ومن هذا المنطلق فلا نعتقد بأن لقاء هذا الاحد بين الوداد والترجي سيشذّ عن هذه القاعدة وهو الذي يشكل عرسا كرويا مغاربيا قبل أن يكون نهائيا افريقيا سيسعى خلاله كل فريق الى قطع هذه الخطوة الأولى على درب التتويج القاري بثبات وضمان أوفر حظوظ النجاح لنفسه قبل خوض لقاء العودة في تونس لذلك فإن الوداد البيضاوي وانطلاقا من عاملي الميدان والجمهور سيعمل على استغلال هذه الأسبقية بما من شأنه أن يعود عليه بالفائدة ويجعله يخرج الغانم الاكبر من المباراة التي تعتبر بالنسبة له بمثابة الفرصة للثأر لنفسه من الفريق الذي أذعنه الى مشيئته في دور المجموعات لينهي السباق متقدما عليه. ولإدراك هدفه يعوّل الفريق المغربي على حماسة لاعبيه وعلى ما يختزله الكثير منهم من مهارات فردية عالية تجلّت في الكثير من المنافسات منها مواجهتي الذهاب والاياب في دور الممجموعات بين الفريقين حيث مازالت ذاكرة الترجيين تحتفظ بالتطوّرات المثيرة التي عرفها لقاء الدارالبيضاء في شوطه الثاني عندما توصل المحليون الى قلب المعطيات محوّلين تأخرهم في النتيجة الى تعادل أكثر من ثمين بالنظر الى تطوّرات اللقاء ولو امتدّ الوقت أكثر لكانت المفاجأة مذهلة بالنسبة للترجيين ولقلبت المعطيات رأسا على عقب. وهنا لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبه المدرب السويسري دي كاستال في إعطاء روح جديدة الى فريقه وهو الذي يعتبر إحدى الورقات الرابحة لمجموعته في مواجهة اليوم التي سيدخلها ممثل كرة القدم التونسية بأسبقية معنوية بحكم سيطرته سابقا على منافسه لاسيما في الدارالبيضاء بالذات حيث تعوّد فريق باب سويقة على التألق هناك والعودة بنتائج ايجابية والمسألة تبدو هذه المرّة على غاية كبيرة من الأهمية أكثر من سابقاتها بما أنها تتعلق بالدور النهائي حيث بات الفريق على بعد مرمى حجر واحد من التتويج الذي لئن ضاع عنه في الموسم الفارط، فإن مسيرته الموفقة الى حدّ الآن تؤكد حرصه الشديد على تدارك ما فاته شعاره في ذلك: «ما في كل مرّة تتكسّر الجرّة»! وفي تواجده للمرة الثانية على التوالي في النهائي يرى الترجي الرياضي نفسه الأجدر هذه المرّة بالحصول على اللقب سلاحه في ذلك لاعبون اكتسبوا من الخبرة والتجربة وهم الذين لهم من الزاد الفني ما يؤهلهم لاجتياز هذه العقبة بسلام والعودة بالنتيجة التي تبقي على حظوظهم وافرة وكاملة ولم لا حسم مصير اللقب في الدارالبيضاء بالذات، خصوصا في ظل الحرص الكبير والشديد الذي ما انفكت إدارة الفريق تبديه لتوفير ممهدات النجاح اللازمة والضرورية للتوفق في مهمتهم! ليس ذلك فحسب بل أن إدارة فريق باب سويقة لم تتردد في مسايرة رغبة زملاء الدراجي والاستجابة لها بكامل التلقائية مثلما حصل في حكاية التربص الذي أراده اللاعبون أن لا يكون خارج العاصمة تكان لهم ذلك مثلما كان لهم تأمين التحوّل الى الدارالبيضاء عبر طائرة خاصة مما يؤكد حرص مسؤولي الفريق على ادراك الهدف الذي طالما ظل هذا الأخير يلهث وراءه على امتداد السنوات والمواسم الأخيرة، قبل أن يأتي الموسم الافريقي الحالي حاملا لبشائر ومؤشرات تشير الى أن الترجي الرياضي يبقى الأجدر من غيره بالتربع على عرش أمجد الكؤوس الافريقية، وما على مجدي تراوي وبقية زملائه سوى التأكيد الذي لن يكون الا فوق أرضية الميدان حيث نأمل أن يكرم فريق باب سويقة ولا يهان خصوصا وأن درس نهائي الموسم الفارط أمام مازمبي مازال في البال، مثلما مازال سيناريو الشوط الثاني من لقاء الدارالبيضاء في بال المدرب نبيل معلول المطالب بالحذر والاحتياط من الداهيةدي كاستال هذا في انتظار تحقيق أمل يراود الترجيين.. وهو أمل يمر تحقيقه عبر العودة بنتيجة إيجابية من المغرب وتألق جديد يكون خير هدية بمناسبة العيد. البرنامج ملعب مركّب محمد الخامس بالدارالبيضاء (الساعة 19): الوداد البيضاوي / الترجي الرياضي