كمال بن يونس من المقرر ان تفتح اليوم أشغال المجلس الوطني التأسيسي المنتخب يوم 23 أكتوبر الماضي في مناخ ساده التفاؤل والتطلع الى مستقبل افضل. وعلى غرار كل المسارات الديمقراطية فان تركيبة المجلس المنتخب تعكس ميزان قوى ظرفي قابل لان يتغير في اول محطة انتخابية قادمة..في هذا الاتجاه او نقيضه.. واذ احترمت غالبية زعامات الاحزاب والقائمات المستقلة قانون اللعبة وبادرت بتهنئة الفائزين، فان الهيئات التي ستشرف على المجلس الوطني التاسيسي وعلى السلطة التنفيذية مطالبة بان تتعامل مع الراي العام الوطني ومع من لم يسعفهم الحظ بالنجاح بعقلية وفاقية تعطي الاولوية لمصالح البلاد والمجموعة الوطنية.. وليس الى مصالح بعض الاحزاب والشخصيات والعائلات.. ولعل الرسالة الاولى التي ينتظر الشعب سماعها من رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس التاسيسي بوضوح هي ان تونس لكل التونسيين مهما كان لونهم السياسي والايديولوجي والفكري..ومهما اختلفت عقائدهم ومواقفهم.. ان نجاح المرحلة الانتقالية الجديدة التي تدخلها تونس هذه الايام رهين احترام الاحزاب والقائمات الفازة بالمراتب الاولى لناخبيها اولا ثم لبقية الاطراف السياسية ولغالبية التونسيين والتونسيات الذين قاطعوا التصويت او منحوا ثقتهم لغيرهم من الاحزاب والقائمات.. لا مجال للتشكيك في نزاهة اي طرف سياسي او حزبي ولا في نضج ملايين التونسيين والتونسيات الذين اختاروا الاغلبية الحالية او الذين اعلنوا معارضتهم لها بوضوح.. لكن على الجميع ان لا ينسى ان على راس اولويات المرحلة الانتقالية الجديدة تكريس المصالحة الوطنية والبدء فورا في معالجة ملفات البطالة والفقر التي تراكمت بشكل مفزع وتوشك ان تتسبب في "بركان" جديد.. ياتي على الاخضر وإليابس..