في اتصال مع المخرجة المصرية نيفين شلبي المتواجدة في ميدان التحرير منذ انطلاق اللحظات الأولى لاحتجاجات شباب الثورة المصرية قالت محدثتنا أنها تسجل وتشارك في كل الأحداث الدائرة بين الثوار وممثلي السلطة الحالية في البلاد. وأفادتنا مخرجة الوثائقي «أنا والأجندة.. تونس» الذي صور أهم مراحل ثورة 14 جانفي أنها شخصيا تعرضت نهاية الأسبوع المنقضي لاختناق حين كانت تصور شريطها التسجيلي الجديد في إحدى مستشفيات ميدان التحرير بسبب الغازات المسيلة للدموع التي تستعملها السلطات المصرية ضد المعتصمين بالميدان بالقاهرة. وعن هذا المشروع الوثائقي قالت نيفين شلبي:»لا رجوع وهو عنوان فيلمي الذي يواكب حال الثورات العربية مجتمعة وسأصوره في أكثر من دولة عربية... هو لا رجوع عن حريتنا وكرامتنا وسيؤكد أن الشباب العربي لن يصمت على انتهاكات المفسدين في أرضه في سوريا واليمن وليبيا كما أن تونس مازالت على خط النار ومتابعتي للأحداث الراهنة في بلادكم تشير إلى يقظة شبابها ومجابهتهم لكل من يسعى للانحراف عن مسار ثورة 14 جانفي». وواصلت المخرجة المصرية حديثها مضيفة أن معايشتها للأحداث جعلتها تدرك مدى صلابة وعزيمة أبناء بلدها حيث ذكرت أن احدى الشخصيات المطروحة في فيلمها تحمل لافتة كتب عليها «شهداء تحت الطلب» وآخرين أكدوا أن بعد كل نقطة دم تنزل في الميدان تولد أصوات جديدة وآلاف المحتجين.» على صعيد آخر أكدت محدثتنا أن الفنانين والاعلاميين المعتصمين في ميدان التحرير هم جزء من الشعب ودورهم كبير في التعبير ونقل وقائع الميدان مشيرة إلى تعرضهم للعنف كغيرهم من المواطنين وهم واقفون بالمرصاد لمحاولات الساسة اللعب بمصير البلاد على حد قولها. وعن الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا قالت نيفين شلبي أنها باقية في ميدان التحرير لأن الأسباب التي تدفعها لذلك مازالت موجودة «فالأصوات تباع وتشترى «حسب قولها وفي بعض اللجان وصل سعرها إلى 500 جنيه مصري أي ما يعادل 100 دينار تونسية ولجان أخرى لم يحضر خلالها القضاة أصلا فيما يمنع «البلطجية» في بعض المقرات الناخبين من ممارسة حقهم في اختيار من يمثلهم.
لن نرحل
يحتشد في ميدان التحرير بالقاهرة عدد من المثقفين والفنانين المناصرين لثورة 25 جانفي التي أطاحت بحكم مبارك حيث يقضي الفنان عمرو أوكد أيامه في مستشفى ميدان التحرير يسعف جرحى الثورة وكانت معظم تصريحاته لوسائل الإعلام العربية تنتقد بشدة الاستخدام المفرط للعنف كما طالب المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين بعد أن فقد شرعيته وهذا الموقف يتبناه كذلك المخرج خالد يوسف خاصة بعد إلقاء المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لخطابه الأخير فيما رفض كل من اسر ياسين وبسمة وتيسير فهمي مغادرة الميدان حتى يرحل المجلس العسكري عن الحكم وتسلم السلطة لحكومة منتخبة من قبل الشعب حسب ما أعلنوه في تصريحاتهم. وتجدر الإشارة إلى أنه مع انطلاق الانتخابات البرلمانية المصرية يواصل آلاف المعتصمين الاحتجاج بالميدان معلنين مقاطعتهم لصنادق الاقتراع المسيرة من طرف المجلس العسكري فيما انتقل بعضهم لمقرات الانتخاب للاحتجاج على ما اعتبروه انتخابات صورية.