دق خطرالإفلاس أبواب عدد من الولايات والمدن الأمريكية، بعد أن أثقلت أزمة الديون كاهل الحكومات الفدرالية، وتسببت في مشاكل اقتصادية واجتماعية كبرى. وقد نقل برنامج "المبعوث الخاص" الذي تبثه قناة "فرنسا 2" الأسبوع الماضي مظاهر إفلاس بعض الولايات والمدن الأمريكية، في حين تحاول ولايات أخرى تجنب الإعلان عن الإفلاس من خلال اتخاذ إجراءات عواقبها الاجتماعية وخيمة. أكثرالطبقات تأثرا بتبعات إعلان الإفلاس أو سياسات تجنبه هي الفئات ذات الدخل المحدود إلى جانب الأحياء الفقيرة والمسنين. فقد بات الإفلاس حقيقة تعيشها مدن وحتى ولايات أمريكية. انفجارمعدلات البطالة والفقروعدم دفع جرايات التقاعد منذ شهورأصبحت السياسة التي يتخذها المسؤولون في المقاطعات والمدن نظرا للظروف المالية الصعبة، على غرارمنطقة «بريتشاد» من ولاية «ألاباما» التي توقفت عن تسديد جرايات التقاعد . إلى جانب أنّ عددا من دوررعاية المسنين أصبحت مهددة بالإفلاس. التخلي عن الأحياء الفقيرة أما في مدينة «دترويت»، المدينة الرئيسية في ولاية ميشيغان فقد وصل معدل البطالة فيها إلى 50 بالمائة. وتعتبر»دترويت» من المدن الأمريكية المشرفة على الإفلاس. وفي أول سابقة في تاريخ الولاياتالمتحدة ، تتخلى مدينة أمريكية على أحياء بعينها بسبب أوضاعها الاقتصادية المتردية ، ما يعني أنّ المدينة وفي حال احتاجت هذه الأحياء إلى تجديد الطرقات أوتركيب الإنارة فإنّ السلطات المعنية لا تتكفل بذلك. أكبر إفلاس لحكومة فدرالية وفي مقاطعة «جيفرسون» يعيش المتقاعدون ظروفا اجتماعية متردية فهم مهددون بالتشرد في وقت أعلن فيه عدد من دوررعاية المسنين اعتزامها إغلاق أبوابها لأسباب مالية . كما اضطرالموظفون إلى البحث في النفايات عما يمكن أن يفيدهم ليبيعوه من جديد في سوق الخردوات ، بعد أن تم تسريحهم من أعمالهم . مؤسسات «جفرسون» باتت مقفرة من الموظفين الذين تم تسريحهم لأسباب مالية ، ما من شأنه أن يعطل معاملات المواطنين اليومية. وقد أعلنت مقاطعة «جيفرسون» من ولاية ألاباما إفلاسها رسميا في التاسع من الشهرالحالي، بعد أن قدرت ديون المقاطعة ب 4 ملياردولار. ومثّل ذلك أكبر إفلاس لحكومة فدرالية في الولاياتالمتحدة . وتعود أزمة الديون التي عاشتها المقاطعة إلى الفساد الوظيفي والمصاريف الضخمة التي خصصت لتجديد نظام الصرف الصحي. وقد دفعت أزمة «جيفرسون» البنوك إلى إلغاء مليارمن ديون المقاطعة. إلا أنّ هذا الإلغاء لا يعني بالضرورة أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للفئات الأقل حظا قد حلّت، إذ أنّ أغلبهم يعتبرأنّ الحل الأساسي هو تدخل الدولة من خلال تقديم دعم أوتمويل ديون المقاطعة. وقد أعلنت ولاية «مينوزيتا» الأمريكية إفلاسها أيضا في جويلية الماضي، واعتبر عدد من المحللين في الولاياتالمتحدة أنّ إعلان الإفلاس الذي تم في «مينوزيتا» يأتي نتيجة لصراعات سياسية بين إدارة الرئيس أوباما والكونغرس الأمريكي. غياب الدولة الراعية أزمة الديون الأمريكية وغيرها من الأزمات المالية التي عاشتها الولاياتالمتحدة خلال السنوات الأخيرة تعكس حسب محللين سوء تقديرالسياسيين ورجال المال في البلاد وغياب ضوابط واضحة فيما يتعلق بالاقتراض؛ إلى جانب غياب الدولة الراعية كمفهوم في الحكومات الفدرالية وهومفهوم يفرض على الدولة التدخل في حال ساءت الأمورأوشارفت مدن أو ولايات بعينها على الإفلاس. أروى الكعلي
