15 نائبا يقترحون تعليق خلاص الدين العمومي ل5 سنوات وإحداث "الصندوق الوطني الشعبي"    عشر سنوات من العمل والتأثير: مركز التوجيه وإعادة التأهيل المهني يحتفل بدوره في دعم التشغيل وتنمية الكفاءات    المالكي وقيراط ضمن طاقم تحكيم نهائي الملحق الإفريقي لمونديال 2026    الرابطة الثانية: برنامج مواجهات اليوم من الجولة التاسعة ذهابا    المنتخب التونسي دون ثمانية لاعبين في ودية البرازيل بسبب تأشيرات السفر    فريق أحمد الجوادي يكذّب أرقام الجامعة التونسية للسباحة ويؤكّد: "ما صُرف فعلياً أقلّ بكثير ممّا أُعلن"    عاجل: 6 لاعبين '' توانسة ''خارج القائمة قبل مواجهة البرازيل! والسبب صادم    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    طقس السبت : هكّا بش تكون الاجواء    نانسي عجرم تعلق لأول مرة على أنباء الخلاف مع زوجها وحذف صوره    عاجل : لأول مرة ...منظمة الصحة العالمية تكشف عن أخطر الأمراض المعدية    منظمة الصحة العالمية تكشف عن أخطر الأمراض المعدية فتكا في العالم    بالأدلّة العلميّة: 4 حقايق ما يعرفهاش برشا توانسة على القهوة... والمفاجأة موش متوقعة!    قاضية تمنع ترامب من قطع التمويل عن جامعة كاليفورنيا    هذا ما تقرّر ضد 4 فتيات اعتدين بالعنف على تلميذة في سيدي حسين..#خبر_عاجل    مادورو يوجه رسالة إلى ترامب: "نعم للسلام"    خطة السلام في غزة على طاولة مجلس الأمن.. ساعات حاسمة    سعيّد يدعو لمراجعة الاتفاقيات غير المتوازنة ويؤكد تمسّك تونس بعدم الانحياز    ترامب يعلن أنه سيناقش "اتفاقيات أبراهام" مع بن سلمان بالبيت الأبيض    ترامب: لم أزر جزيرة إبستين وبيل كلينتون زارها 28 مرة    عاجل : سفراء السودان والدنمارك وكندا يقدّمون أوراق اعتمادهم للرئيس قيس سعيّد    عاجل: سعيّد يحمّل المسؤولين مسؤولية 'المرحلة' ويؤكّد : لا تسامح مع الإخلال بالواجب    بوعسكر يقدم لرئيس الدّولة تقريرًا بنشاط هيئة الانتخابات    وزيرة الصناعة: وزارة الصناعة تعتبر اول مشغل في تونس    فرار إرهابيين من السجن: تأجيل القضية إلى ديسمبر المقبل    وزيرة الصناعة: تونس ستصدر قرابة 40 الف طن من زيت الزيتون المعلب خلال موسم 2024- 2025    مع اقتراب صدور مواسم الريح.. روايات الأمين السعيدي تسافر الى الكويت    هيئة الانتخابات تنظم تظاهرات بالمدارس والمعاهد في الجهات لتحسيس الناشئة بأهمية المشاركة في الانتخابات    بنزرت .. مطالبة بإعادة الحياة للمناطق السقوية العمومية    السويد: قتلى ومصابون في حادث اصطدام حافلة في ستوكهولم    سيدي بوزيد .. إنتاج القوارص فرصة استثمارية.. «معطّلة» !    مشروع منظومة مندمجة لإعلام المسافرين على شركات النقل في مرحلة طلب العروض-وزارة النقل-    توافق إفريقي بين تونس والجزائر والسنغال والكونغو حول دعم الإنتاج المشترك وحماية السيادة الثقافية    وزير الدفاع يؤدّي زيارة إلى إدارة التراث والإعلام والثقافة التابعة للوزارة    الرابطة المحترفة 1: برنامج مباريات الجولة 15    عاجل: إطلاق نار في محطة مونبارناس بباريس وفرض طوق أمني..شفما؟!    موعد إنطلاق معرض الزربية والنسيج بالكرم    السلّ يعود ليتصدّر قائمة الأمراض الفتّاكة عالميًا    سيدي علي بن عون: تسجيل 7 حالات إصابة بمرض الليشمانيا الجلدية    عاجل/ حكم قضائي جديد بالسجن ضد الغنوشي..    يتسللان الى منزل طالبة ويسرقان حاسوب..    إنطلاقا من 20 نوفمبر مهرجان غزة لسينما الطفل في جميع مدن ومخيمات قطاع غزة    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    عاجل: أمطار غزيرة وبرد يضربوا كل مناطق هذه البلاد العربية اليوم!    عاجل: وزارة التربية تفتح مناظرة نارية...فرص محدودة    نابل: 2940 زيارة مراقبة خلال الشهرين الاخيرين تسفر عن رصد 1070 مخالفة اقتصادية    عاجل/ ديوان الزيت يعلن عن موعد انطلاق قبول زيت الزيتون من الفلاحين..    مباراة ودية: تشكيلة المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الأردني    7 سنوات سجناً لشاب ابتزّ فتاة ونشر صورها وفيديوهات خاصة    الجزائر: 22 حريق في يوم واحد    ''حُبس المطر'': بالفيديو هذا ماقله ياسر الدوسري خلال صلاة الاستسقاء    رونالدو يُطرد في انتصار أيرلندا على البرتغال بتصفيات كأس العالم    الجمعة: الحرارة في ارتفاع طفيف    الاختلاف بين الناس في أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم سنّة إلهية    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    خطبة الجمعة ...استغفروا ربّكم إنه كان غفّارا    ديوان الافتاء يعلن نصاب زكاة الزيتون والتمر وسائر الثمار    عاجل : وفاة المحامي كريم الخزرنادجي داخل المحكمة بعد انتهاء الترافع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لأجلك أيها الكرسي الكل يرقص حول «دمية» المواطن
مسرحية «شكون يزيد»
نشر في الصباح يوم 30 - 11 - 2011

لا نبالغ اذا اعتبرنا أن الفن هو منبع كل حضارة.. وكل وجود.. وهو المرآة العاكسة للواقع الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي لأي مجتمع.. تماما مثلما جاء ذلك على لسان بيار ديدرو «الفن هو الفرصة الوحيدة لتنظيم الحياة..» تذكرت كل هذا واكثر وانا اتابع العمل المسرحي الجديد «شكون يزيد» لشبكة فناني الجمعية الثقافية لتنمية حس المواطنة عن نص وتصور لمروى المناعي، وفي تجسيد لنخبة من المواهب الشابة...
