أوصدت على الساعة العاشرة من صباح يوم أمس الثلاثاء أبواب كلية الآداب بجامعة منوبة وعلّقت الدروس وذلك على خلفية منع العميد من الالتحاق بمكتبه من قبل مجموعة من المعتصمين داخل الحرم الجامعي إلى حين تلبية كافة مطالبهم على حدّ قولهم من توفير مصلّى والسماح للمنقبات بالالتحاق بصفوف الدراسة إضافة إلى المطلب الجديد وهو إقالة العميد ومحاسبته على تسببه في وفاة الطالب "العربي الخميري" وفقا لما جاء في بيان لجنة المعتصمين الصادر بتاريخ 5 ديسمبر الجاري. وأدى هذا التصعيد إلى انسحاب الطلبة من الحرم الجامعي بصفة تلقائية إلى جانب انسحاب الإطار التربوي والإداريين باستثناء "الإسلاميين " المعتصمين أمام مقر العمادة.. وعن منع العميد من الالتحاق بمكتبه لاحظ هشام الريفي أستاذ جامعي بكلية منوبة "أن العملية التعليمية أصبحت مستحيلة في الكلية". وأوضح الريفي" إن سير الدروس كان عاديا من الصباح والى حدود العاشرة حين حصلت ضجة في قسم العربية بعد ان ذكرّ احد الأساتذة طالبة منقبة كانت تهمّ بالدخول الى الفصل بقاعدة السلوك داخل الكلية وطلب منها رفع النقاب والدخول إلى الفصل إلى أن جدّت حادثة منع العميد من الدخول الى مكتبه.
حيرة.. وخطورة
وأضاف الريفي" بات الحرم الجامعي فضاء لإقامة التأبين وهو ما اثار حيرة عديد الطلبة لما يجري اليوم في كليتهم وابدوا امتعاضهم واستياءهم من تعليق دروسهم خاصة وان من بينهم من هو في السنة النهائية وهو بصدد إعداد رسالة ختم الدروس وإجراء الامتحانات وعلى هذا الأساس يجتمع الآن المجلس العلمي لكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة بمقر رئاسة الجامعة للنظر في خطورة الوضعية التي تمر بها الكلية منذ أكثر من أسبوع". " الصباح" تنقلت إلى الفضاء الداخلي للحرم الجامعي أين رفعت عديد الشعارات أمام العمادة منها "هي انتقبت وقيت باش تحترم حريتها"، "إلاّ نقابي" المطالبة بمصلى " و"Dégage" مرفوقة بصورة عميد الكلية.. كما وقف عدد من المعتصمين يلقون خطاباتهم.
مدد خارجي
وفي لقاء ل "الصباح" أكد محمد بختي (طالب اسلامي من المعتصمين) " أنه في مواصلة الاعتصام الذي مضى عليه تسعة أيام سعي لتأكيد وتكريس المطلبين الأساسيين وهما حق المنقبات في الدراسة واجتياز الامتحانات وحق الطلبة في توفير مصلى، واضاف بختي "وأمام المستجدات الأخيرة وخاصة بعد وفاة الطالب العربي الخميري منتحرا وذلك للتحريض الذي مارسه العميد بدعوته الأولياء لمنع أبنائهم من المشاركة في الاعتصام نعلن تحميل العميد مسؤولية ما جرى ونطالب بمحاسبته وذلك عبر إقالته". وفي تدخله رأى وسام عثمان (طالب من خارج كلية منوبة) وهو من ضمن لجنة المعتصمين ان من حقهم طلب مدد من زملائهم من الطلبة الإسلاميين في جامعات أخرى معللا ذلك بقوله انّ" الحركة الطلابية وحدة لا تتجزأ من تونس الى بنقردان وباسمي كمنسق عام للجنة الدفاع عن المحجبات سأرفض أي تجزئة في الحركة". هذا وقد نظم عدد من طلبة الكلية مسيرة إنطلقت من داخل الكلية في إتجاه مقر رئاسة جامعة منوبة مساندة للاطار الجامعي بالكلية.