تشكيلة هجومية لكن غابت النجاعة زاد بشري منقوص وإصابة مرياح بعثرت حسابات البنزرتي بينما أكد مدرب المغرب الفاسي رشيد الطوسي خطة لاختراق الخطة الدفاعية للنادي الافريقي بعد أن صرّح بأنه شاهد آخر لقاء للافريقي في البطولة الوطنية ضد شبيبة القيروان وعرف كل كبيرة وصغيرة للفوز بأول كأس كنفدرالية في تاريخ المغرب الفاسي، أكد المدرب فوزي البنزرتي قبل السفر أنه لن يعتمد خطة دفاعية لعدّة أسباب منها أنه عليه تخفيف الضغط على المدافعين، وأكد في نفس الوقت أنه على الظّهرين دعم خط الهجوم لمباغتة فريق "الماص" والتخفيف من ضغطه العالي على زملاء بن أيوب. ويبدو أن توقعات فوزي البنزرتي لم تكن الأقرب للواقع حيث اعتمد تشكيلة هجومية باقحام السلطاني وايزكيال لمساندة الذوادي والمويهبي بينما عول على ألاكسيس والزيادي والسلطاني في وسط الميدان. وبينما ضغط المغرب الفاسي على الافريقي وتعددت محاولاته خلال الربع الساعة الأوّل بالتسديد من بعيد والتوغل في مناطق بن أيوب كان الافريقي مرتبكا نوعا ما حيث بدا لعبه متقطعا وكان الخروج بالكرة من محور دفاع أبناء البنزرتي منقوصا من الدقة اللازمة كما ارتكب المدافعون أخطاء مجانية مكنت المنافس من مخالفات كاد يستغلها فريق "الماص".. كما كان الشطيبي نجم اللقاء وكاد يباغت الحارس بن أيوب وجسد سيطرة أبناء المدرب الطوسي بينما تصدّى حارس الافريقي لثلاث كرات خطيرة على مرتين.. بالاضافة الى ضعف الزاد البشري للافريقي على مستوى قائمة المسجلين بكأس افريقيا حرم فوزي البنزرتي من خدمات المدافع أسامة الحدادي لأسباب تأديبّية والذي عوضه بمهدي مرياح كانت المفاجأة السيئة في الدقيقة 28 حيث خسر الافريقي تغييرا بعد عدم قدرة مرياح الذي أصيب على المواصلة وتم تغييره بسيف العكرمي (وهو ظهير أيسر) علما وأن دفاع الافريقي قبل اللعب طيلة نصف الساعة الاوّل من الشوط الأول أمام غياب مساندة المهاجمين للدفاع عندما تكون الكرة بحوزة زملاء الشطيبي.. على مستوى أداء الحكم مثل المويهبي والذوادي وايزيكال خطرا على دفاع المغرب الفاسي وطالب الأفارقة بضربتي جزاء للمويهبي ثم ايزيكال اللذين تمت عرقلتهما في مناطق الجزاء لكن الحكم «بادارا» الذي حذر منه الافريقي واعترض على تعيينه أمر بمواصلة اللعب.. هذه المباراة كانت صعبة على الافريقي بكل المقاييس من ناحية الحضور الجماهيري فائق النظير كما أن نتيجة الذهاب لم تكن مطمئنة أمام فريق كان أقوى هجوميا وهدد مرمى بن أيوب في عديد المناسبات خاصّة أن أبناء المدرب رشيد الطوسي قد سيطروا على وسط الميدان بفضل التمريرات الخاطئة لألكسيس وعدم معاضدة السلطاني والمويهبي لوسط الميدان وقد كاد هذا الضغط يكلف الافريقي غاليا في الدقيقة 36 عن طريق موسى تيغانا والتي لم يجد لها بن أيوب أي حل ومن قوتها تصطدم بالعارضة ثم الخط لكن حسب تحاليل الحكام كانت تجاوزت خط المرمى لكن لا الحكم أو مساعده تفطن لها.. كما تتالت المحاولات عن طريق الشطيبي وتيغانا وأيضا العياضي الذي يمثل القوّة الضاربة في الرواق الأيسر للمغرب الفاسي والذي قرأ له فوزي البنزرتي ألف حساب وغير بسببه خطة بلال العيفة حيث أخرجه من المحور الى الرواق الأيمن لكن بمجرد أن غير العياطي مكانه على الجهة اليمنى كان الطرف الفاعل في الهدف الذي سجله المغرب الفاسي خلال الوقت الاضافي من الشوط الأول ليعود الفريقان الى حجرات الملابس متساويين في النتيجة مقارنة بلقاء الذهاب، لكن مع أسبقية معنوية للمحليين الذين أعادوا خلط الأوراق في وقت قاتل خلال الشوط الأول والذين سيعملون خلال الشوط الثاني على تجسيم تفوقهم. وما يمكن الخروج به من الشوط الأول هو الهزيمة المحققة خلال الشوط الأول وتراجع أداء بلال العيفة حيث لم يؤمن التغطية القطرية للرصايصي واليعقوبي.. وبالتالي كان هدف المغرب الفاسي على اثر بهتة دفاعية.. أما الزيادي في وسط الميدان فلم يكن جاهزا للكرات