بدأ عدد من الأطراف "المتطرفة" بمحاولة تشكيل تصورهم لنموذجهم المجتمعي وكانت الانطلاقة بالجامعات والكليات باستنكار لباس أستاذتين وتعنيفهما لفظيا... وتحريم الاختلاط عبر تقسيم المطاعم الجامعية الى جزأين... التطرف الديني انتقل من الجامعة الى المعاهد، وذلك بتكفير أستاذة للفنون التشكيلية واعتبار ممارسة الفن شركا بالله... ومحاولة تعنيف أخرى لأنها رفضت خروج أحد تلاميذها من الدرس بتعلة أداء صلاة المغرب.. خطر جديد يبدو أنه لم يدمج بعد ضمن أولويات أو اهتمامات الساسة الجدد.. حتى أن الأحزاب الكبرى لم تقم بإصدار بيان يدين هذا السلوك داخل المؤسسات التربوية أو حتى بالتنديد بما حدث في المعاهد الثلاثة... وافترض سامي الطاهري رئيس نقابة التعليم الثانوي في تصريح ل"الصباح" أن خبر دخول متطرفين إسلاميين المعاهد لم يصل بعد الى الأحزاب... وهو يتفهم ذلك خاصة أنه مع التمشي في منحى التهدئة... وتمنى أن تبقى الأحداث في إطار العابرة ولا تتكرر واعتبر أن الأهم هو إنجاح السنة الدراسية أكثر من تسجيل موقف. لكن في الآن نفسه قال أن النقابة ترفض وتحذر من سعي أطراف الى تحويل المدرسة أو المعهد الى حلبة صراع وتطاحن بين الحساسيات الفكرية السياسية أوالعقائدية. ويرى أنه من الضروري إدانة هذا السلوك ودعوة السلط لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث أوتكرار هذا السلوك وتقرير ردعها. وفي نفس السياق دعا الطاهري جميع الأحزاب السياسية الى اصدار بيانات تدين ما شهدته مؤسسات تربوية واعتبر أن ذلك كاف بالنسبة للمرحلة الحالية وحجم الحدث وهو ما سيمثل دعما للنقابة مستقبلا يمكنها من التحرك في اطار المشروعية الجماعية ان تكررت مثل هذه الاعتداءات على المؤسسات التربوية واطاراتها.