هذا ما شهدته من تغيير من علي بن عيّاد إلى الفاضل الجزيري دورة 2012 لجائزة أبو القاسم الشابي مخصصة للشعر.. وقصائد الثورة ضمن المسابقات جائزة أبو القاسم الشّابي ومسرحية «ثورة صاحب الحمار» و»الأسبوع الثقافي» كانت أبرز المحاور الرئيسية التي تحدثنا فيها مع الكاتب المسرحي عز الدين المدني وعنها تفرعت نقاط عديدة لها علاقة بالمسرح والثقافة والسياسة على المستوى الوطني والعربي والعالمي. بعد الجدل الذي صاحب الدورة الأخيرة لجائزة أبي القاسم الشابي أي مصير سيكون لها مستقبلا؟
الجائزة ستضرب موعدا جديدا مع الإبداع والمبدعين وستكون دورة 2012 مخصصة للشعر وحاملة للجديد في مستوى الجائزة فإلى جانب الجائزة الكبرى المعهودة التي يتم الترشح لها على أساس ديوان أو مجموعة ستأخذ هذه الدورة بعين الاعتبار الثورة التونسية وستخصّص جائزة إضافية لقصيد كتب عنها منذ شهر جانفي ونشر بالجرائد والمجلات التونسية وسيكون آخر أجل لقبول الترشّحات في شهر جوان 2012.
ستجمعك قراءة جديدة لمسرحية « ثورة صاحب الحمار» مع الفاضل الجزيري على اعتبار رمزيتها للثورة التونسية ماذا يمكن أن نعرف أكثر عن هذا المشروع ، هل هو إسقاط تاريخي أم إعادة كتابة؟
هذه المسرحية كتبتها فيما بين 1967 و1968 وقدمها علي بن علي للمسرح سنة 1969 أما بالنسبة للفاضل الجزيري فقد أعرب لي عن رغبته في إعادة تقديمها منذ شهر فيفري الفارط وقال أنه وجدها شبيهة بثورة 14 جانفي وكأنها كتبت في يومنا ، وقد أعددنا دراماتورجيا جديدة للنص الأصلي. المسرحية في نسختها الأولى أو الثانية ليست قراءة خطية للتاريخ بل إعادة اشتغال عليه وهناك مشاهد منها تشبه كثيرا واقعنا الحالي الذي مهد للثورة الشعبية في تونس مثل انطلاقها من الجنوب زيادة عن تقاطع الثورتين في عدة جوانب مثل البعد الثوري والاجتماعي والفكري وتدهور الوضع الاقتصادي والقدرة الشرائية إلخ.
ألا ترى أن بين ثورة صاحب الحمار في الدولة الفاطمية وثورة صاحب الكمبيوتر في دولة «الانترنيت والفايسبوك مسافات لا يمكن طيها أو إسقاطها ؟
الأكيد أن لكل عصر مقوماته وخصوصياته لكن الجامع بين الثورتين أنهما انطلقتا من أسباب واحدة وهي الفقر والتهميش والإقصاء والقمع ، هذه الأسباب هي واحدة لكن تشكلها هو الذي فيه نسبية الاختلاف. في ثورة صاحب الحمار استطاع شخص واحد أن يقوم بالتعبئة الجماهيرية وفي ثورة 14 جانفي قام بالمهمة فاعل افتراضي هو الفايسبوك والانترنيت بشكل عام. النسخة الأولى لمسرحية صاحب الحمار مع علي بن عيّاد تضمنت في النص حديثا عن دور الإعلام وعن الإذاعة في قبضة الحكم وهو ما يحدث الآن كما اعتمدت ركحيا على تقنية الصورة لأول مرة في المسرح التونسي من خلال صور تصورها زبير التركي لصاحب الحمار ، وعلى حد علمي القراءة الجديدة مع الجزيري ستحافظ على عنصر الصورة في تفاعل مع لغة المسرحية ومواقفها الثورية القوية التي مازالت حية. من الذكريات التي أحتفظ بها بخصوص «ثورة صاحب الحمار» أن «جماعة أستفيد» اعتبروها تشخيصا ونقدا لما يسمى بالثورة الليبية سنة 1969 ووصول القذاّفي للحكم كان ذلك في مهرجان المغرب العربي بحضور الوزير الأول السابق محمد مزالي حيث خصصت ندوة كاملة لفهم مقاصدها.
هل يمكن أن نتحدث عن المسرح الثوري في تجربتك المسرحية ككل؟
من ضمن 32 مسرحية قدمتها للمسرح التونسي هناك 4 كان موضوعها الثورات وهي «الحلاج» و»ثورة صاحب الحمار» و»قرطاج» و»ثورة الزنج». وقد كتبت مسرحية أخرى للمسرح العراقي وهي «تعازي فاطمية» وأخرجها المخرج العراقي صلاح القصب لكن المارينز والأمريكيين أوقفوها بعد عروضها الأولى.
هل اشترطت أو قدمت اقتراحات للجزيري فيما يخص الكاستينغ وفي تقمص أدوار معينة خاصة وأننا نعلم أن البعض ممن تقمصوا أدوارا مع علي بن عياد مازالوا أحياء؟
كنت أفضل أن يتقمص دور صاحب الحمار الممثل صالح الرحموني الذي تقمص نفس الدور مع علي بن عياد لكن يبدو أن صحته لا تسمح بذلك ، ويبدو أن الجزيري اختار محمد كوكة للقيام بهذا الدور. ما يمكن أن أؤكده في شأن هذا العمل الجديد أنه سيكون ضخما حيث سيصل عدد الممثلين على الركح ما يقارب 120 وسيقدم في افتتاح أيام قرطاج المسرحية إذا وافقت السلطات المعنية الجديدة عن ذلك.
هل نفهم من هذا الكلام أنك تشارك المبدعين عدم ارتياحهم للأسماء المرشحة لمنصب وزير الثقافة في الحكومة القادمة؟
ليس لي العلم الكافي إلى أين ستسير الأمور في المجلس التأسيسي. المهم بالنسبة لي هو ألا تهمش الثقافة التونسية وألا يستهدف الإبداع لأنه العمود الفقري للحداثة وأقول هذا الكلام من موقع الشاهد على 55 سنة من العمل الثقافي منذ الشاذلي القليبي والطاهر قيقة والطاهر شريعة.
ما هي آخر أخبار بيت الإبداع العربي؟
هو بيت أسسه مبدعون ومثقفون وإعلاميون واختار أن يبدأ بمولود إعلامي هو جريدة «الأسبوع الثقافي» من المفروض أن يصدر العدد الأول منها اليوم الجمعة 18 نوفمبر بعد أن صدر عددها التجريبي في جويلية الفارط. هذه الجريدة ليست حزبية ولا سياسية وستكون ثقافية بحتة وستخصص للنقد وستكون فضاء مفتوحا لمقال الرأي كما ستكون عربية في مستوى المساهمة وحضورها في الأسواق من خلال مراسلين لنا في القاهرة وبغداد ودمشق.