أكثر من 150 فنانا تشكيليا تونسيا يشاركون في المعرض الاستثنائي الذي ينظمه اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين بفضاء صديقة بقمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة الذي ينطلق اليوم ويتواصل إلى غاية 22 من الشهر الجاري بنفس المكان. والاستثناء في هذا المعرض الذي ينتظم في موعد جديد أنه يخصص للتسوق ويفتح المجال للفنانين التشكيليين المنخرطين في الاتحاد لعرض أكثر من 300 عمل فني من الحجم الصغير تتوزع بين لوحات ومنحوتات وخزف وصور فوتوغرافية وذلك بأسعار منخفضة. وعلل رئيس الاتحاد السيد منجي معتوق فكرة تنظيم هذا المعرض المفتوح لأبناء هذا الهيكل دون سواهم والذي من المقرر أن ينتظم في عديد الجهات من البلاد في مواعيد لاحقة على غرار سوسة وصفاقس وغيرها من المناطق الأخرى بأنه يأتي في إطار تفعيل استراتيجيات دعم وتشجيع الفنانين التشكيليين على العمل والإنتاج والإبداع على نحو يساهم في تنشيط القطاع وتحقيق المردودية الممكنة للفنانين التشكيليين من خلال عرض أعمال فنية بأحجام صغيرة صالحة للاستعمال في المنازل والمكاتب. وفيما يتعلق بسبب اختيار أن يكون المعرض مقتصرا على اللوحات صغيرة الحجم أوضح منجي معتوق أن التوجه إلى هذه النوعية من الأعمال الفنية كان بإجماع أغلب أعضاء اتحاد الفنانين التشكيليين وبموافقة الفنانين المعنيين بمعارض الاتحاد وذلك بعد أن أثبتت التجارب في المعارض السابقة أن اللوحات كبيرة الحجم لم تعد تلقى الرواج والطلب الكبيرين ولا سيما في الفترة الأخيرة التي عرفت فيها جل القطاعات الفنية ركودا في الإنتاج والنشاط.
توسيع دائرة الإنتاج والترويج
والهام في هذا المعرض أيضا، أنه فضلا عما يتيحه من فرصة لترويج بعض الابتكارات الفنية في مختلف مجالات الفنون التشكيلية فإنه يمكن المشاركين من عرض أكثر من عمل من خلال الطريقة المعتمدة في توزيع الأعمال المعروضة والمتمثلة في عرض عمل فقط وإذا ما وجد ذلك المعروض طريقه إلى الرواج يمكن أن يعوضه بعمل آخر وهكذا دواليك، وهي طريقة من شأنها أن تشجع الفنانين العارضين على تقديم ابتكاراتهم في النحت والخزف واللوحات والصور الفوتوغرافية على نحو تستجيب فيه لأذواق وطلبات زوار المعرض خاصة في ظل انفتاح عدد كبير من التونسيين على الفن التشكيلي بمختلف أنماطه في تجميل البيوت والمكاتب وغيرهما. من جهة أخرى كشف رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين أن النية تتجه إلى توسيع دائرة المشاركة في هذا المعرض في دوراته القادمة من خلال فسح المجال أمام الفنانين غير المنخرطين في الاتحاد والهدف من ذلك حسب رأي منجي معتوق هو دعم وتشجيع المبدعين وخاصة المواهب الشابة وخريجي المدارس والجامعات من المختصين في الفنون التشكيلية على العمل والإنتاج على نحو يمكن أن يحقق التطور المنشود لمستوى الأعمال الفنية ويفسح المجال لإنجاز ابتكارات لا سيما في ظل ما تزخر به بلادنا من كفاءات ومواهب قادرة على تأكيد انفتاح هذا القطاع على غيره من القطاعات الفنية الأخرى.