بعد تسرب أخبار من كواليس الاجتماع الثلاثي الذي جمع حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية وحزب التكتل من اجل العمل والحريات الذي انطلق صباح امس للاتفاق النهائي حول الرئاسات الثلاث، تفاجأ الراي العام في ساعات متأخرة من عصر امس بانسحاب التكتل من الاجتماعات التشاورية ومن اللجان الثلاث. وحسب ما تسرب "للصباح" من كواليس الاجتماع فان سبب الانسحاب يعود الى خلاف حادّ جدّا بين مصطفى بن جعفر امين عام حزب التكتل من اجل العمل والحريات ومنصف المرزوقي امين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. كما علمت "الصباح" من مصادر قريبة من المفاوضات الدائرة انّ حزب التكتل فضلّ الانسحاب من المفاوضات مع حزبي النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية وتجميد عضويته من اللجان الثلاث ( لجنة الاصلاح والتشريعات ولجنة الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي). ووفقا لهذه المعطيات فان موقف حزب التكتل اصبح قريبا جدّا من المعارضة بعد ان اعلنت مصادر داخل الحزب عن نيتها الالتحاق بصف المعارضة لتلتحق بذلك بكل من الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي والقطب الديمقراطي الحداثي وغيرها من بقية تشكيلات المجلس الوطني التاسيسي من احزاب ومستقلين. وكانت التصريحات الاخيرة لامين عام حركة النهضة حمادي الجبالي حول "دولة الخلافة" من الاسباب المباشرة لانسحاب التكتل رغم ديبلوماسية المواقف التي عبر عنها عضو المكتب السياسي للتكتل خليل زاوية. وامام هذه الوضعية يبدو انّ الوفاق السياسي اخذ في التلاشي بعد ان كانت الامور على احسن ما يرام بين الاطراف الثلاثة على خلفية اقتسام الرئاسات الثلاث وتشكيل كتلة او تحالف.. ويبدو أن الرئاسة قد حسمت لفائدة المنصف المرزوقي أمين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية. وبذلك فشلت محادثات الساعات الأخيرة لاختيار رئيس جمهورية بصفة توافقية بعد انسحاب التكتل الذي اعتبر ان حركة النهضة رجحت كفّة المؤتمر من اجل الجمهورية بإعطائها منصب رئاسة الجمهورية لأمينه العام منصف المرزوقي.