الثانية تماما مثل ألاكسيس وأما المدرب فوزي البنزرتي فقد غضب من السلطاني الذي لم يساند الدفاع.. في الشوط الثاني دخل المغرب الفاسي بسرعة في صلب الموضوع ومنذ الانطلاق هدد مرمى بن أيوب الذي كان يقظا لكرة مرزوق دق 48 وبعدها محاولة العياطي.. أما الافريقي فقد رد بمحاولة عن طريق المويهبي الذي مرّر للذوادي لكن دون جدوى.. واللاعب نفسه توغل في مناطق المغرب الفاسي في دق 55 لكن مساعد الحكم احتسب تسللا خياليا.. الجمهور الغفير الذي حضر اللقاء منه ما لا يقل عن 1500 محب للافريقي أمام عشرات الآلاف من جمهور المغرب الفاسي فقد كان الى جانبهم عدد هام من جمهور الوداد البيضاوي الذي يؤازر فريق "الماس" حتى يحرز الكأس بعد ان خسر الوداد رابطة الأبطال. وكان المنعرج الخطير في الدقيقة 60 عندما حصل "ايزكيال" على ورقة حمراء مباشرة بعد تشاور "بادارا" مع مساعده فالافريقي يعتمد الكرات الطويلة لكنها لم تكن تصل الى «ايزيكال» قبل الاقصاء وأما الذوادي فلم يتمكن من اختراق دفاع المنافس أما السلطاني فقد كان مصابا مما تسبب له في زيادة الوزن فتم تغييره بالمشرقي ليتحوّل المويهبي لرأس حربة بعد اقصاء «ايزيكال». والثابت أنه خلال هذا اللقاء لم يظهر الافريقي أنه يحسن السفر ولا أيضا حسن التعاطي مع المواقف الصعبة.. ورغم أن دخول المشرقي كان في محله حيث حرّك خط الهجوم وخفف نسبيا من ضغط «تيغانا» في وسط الميدان إلا أن المغرب الفاسي تميز بالدفاع اليقظ والمركز. «تيغانا» كان خطيرا خلال فترات اللقاء وخاصّة بالتسديدات القوية في المقابل ارتبك الافريقي في عديد المناسبات بسبب النقص العددي ولم تكن محاولات عودته في النتيجة وكان الى حدود الدقيقة 65 ضعيفا.. ورغم تبادل المويهبي والذوادي للمواقع حيث تحوّل زهير في بعض الفترات الى رأس حربة فإن كليهما لم يمثل خطرا على دفاع المغرب الفاسي بل كان دفاع المدرب رشيد الطوسي في فسحة احيانا وقد ساعدته في ذلك التمريرات الخاطئة لأكسيس والذوادي. ولئن بذل الذوادي مجهودا مضاعفا فإنه لم يجد الحلول أمام الكثافة الدفاعية لأبناء الفريق المغربي في المقابل بدا الارهاق واضحا بالنسبة للأفارقة الذين أصبحوا يفضّلون المرور الى ركلات الحظ أمام السيطرة الكبيرة لأبناء المدرب رشيد الطوسي حيث كاد «تيغانا» يضيف الهدف الثاني في الثواني الأخيرة من التوقيت الأصلي. ولأن المدربين كانا يفكران في ضربات الجزاء فقد عوض الطوسي لاعبه يوسف العياطي بعبد الهادي حلحول واليونسي بالحمومي بينما أقحم فوزي البنزرتي شاكر الرقيعي مكان يوسف المويهبي. وفي الأخير كان اللجوء لضربات الحظ التي لم تنصف الرقيعي أول من سدد حيث أخفق بينما سجل العيفة واليعقوبي والعكرمي والذوادي وانتهت المرحلة بالتعادل 4 ل 4 ضربات جزاء ناجحة. ثم انطلقت المرحلة الثانية بألاكسيس الذي سجل ورد عليه المغرب الفاسي بواحدة ناجحة فتقدم زياد الزيادي ليتصدّى حارس المغرب الفاسي وسدد الزليطي (حارس المرمى) الذي ضمن اللقب للمغرب الفاسي بنتيجة 7 ضربات ناجحة مقابل 6 وعاد فوزي البنزرتي وجماعته بخفي حنين.
الحكم رضا فهمي "بادارا" أدار اللقاء بالخبرة وأخطاؤه عديدة في تقييمه لمردود الحكم خلال الشوط قال الحكم رضا فهمي «عضو اللجنة الفدرالية للتحكيم) أن حكم اللقاء عمره 42 عاما وتنقصه اللياقة البدنية لذلك لم يكن قريبا من الأخطاء التي حصلت وكانت قراراته تتخذ حسب الخبرة حيث حرم الإفريقي من ضربة جزاء في الدقيقة الرابعة عند دفع المويهبي في مناطق الجزاء... كما أن محاولة «تيغانا» في الدقيقة 24 التي احتج عليها المغرب الفاسي قد تجاوزت الكرة خط المرمى لكن نظرا لقوّة التسديدة لم يكن الحكم قريبا منها ولا أيضا تفطن لها المساعد. وبين الحكم رضا فهمي أن «بادارا» أدار اللقاء بالخبرة وكان مردوده متوسطا لا أكثر حتى في الشوط الثاني الذي لم يعش فيه مواقف صعبة ما عدا اقصاء «ايزيكال» الذي لم يكن واضحا...