من المعروف ان جهة القصرين تعتبر الاولى على المستوى الوطني في غراسة وانتاج التفاح بنسبة تتجاوز 60 % حيث توجد بها مليون و300 الف شجرة على مساحة 6000 هك كلها من النوع السقوي 52% منها في معتمدية سبيبة و20% في معتمدية فوسانة الحدودية والبقية موزعة على مناطق جدليان وسبيطلةوالقصرين الجنوبية وخلال هذه السنة حققت الجهة صابة قياسية بلغت حسب ارقام المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين52 الف طن بعد ان كانت في العام الفارط 40 الف طن. وتمثل معتمدية سبيبة اكبر مناطق الانتاج بما انها كانت سباقة في غراسة هذه الثمرة الى جانب خصوصيات تربتها ومناخها، لكن رغم هذه الصابة القياسية فان التفاح وعلى عكس ما كان منتظرا ارتفعت اسعاره في الجهة عند البيع بالتفصيل بشكل ملفت وصلت الى 1500 مي للكلغ للنوعية الصغيرة التي كانت تباع سابقا مقابل 500 و 700 مي فضلا عن محدودية الكميات التي توفرت في الاسواق واغلبها من التفاح المتضرر من حجارة " البرد ". اما النوعية الكبيرة والممتازة فانها اختفت تماما طوال الاسابيع الاولى لجني الصابة ثم ظهرت منها كميات صغيرة مؤخرا يباع الكلغ الواحد منها مقابل 3500 و 4000 مي وباستفسارنا عن اسباب ذلك من خلال حديثنا مع بعض الفلاحين والفنيين بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية علمنا ان اغلب الصابة توجد الان في مخازن التبريد سواء بالجهة او خارجها وهو اجراء اضطر اليه الفلاحون بسبب عزوف عدد كبير من التجار الكبار او الذين يعرفون ب"الخضارة " عن شراء التفاح وهو على راس اشجاره فيما يسمى ب"التغليل " خوفا من مخاطر الطريق وما يمكن ان يتعرضوا له من " براكاجات " في ظل تواصل الانفلاتات الامنية بعديد المناطق من ذلك ان عمليات " التغليل " تراجعت في هذه السنة الى حوالي النصف بالمقارنة مع السنوات السابقة علما وأن مخازن التبريد التي تبلغ طاقة خزنها في الجهة حوالي 35 الف طن ( 80% من الصابة) في 73 وحدة تبريد منتشرة بالولاية و خاصة في سبيبة و سبيطلة وهي في انتظار من يشتريها ويقوم بترويجها وطبعا فان الثمن لن يكون مثل اسعار التفاح الذي يباع خلال موسم الجني بل ارفع بكثير وقد انطلق بعض التجار في القيام بذلك من خلال اقتناء كميات من مخازن التبريد وبيعها على الطرقات مقابل اثمان مشطة.