقياسي إلا روعة على روعة. الترجي الذي تزخر تشكيلته بالمواهب والمهارات الفردية وارتقى الى ذروة العطاء بصولات وجولات لا يقدر عليها الا عمالقة الكرة الافريقية وأبطالها سيضع هذا المساء كل ثقله في الميزان للقبض على لقب ظل يطارده على امتداد 17 عاما أي منذ فوزه التاريخي على نادي الزمالك المصري سنة 1994 بقيادة قلب الاسد الهادي بالرخيصة. 90 دقيقة تفصل الحلم عن الحقيقة... أجل 90 دقيقة...ويتحوّل حلم الترجي الى حقيقة،شريطة عدم الاغترار بغياب الحارس المياغري أو بتعادل الدارالبيضاء لأنه تعادل مفخخ ويستوجب استخلاص العبرة من نهائي 1999 ضد الرجاء البيضاوي. فالتتويج اليوم ثمنه انجاز بطولي...ثمنه العزيمة والجرأة والروح الانتصارية بمؤازرة جمهور من ذهب قادر على صنع العجب...لكن دون افساد هذا العرس الختامي بالشماريخ. الترجي يعرف الوداد جيدا..والعكس بالعكس،لذلك،فاننا إزاء دور نهائي عبارة عن كتاب مفتوح،كله إثارة وحماس وتشويق. وطبعا فإن الترجي سيقتحم هذا الفصل الاخير من رابطة الابطال وهو يمنّي النفس لا برفع التاج الافريقي فحسب، بل وبالخصوص بالتأهل الى مونديال الاندية باليابان لمنازلة ابطال القارات ومن بينهم نادي برشلونة الاسباني.