ففي عشية يوم السبت الماضي غصت قاعة الفن الرابع بالعاصمة بإقبال كبير لم نتعوده.. وبجمهور غفير لم نألف اهتمامه وشغفه بالخشبة خاصة اذا كان العمل من طينة الأعمال الجادة والهادفة التي تخاطب العقل وتلامس الوجدان...
«شكون يزيد» مسرحية تتنزل في إطار المدرسة العبثية الحديثة.. دون فصول وبلا مشاهد... لوحات متماسكة حينا ومتقاطعة أحيانا أخرى.. نقد ساخر للواقع الاجتماعي وإشارات واضحة وصريحة لبعض الظواهر السياسية التي تبعث على الحيرة والتساؤل عن المستقبل دون إصدار أحكام مسبقة... بكاء وصياح.. ضحكات مجلجلة وسخرية عميقة. ومضة سريعة ولكنها دقيقة لواقع كان مترديا... يعقبها تركيز على حاضر غامض في انتظار تحديد مصير كثرت فيه الألوان والاتجاهات... والإيديولوجيات... رقص وغناء يرسم الموقف دون إسقاط وبصدق وبمنتهى العمق ويعطي بعدا جماليا غاية في الروعة مما يوحي بنظرة عميقة وتفاؤلية لغد أكثر أمانا واستقرارا وإشراقا... صور فوتوغرافية وقطع موسيقية أثرت العمل دون حشو او إسقاط مجاني وأعطت بعدا جماليا آخرللمسرحية... فكان التفاعل التلقائي مع جمهور مارس طقوس التلقي حتى ارتوى فانبرى في موجة من التصفيق والإعجاب بعطاء واعد.. وحالم...
منذ بداية المسرحية وحتى نهايتها انتصبت «الدمية» أو «للة المواطنة» لتنطلق منها وتدور حولها مختلف الأحداث... الكل يغني بها ولها ويسعى من خلالها الى كسب الود والقبول في لوحات خاطفة وسريعة.. وبحضور ركحي متناسق لمختلف الشخصيات المؤدية.. زادتها الأضواء المعبرة والألوان الكثيرة المتعددة والمثرية للحالة النفسية وما يقتضيه الموقف رونقا. لقد وصلت رسالة العمل للجمهور بيسر ولين دون ادعاء ولا دمغجة. وهي أن الكل يلهث في صراع محموم وراء الكراسي خاصة في إحدى اللوحات التي تبرز قوة هذا الصراع من أجل الحظوة وكسب الود. حظوة الجلوس على ذلك الكرسي «اللعين» الذي من أجله تنتهك الحرمات وتنهار جميع القيم والمبادئ. كما استخدمت المخرجة مختلف التقنيات المتاحة لإبراز أفكارها ورؤاها حول عدة مسائل عالقة ومطروحة بإلحاح في الشارع السياسي: الكلمة والموقف ونقد الظاهرة وتعرية المسكوت عنه... الأضواء الكاشفة حينا والخافتة حينا آخر.. والصور الفوتوغرافية المنسابة من موقف لآخر حسب ما يقتضيه المضمون بحرفية عالية.. وقد نجحت المخرجة الشابة مروى المناعي في جمع فنانين من ميادين مختلفة.. وخلقت نوعا من التكامل بين المسرح والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والفنون الجميلة.. فتمازجت في عرض تداخلت فيه الرؤى فكان عملا فنيا متعدد الأبعاد.
إن تحديد مفهوم الفن تحقق ولو نسبيا في هذا العمل وذلك إذا ما اعتبرنا أن الإبداع يعني تنوع الظاهرة الفنية وثراءها والقدرة على فعل شيء وابتكاره وتضمينه جملة من المهارات والتقنيات التي يستخدمها الفنان بهدف إنتاج عمل يتميز بدلالته وتعبيره من ناحية وبجماله وتناسقه من ناحية أخرى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.