تفطن صابر الرباعي الذي افتك مكانه في الساحة الفنية العربية في زحمة الفنانين وما يملكونه من دعم ومختلف أسلحة الدعاية والتسويق منذ مدة أنه لا يكفي أن تملك صوتا جميلا كي تحقق الإنتشار خاصة على المستوى العربي . هذا الإنتشار الذي ليس هو الهدف في حد ذاته بقدر ما يتمثل الهدف في التعويل على ما حققته من شهرة من أجل فرض شروطك في السوق وخوض مغامرات في مجال الإنتاج خاصة منها مغامرة التجريب والتوق إلى اقتحام حقول فنية متنوعة. تفطن صابر الرباعي أنه إلى جانب الموهبة لا بد من التحكم في عملية الإتصال وقد برهن إلى حد الآن أنه يتحكم في هذه العملية جيدا. إذ لا يكفي في علاقتك مع الإعلاميين والإتصاليين بالطبع أن تجتمع بهم وأن تعقد اللقاءات الصحفية بين حين وآخر بل لا بد من خلق الحدث وإحاطته بالأهمية التي يستحق والحدث بالنسبة لصابر الرباعي هذه الفترة مجموعة أحداث. الفلسطينيون وحفاوة بالفنان وبالإنسان التونسي أولا إقامته لحفل رأس السنة الإدارية في تونس وتحديدا بفندق قرطاج بارسيلو بضاحية قمرت بالعاصمة وقد انتظمت بالمناسبة ندوة صحفية صباح أمس بالنزل حضرها إلى جانب الفنان مسؤولون عن المؤسسة الفندقية التي تحيي أول حفل رأس سنة ميلادية ببلادنا بعد تحول إدارتها إلى المؤسسة الإسبانية بارسيلو. كان يمكن أن لا يشكل هذا الأمر حدثا لو لم يقع التأكيد على أنها المرة الأولى التي يسهر فيها صابر الرباعي بتونس ليلة رأس السنة منذ 11 سنة. وهو ما تطلب تفسيرا من طرف المعني بالأمر. صابر الرباعي قال إن السبب في هذا الغياب يعود فقط إلى الناحية التنظيمية. ما فهمناه أنه يحبذ وهو الذي يفضل البقاء مع نهاية العام في بلده بين أهله وأصحابه حسب تأكيده, يحبذ التعامل وفق منطق المحترفين. التونسيون يتصلون به كل عام بعد أن يكون قد ارتبط بعقود بالخارج منذ مدة. تواصل الأمر إلى حد هذا العام الذي تداركت فيه المنظمة الفندقية المذكورة الأمر وقد هيأت وفق المسؤولين عنها الظروف لإنجاح الحفل، أما اختيار صابر الرباعي بالنسبة لنفس الأطراف لإحياء سهرة رأس السنة الإدارية فهو بهدف الدعاية والتسويق بالأساس وقد توصلوا إلى كلمة السر التي يبدو أنها تخدم جميع الأطراف والتي تتمثل في الإشادة بعودة صابر الرباعي إلى حفلات رأس السنة الإدارية بتونس للمرة الأولى منذ 11 سنة. أما من ناحيته هو فإن قبول العرض يعود لما وجده في أصحاب العرض من قدرة على توفير الشروط التنظيمية وإيلاء الفنان ما يستحقه من تقدير حسب تأكيده. الحدث الثاني يتمثل في إحياء حفل ناجح بمدينة أريحا بفلسطينالمحتلة. وقد قوبل صابر الرباعي بحفاوة كبيرة بفلسطين سواء من طرف المسؤولين أو الشعب الفلسطيني الذي حرص صابر الرباعي على الإشادة بكرم قبولهم له على اعتباره ليس فنانا فقط بل لأنه تونسي كما تحدث بتأثر بالغ عن صعوبة الوضع بالنسبة للفلسطينيين في ظل الإحتلال الإسرائيلي الذي لا نلمسه على حقيقته إلا عندما نكون على عين المكان وفق ما لاحظه منبهرا في الآن نفسه بشجاعة الفلسطينين وصبرهم وجلدهم وتمسكهم بالحياة متمنيا لهم النجاح في كفاحهم من أجل تحرير أراضيهم. وفضل صابر الرباعي عدم الرد على المواقف المحتجة على زيارته لمدينة أريحا معلنا أن الذين رحبوا بالبادرة هم فقط الذين يهمونه وشجع الفنانين العرب على زيارة فلسطين وإقامة حفلات لهم هناك. لا للإلزام بالقيام بدور الآخرين لأجل انتشارهم الحدث الثالث يتمثل في صدور ألبومه الأخير"غربة". وقد صور بعد احدى الأغاني منه على طريقة الفيديو كليب صحبة الممثلة نور اخراج سعيد الماروق. لم يحظ الألبوم الأخير لصابر الرباعي بالإجماع. وقد أقر هو بذلك. لكنه دافع عن هذه التجربة معتبرا أنها مرحلة هامة في مسيرته الفنية. قام صابر الرباعي في هذا الألبوم بمغامرة التجريب وأدخل أنماطا جديدة على غرار موسيقى الجاز والدبكة اللبنانية إلخ وهي أنماط لم يسبق له اعتمادها. وقد قال في هذا الخصوص أن نسبة 50 بالمائة من العمل فيها تجديد متوقفا عند جودة الألبوم من ناحية التقنيات. وأضاف قائلا ربما يقدم هذا العمل فكرا جديدا لذا يلزمه أكثر وقت حتى يتمكن الناس من تحليله. عديدة الأسئلة التي طرحت على صابر الرباعي سواء تعلق الأمر بأغانيه أو بعلاقته مع الفنانين التونسيين خلال هذا اللقاء الصحفي الذي ما فتئ يردد فيه هذا الفنان عن سعادته بمقابلة ممثلي وسائل الإعلام التونسية وقد استغل المناسبة ليعلن أنه لا يبخل بتقديم الخدمة لزملائه الفنانين التونسيين إن كان في مقدوره ذلك. بقي أنه لا يملك شركة انتاج وبالتالي فإن مسألة مساعدتهم في الإنتشار خارج تونس لا يرى أنها موكولة له وهو ليس ملزم بذلك حسب قوله مذكرا أن عملية الإنتشار تتطلب الإعتماد على النفس قبل كل شيء تماما كما حدث معه دون التعويل على الآخرين. من جهة أخرى لم يجب صابر الرباعي بنعم أو لا بشأن تجديد عقده مع شركة روتانا مكتفيا بالقول بأن الإتجاه يسير نحو تجديد هذا العقد. لم ينف في الآن نفسه امكانية التعويل في المستقبل على ممثلات تونسيات في أغانيه المصورة خاصة وأن فنانين عرب سبقوه في هذه الخطوة على غرار كاظم الساهر مثلا. جدد صابر الرباعي بنفس المناسبة التأكيد على رأيه بخصوص الساحة الفنية العربية مؤكدا أنها بقدر ما تظم أسماء جيدة فهي تعد أصواتا لا علاقة لها بالفن مشددا على أن عالم الغناء صار يستسهله الناس أكثر من أي وقت مضى. مع العلم أن صابر الرباعي كان الضيف الرئيسي بقناة تونس 7 خلال سهرة السبت.