في ظل موجة الإسلام السياسي ما مصير»القاعدة في المغرب الإسلامي»؟ في ظل التطورات المتسارعة التي شهدتها منطقة المغرب العربي خاصة بعد سقوط نظامي بن علي والقذافي استئثارالاسلاميون بالأغلبية في تونس والمغرب ولأول مرة في تاريخ البلاد . أما في ليبيا فإن تقاريرإعلامية وأمنية تحدثت عن تمكن القاعدة في المغرب الإسلامي من الحصول على الأسلحة ؛ فضلا عن تمكن عناصرجهاديةمن التسلل إلى معاقل القاعدة ، بعد فرارهم من السجون الليبية من بينهم عناصرتسلمهم النظام الليبي المطاح به من عدة دول كالعراق وأفغانستان والصومال ودول الساحل، لكنهم استعادوا حريتهم في ظل الوضع السائد. وفي الجزائرفلا يزال الجيش مرابطا على الحدود وفي الجبال مطاردا العناصرالجهادية . وفي ظل هذا الوضع القائم في دول المغرب لسائل أن يسال عن مصير تنظيم القاعدة في المنطقة ؟ وماهورأي الإدارة الأمريكية منه خاصة في ظل تغيرموقفها من الإسلام السياسي بعد صعود الإسلاميين إلى السلطة في أغلب دول المنطقة.؟ تحت السيطرة تحدث مختصون في التنظيمات الجهادية أنّ خطرالقاعدة في المغرب الإسلامي إلى حد الآن تحت السيطرة؛ لزوال الدوافع التي تؤجج نارالعمليات التفجيرية هنا وهناك واهمها محاربة راس النظام على غراربن علي والقذافي . كما ان مزيد حضورالولاياتالمتحدة في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول يمكن أن يحفزالمقاومة الإسلامية ويضاعف التوترفيها. في المقابل مكن استقواء الاسلاميين سياسيا ونيلهم لحرية التعبد (كالدروس بالمساجد دون رقيب ومضايقات) من هدوء الجهاديين الذين خيروا نشرفكرهم خاصة في ظل هذا الهامش الكبير من الحريات والابتعاد ولو قليلا عن العمليات الجهادية. لكن خطرها يبقى قائما إن لم يكن داخل منطقة المغرب العربي فإنه بإمكانها توسيع عميلاتها الجهادية لتضرب مصالح غربية أوأمريكية في الخارج . خطرها في السواحل نشر موقع معهد الدراسات الاستراتيجية الامريكية دراسة بعنوان :»الخطر المتزايد للقاعدة في المغرب الإسلامي» لصاحبها أندري لوساج الذي يرى أنّ القاعدة في المغرب الإسلامي لا تمثل تهديدا حقيقا للاستقرارالسياسي في الجزائر- خاصة بعد حدوث العديد من العمليات في الأشهرالقليلة الماضية -. بل يعتبرأنّ حضورها يبرزعلى السواحل فتمثل بذلك تهديدا للمصالح الأفريقية والغربية حيث يشهد العالم أبرزعمليات الخطف الذي يتعرض لها السياح الأجانب والدبلوماسيون. و فيما يتعلق ب»الربيع العربي»، يرى الباحث أنّ التنظيم يسعى إلى استثمار الوضع ، من خلال تصريحات وبيانات صحفية تدعم احتجاجات الشعوب ضدّ الحكام . إلا أنّ الدراسة تعتبرأنّ القاعدة قد تستفيد من عدم الاستقرارفي المنطقة لدعم حضورها في المغرب العربي. كما أنّ الحكومات الصاعدة لن تضع في أعلى أولوياتها محاربة الإرهاب. ضرب للقاعدة الأم ان في تراجع نشاط تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي ضرب للقاعدة الأم التي تعول كثيرا على تنظيماتها المنتشرة في كامل أصقاع العالم . ويرى مختصون أن استقرارالوضع الأمني في بلدان المنطقة سيطفئ نار»الجهاديين «. ولتامين حياة مواطنيها فإنه على الحكومات القادمة في هذه الدول العمل على إحلال الاستقرار الاجتماعي و الاقتصادي و الأمني بالمنطقة ، وذلك دون اللجوء الى المشروع الأمريكي القديم المسمى :»قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا» (الأفريكوم) وهي القواعد الأمريكيةالجديدة التي تنوي الإدارة الأمريكية إنشاءها في القارة الإفريقية في إطارما تسمّيه «الحرب على الإرهاب»، ضمن مشروع يستهدف 53 دولة إفريقية، لانه وكما اسلفنا في تواجد الأمريكيين في هذه البلدان مزيد لتقوية النعرة نحو القيام بعمليات جهادية لدحرهم . ان من بين أهم الأساليب التي وجب توخيها للتعامل مع فكر القاعدة هو الحوار والإقناع بالحجة والدليل الجامع بين العقل والنقل وهي وظيفة رجال الدين من العلماء ووظيفة مكونات المجتمع المدني الذين يساهمون في بناء وتقويم وتوجيه الفرد بالإضافة الى الدولة المنوط بعهدتها توفير مقومات العيش الكريم لشعبها. جمال الفرشيشي